أكد نايف السديري -سفير خادم الحرمين لدى كندا- أن العلاقات السياسية الرسمية بين المملكة وكندا تمر بمرحلة نمو في جميع المجالات ومن أهم هذه المجالات المجال الأكاديمي، والمجال الاقتصادي، والمجال الأمني، مؤكدا أن هذه العلاقات انطلقت عام 1973م أي قرابة ثلاثة واربعين عاما، وتم خلالها توطيد أواصر الصلة بين الدولتين الصديقتين والتي تربطهما ببعضهما البعض مصالح مشتركة في العديد من قضايا السلام والأمن، بما في ذلك أمن الطاقة، والعلاقات التعليمية، والشؤون الإنسانية ومنها شؤون اللاجئين، ومكافحة الإرهاب، متمنيا في حديثه ل»الرياض»مزيدا من التطور والتقدم للعلاقات السعودية الكندية في ظل توجيهات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله. وفيما يلي نص الحوار: تطور العلاقات *بداية كيف تقيمون العلاقات السعودية الكندية؟ -بدأ تبادل العلاقات السياسية الرسمية بين المملكة وكندا في عام 1973م أي تقريبا بحدود ثلاثة واربعين عاماً، وخلال هذه المدة توطدت أواصر الصلة بين الدولتين الصديقتين اللتين تربطهما مصالح مشتركة في العديد من قضايا السلام والأمن، بما في ذلك أمن الطاقة، والعلاقات التعليمية، والشؤون الإنسانية ومنها شؤون اللاجئين، ومكافحة الإرهاب، وفي الآونة الأخير كان هناك تبادل زيارات بين مسؤولين سعوديين أو كنديين للسعودية سواء على مستوى حكومي كوزراء الخارجية او رئيس مجلس الشورى ورئيس البرلمان الكندي، أو على مستوى منظمات كزيارة رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فالعلاقة بين المملكة وكندا في تطور مستمر. *ماهي أبعاد هذه العلاقة ومدى تعزيز الصلات بين البلدين؟ -إن العلاقات بين المملكة وكندا تمر في مرحلة نمو في جميع المجالات ومن أهم هذه المجالات المجال الأكاديمي، والمجال الاقتصادي، والمجال الأمني. وآمل بمزيد من التطور والتقدم للعلاقات السعودية الكندية في ظل توجيهات خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله. تأخر التأشيرات *يعاني كثير من السعوديين وخصوصاً المبتعثين من تأخير صدور تأشيرات الدخول لكندا وعدم تسيير رحلات مباشرة بين البلدين لماذا؟ -موضوع تأشيرات دخول السعوديين لكندا، مازال يؤرقني ومنذ وصولي والسفارة تبذل جهوداً مضنية على جميع المستويات من أجل تجاوز هذه المشكلة وتسعى لتذليل هذه العقبة امام الزائر لكندا سواء أكان طالبا أو رجل أعمال أو سائحا، ومازلت أسعى وآمل بأن يتجاوب الجانب الكندي في تذليل هذه الصعوبة أمام المواطن السعودي، أما بالنسبة للرحلات بين البلدين فإن الخطوط السعودية تسير ثلاث رحلات أسبوعية مباشرة للمملكة وفي طور إدراج رحلة رابعة. برامج تدريب *أكثر من خمسة آلاف طبيب سعودي تخرجوا في الجامعات الكندية وآلاف المبتعثين ماهو مردود ذلك على العلاقات بين البلدين؟ -في الحقيقة، ان هناك عدة برامج لتدريب الأطباء السعوديين في برامج التخصصات الطبية المختلفة والمعتمدة من قبل الكلية الملكية الكندية للأطباء والجراحين والكلية الكندية لأطباء الاسرة، كما أن هناك مبتعثين في مختلف التخصصات مثل الهندسة والكومبيوتر والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية وغيرها، وأدى ذلك إلى تفعيل اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني المشترك بين المملكة وكندا، كما أن هؤلاء الطلبة يعتبرون ناقلا حقيقيا ومباشرا لثقافة المملكة وحضارتها إلى الشعب الكندي وقاموا بذلك بكل جدارة وبشكل مشرف وساهموا بشكل فعال في عملية التبادل الثقافي بين البلدين. التواصل مع المواطنين *المبتعثون يتطلعون دائماً إلى أهمية الأخذ بشكاواهم واقتراحاتهم بما يخص السفارة والملحقية الثقافية، ماذا عملتم في هذا الشأن؟ -سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى كندا تسعى دوماً لخدمة أبناء الوطن، فهي تقوم باستقبال المكالمات اليومية والرسائل الإلكترونية، كما تقوم بالسعي لحل كل عقبة تواجه المواطن، كما أن السفارة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي حيث تتواصل مع المواطنين، كل هذه الأعمال وغيرها التي تقوم بها هي محاولة لتلمس حاجات المواطنين بصفة عامة والطلاب بصفة خاصة، كما يوجد لقاء اسبوعي مفتوح لكافة المواطنين يلتقون خلاله بالمسؤولين في السفارة والمكاتب التابعة لها. المملكة الشريك الثاني لكندا في الشرق الأوسط والعلاقات تشهد نمواً في المجالات الأمنية والاقتصادية والأكاديمية الأندية الطلابية *الأندية السعودية تنتشر في كثير من الأقاليم في كندا، هل قامت بالفعل بدورها وما المأمول من هذه الأندية؟ -في الحقيقة، أن الأندية الطلابية السعودية في الخارج لها دور مهم فهي تمثل طلبة المملكة ومرافقيهم في مقر ابتعاثهم بدولة الابتعاث وتحت إشراف السفارة حيث تقوم السفارة بدعمها فيما تحتاجه سواء بالتعليمات أو المواد الإعلامية أو التراثية أو الثقافية، أو السعي لحل المشاكل التي تواجهها إن وجدت وفي كندا اثنان وثلاثون ناديا طلابيا جميعها يقومون بواجباتهم على أكمل وجه سواء من خلال تنظيم ورعاية الأنشطة الاجتماعية والثقافية والعلمية والتربوية لأعضاء الأندية ومرافقيهم، أو من خلال التعريف بالجوانب الثقافية والعلمية والحضارية والتاريخية للمملكة، والمأمول من الأندية السعودية في كندا أن تستمر فيما تقدمه من خدمات، وان تساهم في إيصال صوت الطالب السعودي للسفارة. حل مشاكل الطلاب *ولاة الأمر يؤكدون على الاهتمام بالسعوديين في الخارج ورعايتهم وتذليل العقبات وتوفير سبل الرعاية لهم، كيف تترجمون ذلك واقعياً؟ -في الحقيقة، أن مثلي الأعلى هم ولاة أمرنا فخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد حفظهم الله دائماً وأبدا يتلمسون حاجات المواطن السعودي بكافة السبل، وإنني أسعى جاهداً لأؤدي مهامي وواجبي تجاه المواطنين فأبواب السفارة مفتوحة للمواطنين، وبالإضافة لذلك هناك الثالوثية التي تقام كل يوم ثلاثاء من كل اسبوع حيث أستقبل المواطنين وأتبادل معهم الأحاديث ومن لديه مشكلة أو اقتراح استقبله بكل سرور، هذا بالإضافة إلى الطرق التقليدية سواء كاستقبال المكالمات التليفونية أو البريد الإلكتروني والتواصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، كما أقوم بزيارة أندية الطلاب في كندا بشكل مستمر، بل وزيارتهم في جامعاتهم لمقابلتهم والسعي لتخفيف غربتهم وحل مشاكلهم. *بعض المبتعثين تنقصهم التوعية بالأنظمة مما يعرضهم للمساءلات القانونية أو التوقيف فما دور السفارة في ذلك؟ -تقوم السفارة ممثلة بقسم المواطنين السعوديين بالسفارة والملحقية الثقافية والأندية الطلابية بتوعية الطلاب كما أن هناك زيارة دورية من السفارة ومكاتبها سواء للأندية الطلابية أو زياراتهم في جامعتهم أو من خلال الإجابة على استفساراتهم وتوعيتهم بالقانون الكندي وأهمية الالتزام به. انجاز المعاملات *ما الصعوبات التي تواجهها السفارة والقسم القنصلي بها؟ -لا يوجد عمل لا يخلو من الصعوبات والقسم القنصلي هو أحد الأعمال المهمة والحساسة إلاّ أن السفارة لا تعترف بوجود صعوبة، فهي تسعى على مدار الساعة لإنهاء الأعمال القنصلية في الوقت المناسب، وأنا شخصياً أتابع الأعمال ودائماً أوضح لزملائي بأن لا يتجاوز إنجاز أي معاملة أربع وعشرون ساعة. تعزيز الشراكة *هل لدى السفارة دعم تقدمه لرجال الأعمال والمستثمرين السعوديين في كندا؟ -إن تنمية العلاقات الخارجية الاقتصادية وتعزيز الشراكة بين المملكة وكندا جزء من المهام المنوطة بالسفارة ويندرج تحت هذه المهمة دعم رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين في كندا ودائماً هناك تواصل بين سفارة المملكة في أوتاوا ومجلس الغرف السعودية، كما تدعم السفارة مجلس الاعمال السعودي الكندي وتهيئ الظروف المناسبة له وتسعى لتذليل الصعاب امام رجال الأعمال، وقامت السفارة عدة مرات برعاية اجتماعات مجلس الاعمال السعودي الكندي سواء هنا في كندا أو في المملكة. فعاليات متعددة *هل للسفارة فعاليات تقيمها لتعميق جذور التواصل والتفاهم بين النخب الفكرية والأدبية بين البلدين؟ -قامت السفارة بإقامة عدة فعاليات سواء منفردة، أو ضمن مجموعات دولية، فمنفردة على سبيل المثال لا الحصر قامت السفارة بتنظيم محاضرة للدكتور سعد البازعي عضو مجلس الشورى والناقد المعروف في عدة جامعات في كندا تتمحور محاضرة عن تمثيلات الآخر في الادب السعودي وكانت المحاضرات باللغة الإنجليزية كما تمت مناقشة بعض الاعمال الشعرية والسردية التي تبرز الموقف من الثقافات الأخرى في الادب السعودي المعاصر، كما قامت السفارة على المستوى الجماعي بعدة فعاليات كان آخرها جناح المملكة في فعالية اليوم العربي والذي تم فيه عرض الموروث السعودي والتطور بالمملكة جنباً الى جنب مع العرضة السعودية، ولاقى صدى كبيرا في الاوساط الكندية. العلاقات الاقتصادية *الاقتصاد هو عصب الحياة، فماذا عن العلاقات الاقتصادية بين المملكة وكندا؟ -العلاقات الاقتصادية القائمة بين المملكة وكندا معروفة بعمقها التاريخي وذلك باعتبار المملكة وكندا من الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي على المستوى العالمي من خلال المنظمات الدولية والتجمعات الدولية، ولاتزال المصالح التجارية والاقتصادية في مقدمة علاقات كندا الثنائية مع المملكة، وتعود العلاقات التجارية بين المملكة وكندا إلى عام 1987م حيث وقع الامير سعود الفيصل رحمه الله ووزير الشؤون الخارجية الكندي السيد جو كلارك اتفاق التعاون الاقتصادي والفني، واتفاقية التجارة الثنائية للتعاون وكان الاتفاقان موضع ترحيب واسع النطاق من قبل البلدين، وتشهد العلاقات التجارية بين البلدين نمواً مطرداً على مدى السنوات الماضية، فالمملكة تعد الشريك الثاني لكندا في منطقة الشرق الأوسط، وتحتل المرتبة الثالثة كوجهة رئيسية للصادرات الكندية، والمرتبة الثانية للواردات الكندية، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3.4 بلايين دولار كندي ما يعادل تقريباً ثلاثة بلايين دولار أميركي بنهاية عام 2015م، ولازالت المملكة وللعام الخامس على التوالي تحقق فائضاً تجارياً مع كندا. السفير نايف السديري السديري في أحد لقاءاته بالمبتعثين في أوتاوا لقطة جماعية للسفير السعودي خلال اللقاء السنوي لرؤساء الأندية الطلابية في كندا