نجح رجال الأمن في مكافحة جرائم تهريب وترويج المخدرات بتوفيق من الله خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الحالي، من القبض على (991) متهماً منهم (337) سعودياً بالإضافة إلى (654) متهماً من (33) جنسية مختلفة لتورطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية ب(2.512.191.325) مليارين وخمسمائة واثني عشر مليوناً ومائة وواحد وتسعين ألفاً وثلاثمائة وخمسة وعشرين ريالاً. السؤال ماذا يعني هذا العدد من المهربين؟ وماذا يعني هذا التنسيق بينهم وتوزيع الأدوار؟ وماذا يعني حجم الصفقة؟ كلها تعني شيئا واحدا يا أبناء وطني، إنكم مستهدفون في عقيدتكم، في أخلاقكم، في أجسادكم، هذه العصابة الدولية إن صحت هذه التسمية، والخبر يشير إلى 33 جنسية، هي من تقف خلف محاولات تهريب المخدرات إلى بلدنا، ولا يهمها الكسب المالي، ولديها المال لشراء صفقات المخدرات بهذا الحجم، والتأجير على نقلها، وماتم قبضه من أموال كبيرة مع المهربين، خير شاهد لما أقوله، فكل مايهمهم ومن يقف خلفهم سواء دول، أو منظمات أو جهات (تدمير شباب الوطن) وإيقاعهم في براثن (المخدرات) لأنه عندما يتم تخريب عقولهم، وتدمير أخلاقياتهم، وإفساد عقيدتهم، وهي الحصن الحصين لهم من الوقوع في المفاسد والمعاصي، يصبح من السهل انحلالهم وجرهم إلى اقتراف المفاسد، ويصبح لافائدة منهم بعد أن باعوا عقولهم من خلال إدمان المخدرات، وتعاطيها، بعد أن تحولهم إلى أجساد خاوية من كل شيء، من الدين والأخلاق والفكر والعلم والعمل، وتصبح الانحرافات والجريمة هي حياتهم، وكلنا يعرف بعض من سقط في المخدرات بأنواعها، كيف هم يحيون حياتهم، وكيف هم يعيشونها بلا هدف ولادين ولاعمل بعد أن سرقت منهم صحتهم وعقولهم، حتى لم يعد يعرفون الصواب من الخطأ، ولهذا نسمع في وسط مدمني المخدرات، من وقع فريسة الانحرافات، والجرائم الأخلاقية، والقتل، في حياة كلها ضياع في ضياع، نسأل الله السلامة لنا ولأبناء وبنات الوطن، وكيف لا تكون ضياعا، والمدمن على المخدرات قد باع أعز ما يملك (باع عقله) ومن باع عقله هل يحسن أو يعقل أو يفهم أو يعي ما يقوم به في حياته؟ بالطبع لا، ولهذا أهيب بالمؤسسات التعليمية، ومن إعلامنا، ومن مشايخنا، عبر منابر الجمع والإرشاد، أن يبينوا بين وقت وآخر أهداف مهربي المخدرات، وأن بلدنا مستهدف في شبابه، بدليل هذه الكميات الضخمة، ومحاولاتهم المستميتة بتهريب ملايين الحبوب المخدرة، وأطنان المخدرات، وأنهم لم يتركوا وسيلة ولا طريقة إلا سلكوها، ولكن الله دائما يوفق رجال أمننا في إفشال مخططاتهم، لإغراق المجتمع وأبنائه بالمخدرات، وإلا تخيلوا معي، كيف لو دخلت هذه الكميات إلى البلد، وأُغري الشباب بتعاطيها وخدعوا بها، كيف سيكون وضعهم؟وما مصيرحالهم ومستقبلهم؟