هو ذلك المال المُكتسب من بيع كل ما يُدّمر عقل الإنسان وصحته وبالتالي تقويض مستقبل الشعوب بهلاك إنسانها. المخدرات أيها السادة خنجر مسموم اخترق خواصر الأمم فأصابها بمقتل. هي لعنة العصر وآفة التدمير. لا توجد حكومة تخاف على شعبها إلا وتحارب بكل قواها وإمكاناتها تلك الآفة اللعينة. ونحن هنا في بلادنا تبذل أجهزة مكافحة المخدرات وحرس الحدود ومصلحة الجمارك جهودا جبّارة في حربها مع مهربي المخدرات. بين يدي وأنا أكتب لكم هذا المقال خارطة توضح خطوط تهريب الهيروين جوا سواء خطوط تهريب مباشرة أم ترانزيت. يتضح من الخارطة أن معظم مُهربات مادة الهيروين المخدر مصدرها يا للأسف دول (إسلامية) في شرق بلادنا سواء في الضفّة الأخرى من الخليج أو أبعد قليلا. أقول: سواء اختلفنا أم اتفقنا بشأن نوايا استهداف بلادنا بتلك الكميات الكبيرة من المخدرات إلاّ أننا سنتفق أخيرا على حكاية الكسب المادي، إذ لا يمكن أن يكون الهدف فقط، وأقول (فقط) استهدافنا وتدمير شبابنا، لأنني أؤمن بحرب المخدرات لكن ما الذي يجعل سوقها رائجة، أليس القدرة على الشراء؟ إذاً كسب المال عنصر مهم، بجانب بقية الأهداف. وما أحلى على ريق بارونات المخدرات أن تجتمع الأهداف الشريرة في مكسب واحد: تدمير شباب بلد ما بالمخدرات وكسب أموال قذرة. عمركم سمعتم عن مروّج مخدرات يوزعها ببلاش؟ إذاً تعالوا نأخذ الحكاية من أولها ونسأل: ما الذي يدعو شخصا لابتلاع كبسولات غير قابلة للذوبان محشوة بمادة الهيروين ويمسكها داخل بطنه طوال عذاب ساعات السفر من بلاده حتى الوصول إلى بلادنا؟ أليس هاجس المال الملعون هو الدافع الأول والأخير؟ ثم تعال أيها المتعاطي واسأل نفسك لماذا تتعاطى مادة تخرج مع براز مهرب (أعزكم الله)؟ أعرف أن المُدمن لا يمكن أن يسأل نفسه هذا السؤال فهو على استعداد للنزول حتى أسفل سافلين من أجل الحصول على الجرعة. لن آتِ بما لم تأتِ به الأوائل حيال هذه الآفة ولكنني أدعو لتكوين تحالف كبير على غرار تحالف إعادة الشرعية في اليمن الجريح للتعاون في الحرب مع مهربي المخدرات ثم لندعم ولو بكلمة جهود الأجهزة المعنية وأطالب بنفس الوقت بمزيد من مصحات الأمل فالمدمن ضحيّة للمال الملعون.