على الرغم من أن منطقة القصيم تضم العديد من الأندية الرياضية التي يصل عددها إلى 15 نادياً تمارس خلالها العديد من الألعاب والأنشطة الرياضية، الإ أنه لم يعد هناك تواجداً لها في المنافسة وحصد البطولات، واقتصر التواجد في "دوري جميل" فقط على التعاون والرائد، أما بقية الأندية فتراوح بين دوري الدرجة الأولى والدرجة الثانية، والغالبية العظمى منها تقبع في دوري المناطق، ولم تعد معيناً لإبراز المواهب الشابة التي تخدم الكرة السعودية بوجه عام، أو المنطقة على وجه الخصوص كما كان في فترات سابقة شهدت انتقال العديد من نجومها إلى الأندية الكبيرة واللعب للمنتخبات الوطنية. يقول رئيس نادي الهلالية ابراهيم الوسيدي: "كرة القدم القصيمية سجلت حضوراً لافتاً في "دوري جميل" من خلال التعاون والرائد خلال الفترات الماضية، وهناك أنديه عريقة توارت عن الأنظار بشكل مؤسف جدا على الرغم من امتلاكها لقاعدة شرفية وجماهيرية كبيرة مثل الحزم والنجمة، وغياب المواهب في المنطقة والاعتماد على اللاعبين القادمين من خارجها ساهم بتراجع رياضة القصيم". وأضاف: "اقتصار الجانب الرياضي في الاستراحات الخاصة وماشابهه بعيداً عن أعين الكشافين ساهم في هذا التراجع ونستطيع القول إن مؤثرات أخرى طرأت بالعقدين الماضيين صرفت الناشئة عن الجانب البدني والرياضي بشكل غير مسؤول، ونطالب رجال الأعمال في المنطقة بالقيام بدورهم تجاه أنديتها، وتسليط الضوء على أندية الِظل وهذا ما سيوفر مساحه ظهور إعلامي لجلب الداعمين والمعلنين، مع أن بعض الأندية تجاوزت معوقاتها المالية بدعم سخي من ولاة الأمر وأصبح لها استثمارات ومداخيل من وافر هذا الدعم، ونستطيع القول إنها الآن تحت طور تعزيز مواردها المالية للقيام بخطط تطويرية لألعابها المختلفة بناء على موارد مالية ثابتة ومن ضمن هذه الأندية الهلالية على الرغم من التقصير من البلديات وشركة الكهرباء عن أداء دورها التكاملي مع الأندية، مثل بلدية محافظة البكيرية وموقفها السلبي من الهلالية". الموارد لاتكفي قال رئيس نادي الحزم عبدالله المطيري: "على الرغم من التعاون الكبير بين رجال ورؤساء أندية المنطقة سواء بطلب المباريات الودية، أو إعارات اللاعبين المميزين، وتوحيد الآراء فيما يخدم رياضة وأندية المنطقة، الإ أن قلة الموارد المالية وعزوف اعضاء الشرف عن الدعم، واعتماد الأندية على اللاعب الجاهز القادم من خارج المنطقة مع عدم الاهتمام بمواهب المنطقة والفئات السنية هي أسباب تراجع الرياضة في منطقة القصيم، فلم نعد نشاهد نجوماً من منطقة القصيم تسطع في سماء الكرة السعودية كما كان في السابق، ورجال الاعمال يقع عليهم جزءاً كبيراً في تراجع رياضة المنطقة فهم وللأسف يتعايشون مع الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد فدعمهم قل بشكل كبير إن لم ينقطع تماماً، ومن كان يدعم بال10 آلاف أو ال200 ألف سابقاً الآن تجده يدعم ب50 ألفا فقط، وعودة الكرة القصيمية وأنديتها إلى سابق عهدها إذ ما اعتمدت على مواهب المنطقة، والتوسع في إنشاء الأكاديميات والمدارس الرياضية، وهذا يحتاج إلى وقت كثير" الشباب انصرفوا عن الكرة أكد رئيس نادي الأسياح المهندس طلال الحمود أن تراجع رياضة المنطقة يعود إلى قلة اهتمام كثير من شباب المنطقة بكرة القدم وتتعدد هواياتهم وتختلف من مدينة إلى أخرى وتغلب كثير من المواهب على موهبة كرة القدم كما أن لتباعد مدن القصيم عن بعضها أدى لانشغالهم كلاً بمدينته بما يعود عليه بالنفع وهناك العديد من الأندية القابعة بالدرجة الثالثة منذ زمن أضعف طموح الشباب بالالتحاق بها لبعدها عن الإعلام والمتابعين وقال: "لتعود أندية القصيم للواجهة يجب علينا دعم شبابها من خلال الدورات الرياضية بشكل مستمر والتعاقد مع شباب المنطقة البارزين، والابتعاد عن السماسرة فشباب المنطقة هم أولى بأنديتهم بل أن تضحياتهم أكبر ولابد من النظر في ميزانيات أندية الثالثة إذ أنها ضعيفة ولا تفي ولو بجزء بسيط من متطلبات تلك الأندية ومنشآت الأندية والمدن الرياضية لابد من توافرها بشكل كبير حتى يزداد اقبال الشباب، ولتسهيل العقبات ايضاً لابد من مخاطبة أكبر قدر ممكن من الشركات ورجال الاعمال لدعم الاندية والوقوف معها". وأهاب الحمود برجال الأعمال في المنطقة بالوقوف مع أنديتهم من خلال دعمها ورعاية بعض الألعاب وحل مشاكلها، وعمل مايمكن لرقي اندية المنطقة وشبابها وقال: "رجال الأعمال هم الداعم والمحفز بل والمنقذ للأندية الضعيفة الموارد والفقيرة المواهب والأدنى درجة". الطموح أكبر قال رئيس نادي الحصان السابق المهندس بندر الحربي: "وجود أندية منطقة القصيم حالياً في "دوري جميل يشكل نسبة 14 % وهذه نسبة جيدة جداً وهناك منجزات وطنية مسجلة باسم بعض أندية القصيم وطموحنا أكبر من ذلك، وربما يعود تراجع مستوى بعض الأندية إلى غياب التخطيط الجيد وضعف المداخيل وتراجع الإقبال على الدعم من رجال المال والأعمال وهناك الكثير من العقبات التي تحول من دون وصول أندية المنطقة إلى المستوى المرجو ومنها ما سبق ذكره وجميع هذه الأسباب تنتج إحباط لرؤساء الأندية والعاملين فيها وخصوصاً موضوع ضعف المداخيل وقلة الدعم الشرفي، ولا يمكن تجاوز هذه العقبة إلا بالتخطيط الجيد وعقد رعايات مع المؤسسات والشركات لتحقيق أكبر فائدة ممكنة إضافة إلى التوسع في الاستثمارات لضمان مداخيل جيدة يمكن من خلالها رفع سقف الطموحات وعلى رجال الأعمال في المنطقة واجب وطني ومسؤولية اجتماعية تجاه أنديتها فمن الواجب عليهم الدعم والمساندة، ولا يخفى أن الأندية تحتوي الشباب وتنمي طاقاتهم ومهاراتهم وإبداعاتهم في مجالات تعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى أهاليهم وعلى الوطن في المحصلة النهائية، ومتى ما استشعر رجال الأعمال هذه المعاني فإنهم لن يتأخروا عن الدعم والمساندة لمجالس إدارات الأندية في تحقيق الأهداف والطموحات والوصول بها إلى مراكز متقدمة محلياً وعالمياً". المواهب غائبة يقول مدير الكرة السابق في نادي الرائد غازي الرعوجي "غياب أندية المنطقة عن المنافسات يعود إلى أسباب كثيرة منها ندرة المواهب في المنطقة وانحصار الممول الرئيسي للأندية في الحواري بأعمار لاعبين كبار في السن للمحافظة على لياقتهم فقط، مع كثرة الملاعب الليلية وهي من خطفت اغلب الشباب لها، وانشغال كثير من الشباب في أعمال تجارية لأنهم يرون أنها أجدى وحتى تعود كرة القدم القصيمية علينا بإيجاد خطط مستقبلية بعيدة المدى مع عدم التسرع على النتائج المطلوبة، مع وجوب وقوف مكتب هيئة الرياضة مع الأندية والحواري في المنطقة لأنه وبصراحة دائماً مواقفها سلبية، ويجب أن يكون دور المكتب رياضي ويخدم المنطقة، وتفعيل ذلك عن طريق أمير المنطقة الداعم الأول لرياضتها وإجبار المسؤولين والمهتمين ورجال الأعمال على النهوض برياضتها". رجال المال لا يدعمون شدد قائد الرائد السابق فارس العمري على أن ضعف الدعم المادي وغياب رجال الأعمال ساهم في تراجع الرياضة في منطقة القصيم خلال الأعوام الماضية بشكل واضح وابتعاد الأندية عن البحث واكتشاف المواهب لم يعد كالسابق وأصبحت أندية المنطقة تعتمد على اللاعب الجاهز من خارجها حتى وإن كان كبيراً في السن، وحتى تعود رياضة القصيم للواجهة من جديد لابد من الاهتمام بالفئات السنية بالأندية وصقل مواهبها للاستفادة منها على المدى الطويل، مع إعادة الكشافين للحواري ومتابعة المواهب فيها، وإقامة بطولات الدوري المدرسي كما كان في السابق". التعاون استثناء يشير مهاجم التعاون وهدافه السابق موسى البرجس إلى أن كرة القدم القصيمية تراجعت بشكل واضح باستثناء ما قدمه التعاون خلال العامين الماضيين والوصول إلى دوري أبطال آسيا، وماعدا ذلك فلا شيء يذكر وقال: "يعود التراجع إلى ضعف الموارد المالية للأندية، وعزوف رجال الأعمال عن الدعم بسبب الوضع السيء لإغلب أندية المنطقة، وبالتالي أصبحت غير مشجعة للاستثمار فيها، ونشكر أعضاء المجلس التنفيذي في التعاون على ما يقدمونه للنادي من تضحيات أهلته ليكون منافساً للكبار".