مع تنامي عدد صالات الفنون التشكيلية في المملكة، لاحظ مهتمون ظهور نسخ من أعمال عالمية وعربية لفنانين متوفين مزورة أو مقلدة وتباع بمبالغ كبيرة على أنها لوحات أصلية وبشهادات مفبركة من فنانين ونقاد في بلد المصدر، وذلك دون وجود رقابة على هذه الصالات تمنع الغش وتحد من دخول الأعمال المزورة إلى المملكة. وقال الفنان التشكيلي أحمد فلمبان إن الفترة الأخيرة شهدت ظهور الأعمال المستوردة المشكوك فيها، خاصة مع موضة اقتناء الأعمال وتنظيم المزادات «وهذا الموضوع مهم جداً في الفن التشكيلي السعودي لأنه يمس مقدرات الوطن واستغلال المواطنين ونهب أموالهم بترويج الأعمال المزيفة أو المقلدة والتي تشهد طلباً شديداً وخاصة أعمال الفنانين العرب المتوفين أمثال محمود سعيد، سعد الكعبي، السجيني، بيكار وتحية حليم وغيرهم». مشيراً إلى أن التزوير في هذه اللوحات يصعب اكتشافه «بدءاً من الألوان وانتهاءً بنوع القماش والرائحة والمظهر وعوامل الزمن وبصمة وتوقيع الفنان». وشدد فلمبان على «أن غياب القوانين وعدم وجود الخبراء لمعاينة الأعمال الفنية، وكثرة المقتنين الطامحين للشهرة وللثراء، ساهم في سهولة تداول الأعمال المزورة من خلال المزادات الوهمية»، مطالباً بضرورة عدم البيع دون وثائق ومستندات رسمية معتمدة من بلد المنشأ ومصدقة من السفارات السعودية «وذلك لحماية المقتني السعودي من عمليات الاحتيال»، معتبراً شيوع التزوير وانتشاره خطرا على الساحة التشكيلية المحلية، وجرس إنذار لهواة الاقتناء والمستثمرين، «ولا بد من التنبيه لهذه القضية المهمة ومعالجتها بجدية وضمن قانون يحكم هذا الأمر ويربطه بحقوق الملكية الفكرية، للحد من دخول الأعمال المستوردة التي لا تملك وثائق مصدقة من السفارات السعودية وجمعية التشكيليين السعوديين». واقترح فلمبان للقضاء على هذه الظاهرة تفعيل المرسوم الملكي رقم م / 41 بتاريخ 2/7/1424ه المتعلق بنظام حقوق المؤلف وتطبيقه على الفن التشكيلي، إلى جانب إنشاء مركز معلومات وقاعدة بيانات وسجلات لتوثيق الأعمال الفنية السعودية، وقسم للمواصفات والجودة النوعية لاعتماد مستندات الأعمال المستوردة، ومنع المزادات وعرض أو بيع أي عمل فني مستورد دون معاينتها مخبرياً والتأكد من أوراقها ومستنداتها وقانونيتها، وتوعية المقتنين عن عمليات الغش الفني والحذر من الأعمال المستوردة. من جانبه قال الفنان التشكيلي سعيد العلاوي إن مشكلة تقليد الأعمال الفنية العالمية ليست وليدة اليوم وتطور الأمر إلى أن استشرى هذا الداء بالسطو على بعض أعمال الفنانين العرب وخاصة الذين فارقوا الدنيا. مضيفاً بأنه «شيء مخجل جداً ويحدث من فنانين مغمورين يريدون الوصول إلى القمة والتربع على الساحة التشكيلية في ظل غياب الوازع والضمير وفي ظل غياب الرقابة الصارمة التي ينبغي تواجدها على هيئة لجان مراقبة كلجنة مراقبة المطبوعات». معبراً عن أسفه بأن بعض الصالات في المملكة «هي من تروج بيع هذه الأعمال بشهادات منشأة مزورة بهدف الربح غير المشروع وإعطاء قيمة غير مشروعة للمقتبس أو المستنسخ «الفنان» الذي تجرأ على تجيير منجز لا ينتمي له أصلاً وقد لاحظنا هذا ليس على مستوى البيع والعرض بل تجاوز هذا في المسابقات التشكيلية وبالأخص في الساحة التشكيلية السعودية وهذه دلالة واضحة على أن اللجان غير مؤهلة للتقييم وينقصها الخبرة في معرفة ما يدور خلف كواليس الساحة». أحمد فلمبان