في خطوة جديدة من المتوقع أن تغير ملامح أسعار حليب طويل الأجل ومشتقاته في السوق السعودية خلال الفترة المقبلة، بدأت تظهر مؤشرات حرب أسعار جديدة في سوق حليب طويل الأجل، بين الشركات الأجنبية والمحلية، يبدو أن المستهلك هو المستفيد الأول من هذه الموجه، وبدأت ملامح هذه التغيرات في سوق قطاع حليب طويل الأجل، عندما طرحت عدد من شركات الالبان الأجنبية قبل أيام أسعار "حليب طويل الأجل" في الأسواق المحلية، بسعر أقل من سعر المنتج المحلي بريالين. وفي جولة ل"الرياض" على عدد من محلات التجزئة رصدت أسعار حليب طويل الأجل واحد ليتر للمنتج المحلي بسعر خمسة ريالات مقارنة بالمنتج المستورد الذي بلغ سعره ثلاثة ريالات. من جهته قال المدير التنفيذي لشركة البان الصافي د. طارق الشويمي، إن المنتج المستورد من الحليب طويل الأجل أو غيره من المنتجات الالبان يحظى بدعم من البلدان المصدرة وانخفاض سعره جاء نتيجة انخفاض التكلفة التشغيلية على شركات الالبان الأجنبية مقارنة بالشركات المحلية التي تعتمد على تغذية الأبقار من الأعلاف المستوردة وعلى ارتفاع التكلفة التشغيلية. وأكد الشويمي، أن السعر المنخفض للحليب طويل الأجل ومشتقاته المستورد من الدول الاوربية "وقتي" وسيعود إلى سعره الطبيعي المماثل لسعر المنتج الوطني، مؤكداً أن الأسعار الحالية ناتجة عن الدورة الاقتصادية المنخفضة للاقتصاد العالمي. وفي سؤال عن غياب المنتج الوطني في غزو الاسواق الأوروبية أبان الشويمي، إلى أن المنتج الوطني تنقصه بعض الاشتراطات التي تطلبها الدول الأوربية في دخول منتجات مصنعه من خارج الاتحاد الأوروبي. من جهة اخرى قال رئيس مجلس جمعية حماية المستهلك د. رزين الرزين، إن انخفاض سعر المنتج الأجنبي من الحليب طويل الأجل عن المنتج المحلي سيؤدي إلى خلق حالة من التنافس السعري بين المنتج المحلي والمستورد وهذا كله يصب في مصلحة المستهلك، مشيراً إلى أن ضبط أسعار المنتجات يرجع إلى وزارة التجارة. ولفت الرزين إلى أن السوق السعودي يتسم بتنوع مصادر الاستيراد إضافة إلى الإنتاج المحلي، مما يجعلها في مأمن من التقلبات السريعة والتأثر بما يحدث في الدول المجاورة، مطالباً المستهلكين ألا يكون أسيراً للمنتج المحلي مهما كان اسمه والبحث عن المنتج ذي الجودة والسعر المناسب له. من جهته قال المتحدث الرسمي للجمارك عيسى العيسى إن واردات المملكة من الحليب والجبن والزبادي واللبن من بداية عام 2016 وحتى منتصف شهر اكتوبر الماضي بلغت أكثر من 558 ألف طن وبلغت القيمة الإجمالية للاستيراد حوالي 5.7 مليارات ريال، وأهم الدول المصدرة للمملكة هي الدنمارك ونيوزيلندا وألمانيا والتشيك وتركيا. وأشار العيسى إلى أن صادرات المملكة من الحليب والجبن والزبادي واللبن لنفس الفترة بلغت الكمية حوالي 700 ألف طن بقيمة حوالي 4.2 مليارات ريال وأهم الدول التي تصدر المملكة لها المنتج هي الدول الخليجية وبعض الدول العربية.