يقول أبو الطيب المتنبي في شطر بيته الأشهر: وتصغر في عين العظيم العظائم ففي وقت بلغت ضجة البعض هنا عنان السماء احتجاجاً على عدم احتساب تصفيات المناطق كبطولات رسمية كانت فعاليات القمة العالمية في أقصى المغرب العربي تعلن بفخر يطال جبال الأطلس في شموخها ظفر نادي الهلال بجائزة التميز لتحقيقه معايير وأهداف التنمية المستدامة من خلال الرياضة كمثال يحتذى به بين أندية العالم في المسؤولية الاجتماعية؛ فتناقلت وكالات الأنباء الخبر وصور تكريم منظمة «هوريو» للهلال وتسلم رئيسه جائزة التميز في لحظات فخر مثل فيها الوطن خير تمثيل وحظي بشرف التكريم. مر الخبر في البرامج الرياضية كخبر عادي لا يمثل أي قيمة للوطن ولم لا طالما أن الإعلام الرياضي مختطف يسير وفق أهواء المتعصبين، ولوسألت أحدهم ماذا تعني التنمية المستدامة وما دور الأندية في المسؤولية الاجتماعية تجاه مجتمعاتها؟ لأخفق في الجواب لأنه بكل صراحة لا يعرف ولا يريد أن يعرف فهو مشغول حتى الثمالة بفريقه ولا يعنيه من نشاطه سوى كرة القدم. ليس غريباً أن تقدم المسؤولية الاجتماعية بالهلال اسم المملكة أولاً في المحافل الدولية متفوقاً على جميع أندية العالم فلها في ذلك ماض مجيد وتاريخ حافل بالعطاء والبذل لأجل شباب الوطن ممثلاً برجال الهلال فقبل أشهر قليلة على اختارت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» النادي الازرق ليكون النادي العربي الأول والوحيد ضمن حزمة اختياراتها للمساهمة في تحقيق أهداف المنظمة على مستوى العالم مبررة ذلك بأنه تم بناء على معرفة بالموقع الجماهيري المكتسب من بطولاته العديدة وموقعه الريادي في خدمة البرامج الثقافية والاجتماعية على المستويين العربي والإقليمي، وما حصل في مراكش لم يكن إلا نتاج تنفيذ خطة استراتيجية وضعت خلال أعوام وستحقق أهدافها مع برنامج التحول الوطني 2020 المتماشي مع رؤية المملكة 2030 يكفي أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعضاً من الانشطة القائمة، والمزمع تطويرها وزيادة أعدادها مثل برنامج المساعد الطبي الذي يتواجد في جميع ملاعب المدن الكبرى، والخطة أن يكون في جميع ملاعب المملكة بما فيها الأحياء، وتأسيس فريق الهلال التطوعي في جميع أنحاء البلاد، وعقد شراكات مهمة مع جهات عدة حكومية وشركات تسويق وهذه بحد ذاتها منجزات تستحق الاحتفاء يقف خلفها رجال مخلصون يسعون لخدمة الكيان وجماهيره أولاً والمجتمع ثانياً. الهلاليون الذين أدمنوا المنجزات في شتى المجالات عليهم عدم تجاهل الحصول على جائزة التميز العالمية تحت أي مبرر بل العكس يجب أن يحتفى بها حد التمجيد، وتكريم عرابها فلو كانت لغيرهم لطلبوا توثيقها كبطولة.