ينتظر الوسط الرياضي يوم الجمعة القادم مباراة قمة الجولة ال13 من دوري جميل والتي ستجمع الهلال بالنصر على إستاد الملك فهد الدولي، وكل الوسط الرياضي شغوف لمتابعة تلك المباراة بحكم أن هناك أكثر من أربعة فرق تتنافس على لقب هذا الموسم بعكس المواسم الخمس السابقة والتي عادة ما تكون المنافسة فيها محصورة بين فريقين، بينما هذا الموسم يتصدر الهلال ترتيب الدوري ب30 نقطة وينافسه كل من الاتحاد كوصيف ب28 نقطة، ويليه النصر والأهلي ب25 نقطة ومن ثم الشباب ب20 نقطة، ولذلك سيتابع الوسط الرياضي هذه المباراة لأهميتها ليس للهلاليين والنصراويين فقط، بل سيتابعها الأهلاوي والاتحادي على أمل أن يُعطّل النصر الهلال ليلحقوا بالمتصدر. إذن هذه المباراة تختلف عن مباريات المواسم السابقة، وحتى فنياً هي تختلف، فالهلال بقيادة الأرجنتيني دياز أصبح في الفترة الأخيرة مقنعاً ويقدّم مستويات تصنّف على أنها جيدة ومقبولة وخصوصاً أنها مرتبطة بنتائج جيدة، بينما فريق النصر متأرجح ما بين مستويات جيدة وأخرى ضعيفة، ولذلك لا أحد يعلم ماذا سيقدم في هذه المباراة، ولكن ما نعلمه أن هذه المباراة ستكون بمثابة حياة أو موت بالنسبة له، فإن فاز عاد للمنافسة من جديد، وإن خسر فسوف تقل حظوظه في المنافسة وخصوصاً أن الفارق النقطي بينه وبين المتصدر في حال خسارته سيكون ثماني نقاط، ومن الصعوبة تعويض الخسارة، ومن هنا سيكون الضغط على الفريق النصراوي لكسب المباراة، بينما فريق الهلال سيكون أقل ضغطاً، وسوف نلاحظ ذلك في مجريات المباراة ما لم يحدث قبلها جديد يؤثّر عليها. الهلال والنصر فنياً يمتلكان عدة حلول لتغيير مجريات المباراة لصالحهما، ففي وسط الهلال يوجد اللاعب الذي عاد للإبداع مجدداً نواف العابد، وهو أحد أهم أسلحة الهلال، ومتى كان في يومه سيكون للهلال كلمة في اللقاء الكبير، كما أن ادواردو متى حضر بالشكل الذي عهدناه فسوف يكون مؤثّراً، وسيعاني خط الدفاع النصراوي من هذا الثنائي، بينما في النصر يوجد يحيى الشهري وهو يمر بمرحلة غير جيدة بالنسبة له، كما يوجد اللاعب الخطير أيالا الذي يستطيع التسجيل من خلال الكرات الثابتة، وهو مبدع فيها، وفي المقدمة يوجد في الهلال الهداف ليو الذي يعتبر نهازاً للفرص، وقد يُسجّل من أي كرة وربما غير متوقّعة مثل ما شاهدناه في أكثر من مباراة، وفي النصر ربما نشاهد محمد السهلاوي أو نايف هزازي أو حسن الراهب، وكل الثلاثي في مستوى متقارب من الناحية الفنية، وربما يتفوّق عليهم الراهب بحكم أنه متحرك ويستطيع إشغال دفاع المنافسين، ولكن الراهب يعاني من داء «التمثيل» وهذه خطيرة عليه في حال حصل على كرت أصفر. وعلى مستوى خط المحاور فإن الهلال جيد بوجود «محور الأرض» مثل ما يطلق عليه جمهور الهلال عبدالملك الخيبري، وهو لاعب مبدع في قطع الكرات والاستلام والتسليم، وربما يواجه في هذه المباراة ضغوطاً من قبل لاعبي فريق النصر إيفان وأيالا، وهما لاعبان جيدان ويحتاجان للتغطية، ويساعد الخيبري البرازيلي ميليسي وهو لاعب جيد وأصبح ينسجم مع المجموعة، وفي النصر ربما نشاهد عوض خميس أو أحمد الفريدي بجانب شائع شراحيلي، وهؤلاء يستطيعون ملء المركز بكل اقتدار. مكامن القوة في الفريقين تكمن في تفوق الهلال في الجهة اليسرى بوجود ياسر الشهراني كظهير ونواف العابد كوسط، بينما يتفوّق النصر في الجهة اليمنى بوجود إيفان وخالد الغامدي. المدربان جيدان، ولكن دياز استطاع إثبات نفسه في فترة قصيرة، وهو كاسم وتاريخ لا يقارن بزوران النصر، ولكن المستطيل الأخضر لن ينفع فيه التاريخ بقدر العطاء. بقي أن نقول: في الهلال هنالك مشاعر توحي بفوز فريقها، وفي النصر هنالك تخوف، فإن استمر الهلاليون على مشاعرهم ولم يستشعروا أهمية المباراة فسوف نبارك للنصراويين من الآن.