لا يمكن الحديث عن علاقة مثالية بين إدارة النصر والمدرب الكرواتي زوران، المواقف التي تكررت منذ مرحلة الإعداد واختلاف الرؤى حول بعض القضايا أهمها قائد الفريق عبدالغني واللاعب الباراغواني أيالا كشف خلاف ذلك، لكن الأمور لم تصل لدرجة التفريط بالجهاز الفني طلبا للاستقرار من جهة، وللإيجابيات الكثيرة التي قدمها المدرب من جهة أخرى؛ إن على صعيد النتائج بقيادته فريقه للمنافسه وحيدا على كل البطولات، وبلوغه نهائي كأس ولي العهد؛ أو حتى جرأته في تدعيم الصفوف بعناصر شابة سيكون لها شأن مع النصر والمنتخبات الوطنية في المستقبل. ما أنا متأكد منه هو أن الإدارة النصراوية كانت حريصة على استمرار زوران حتى نهاية الموسم على أقل تقدير؛ بل قدمت له عرضا للتجديد، كانا متفقين على البقاء معا، حتى حضر العرض المغري من نادي العين الإماراتي. تبحث الأندية عن مصلحتها حين لا تسير الأمور كما يجب فتلغي عقود المدربين عبر الالتزام بدفع الشرط الجزائي، وهو ذاته المتاح للمدربين حين لا يرغبون في الاستمرار لأي سبب، حدث ذلك وإن كان نادرا مع أندية عدة، ليس مهما الخوض في المسببات التي ساقها زوران في المؤتمر الصحفي، وتركزت حول مشاوراته وجهازه الفني"عائلاتهم" مفضلين الانتقال إلى دبي؛ الأهم اليوم أن زوران بات من الماضي، وغادر بعد خسارة صعبة من القادسية قلصت فرصه في الدوري، اجتمعت فيها أخطاء فنية، وحظ عاثر بفرص تسجيل وركلة جزاء، وظروف إصابات حولت الهداف السهلاوي لحارس مرمى!. إذا كان رحيل مدرب في وقت حساس جدا أمرا سيئا، فإن سرعة تعاقد الإدارة النصراوية مع المدرب الفرنسي باتريس صاحب التجربة الجيدة في القارة الإفريقية يكشف عن وجود خطط بديلة جاهزة ومقنعة لدى مسيري النادي عند أي ظرف، ويؤكد أن عملا احترافيا هدفه الحفاظ على سمعة وقوة وشخصية الفريق بدلا من المدربين المؤقتين الذين يهدرون الوقت والجهد. ما يحتاجه النصر اليوم هو تكاتف لاعبيه مع إدارتهم ومدربهم الجديد، وترك المشاكل السابقة التي صنعت تحزبات مزعجة، أما قائد الفريق عبدالغني فأتمنى عدم عودته في هذا الوقت لمصلحة مشتركة؛ في ظل تحميله وإدارة النادي أي مسؤولية تعثر قادمة ينتظرها نصراويون يتباكون على كل من يرحل لاعبا أو إداريا أو مدربا دون اعتبار لمصلحة النصر!.