نعرف مسابقات الجمال وكيف تجرى في معظم البلدان.. ولكن ما لا يعرفه معظمنا أن هناك مسابقات جمال متخصصة.. منافسات أقل شهرة تنظمها شركات تجارية تخدم مصالحها الخاصة.. ففي أمريكا مثلا هناك مسابقة لأجمل قدم تمولها شركات الأحذية.. وفي فرنسا هناك مسابقة تنظمها شركات الملابس الداخلية.. وفي ألمانيا مسابقة تتبناها شركات إنتاج المشدات النسائية.. جميعهم يتاجرون بجسد المرأة كما كانت أسواق النخاسة في الماضي.. والأسوأ من هذا أن مقاييس الجمال (المعتمدة في هذه المسابقات) لا تمت للواقع بصلة ولا تنطبق على معظم النساء ومع هذا تسوق كمعايير نموذجية تصيب المرأة العادية باليأس والإحباط .. فجسد المرأة (خصوصا بعد الزواج والإنجاب) هو الشكل الطبيعي والغالب للأنثى، في حين تتطلب أجساد العارضات عدم الزواج والإنجاب والاكتفاء بربع وجبة في اليوم (وهو ماخلق بالمناسبة مسابقات جمال مضادة خاصة بالبدينات وصاحبات الأجساد المكتنزة).. وحين ظهرت الانترنت في نهاية الثمانينات بدأنا نسمع عن مسابقات لاختيار ملكة جمال افتراضية.. وحسب علمي نظمت أول مسابقة جمال افتراضية في إيطاليا عام 2004 شارك فيها عدد كبير من مؤسسات الإنتاج الرقمي وألعاب الفيديو والدعاية والإعلان.. وكانت المنافسة تنقسم إلى مسارين؛ الأول من خلال ترشيح وجوه نسائية افتراضية موجودة ومستعملة فعلا.. والثاني من خلال تصميم ملكة جمال افتراضية تظهر لأول مرة من خلال المنافسة ذاتها (ووصل عدد المرشحين في المسار الثاني إلى 2100 وجه وجسد افتراضي)!! ... وقبل تصميم الوجه الافتراضي (ولضمان جاذبيته وارتياح الناس لرؤيته) يتم تصميمه من خلال استفتاء الناس حول ماهية الجمال وأهم المعايير المفترض توفرها في الوجة النسائي الجميل .. أو الرجالي الوسيم.. خذ كمثال ماحدث عام 1999 حين تعاونت شركات الألعاب الأمريكية لاكتشاف أبرز عناصر الجمال التي يفضلها المراهقون في ألعاب الفيديو.. مولت دراسة استطلعت آراء أكثر من ثلاثين ألف طالب ثانوي وطالبة فيما يخص الرجل الوسيم. وبعد فرز النتائج خرجت بأفضل ثلاثة وجوه نموذجية (لكل جنس) أصبحت اليوم ملكاً للشركات التي مونت الدراسة.. وكنت شخصيا من المتابعين لموقع اخباري يتم تقديمه من خلال وجه كرتوني (افتراضي) لمذيعة تدعى "انانوفا". وهذا الوجه تم تشكيله عام 2001 من خلال الكمبيوتر بعد تغذيته بأبرز الملامح الجميلة لمذيعات بريطانيا (احتل المركز الخامس على مستوى العالم في أول مسابقة جمال افتراضية نظمت في إيطاليا).. واليوم توجد آلاف الوجوه الرقمية والافتراضية التي تظهر في ألعاب الفيديو والمواقع الإخبارية والمتاجر الإلكترونية (بل وتحول كثير منها لماركات مسجلة، وشعارات تجارية لا يجوز استعمالها دون ترخيص رسمي).. .. أدخل في جوجل الجملة التالية لتفهم قصدي: Digital art Faces