الحاجة للترفيه ليست ترفا كما يحاول البعض أن يشيع خاصة في حالة رفضهم لبعض الفعاليات الترفيهية. من الموضوعية أن نعطي هيئة الترفيه بعض الوقت لتثبيت ثقافة الترفيه المتنوع في مجتمعنا بحيث لا نجد من يعارض هذا ويزعم أنه لا يليق بخصوصية مجتمعنا وتلك الخصوصية تنتهي بتجاوز حدود الوطن، خاصة وأن التحريم بات غير سهل مع ارتفاع الوعي المجتمعي وبروز أصحاب فكر وعلم شرعي تواجه بالأدلة من كانوا يمارسون على مجتمعنا وصاية مطلقة، وصاية خلقت حال مجتمع معزول عن حراك عالمي بل وحراك إقليمي تقدمنا بعشرات السنين في النشاط الترفيهي، حيث وجدنا أنفسنا في حال سفر دائم مع كل إجازة، وبناء استراحات للترفيه الأسبوعي أو التمركز في المقاهي والمطاعم بشكل فاق إمكانات مدننا الكبيرة أما المدن الصغيرة والقرى فحال الترفيه لديهم يرثى له. الوقت الذي تحتاجه هيئة الترفيه لا يعني أن تكون مترددة أو خاضعة لإرضاء هذا وذاك، بل عليها التنويع والتوسع في برامج الترفيه مع ترك أمر الاختيار للفرد فمن أراد حفلة محمد عبده يذهب لها ومن أراد متابعة مهرج لا قيمة له إلا أنه فج في برامج التواصل الاجتماعي يذهب له، ولكن ليس من حق هيئة الترفيه أن تجعل كافة أطياف المجتمع تخضع لذائقة واحدة أو أن تقيد الترفيه الذي جاء متأخرا جدا بحالة من التردد بين المقبول اجتماعيا والمرفوض اجتماعيا بين الترفيه الذي يأتي بسلاسة لا تثير الجدل وترفيه ترتفع فيه قامات الاختلاف بين مؤيد ومعارض خاصة وأن الجدل بات سمة مجتمعنا والاختلاف عموما رحمة، نريد مسرحا منظما يمكن أن تذهب له العائلة وهي تعرف أين مقعدها ورقم الكرسي وموعد بدئ المسرحية ونهايتها.. نريد برامج تدخلها وتجد أنك تنعم بترفيه ولست في حاجة للبحث عن مكان لخطوتك لكثرة الزحام وحالة الفوضى.. وذلك لن يتحقق إلا بقدرة الهيئة على القيام بدورها كممكن للقطاع الخاص بحيث تكتفي بدور المشرع والمتابع ومانح التراخيص أما التنفيذ فتركه للقطاع الخاص على أن لا يتبع ذلك الترخيص قيود ومحاذير التردد والخصوصية السعودية التي باتت شماعة يتعلق بها المترددون في وقت لا مجال للتردد لن تنمو مصادرنا الاقتصادية ونحقق التنوع ونحن نعيش حالة التردد في كل تغيير ولن نحققه ونحن نعمل ونوفر ثم نصرفها خارج البلاد ولن نحققها برفع الضريبة أو رفع الغرامات على المخالفين بل ستكون نموا وإنتاجا بتحسين جودة الحياة عموما ومنها الترفيه. وإن كنا نتمنى أن تنطلق الهيئة بقوة فإننا أيضا نتمنى ألا يتم اختطافها من تيار معين يجبرنا على متابعة تهريجه وابتذاله لإنسانيتنا مثل رضاعة الكبير أو متابعة مراهق كل إمكاناته إضحاك المتابع على شكله الخارجي مع تهريج سطحي إلى حد الابتذال أو جذب المراهقين والمراهقات بشباب ينشد ويرقص ويتمايل غنجا ورقة ولكن دون موسيقى..؟؟ إذا لم تستطع هيئة الترفيه من خلال (تمكين القطاع الخاص) بربط الجمال بالابتسامة والتنوع والمبادرات المبهرة في تفوقها وتقدمها والتي تحير المواطن بالاختيار فعليها أن تعلن بمرور عام على نشأتها عجزها.