هناك اعتقاد بداخلي إيماني به يزداد يوماً بعد يوم كما أنني لا أنازع بصحته أبدا إنه يهمس إلي بصوت خافت.. "لا تذنبي ف ذنبك ذاك سيفسدك".. ثم يتلاشى ذلك الصوت بداخلي حتى يختفي ويذهب! أووه.. يا للحظ.. أنها ورقة بيضاء، سأجري لأجلبها قبل أن تحلق بالأفق فالرياح هنا عارمة.. الحمدلله وأخيرا أمسكت بها، ولكنها ورقة مبعثرة، ياإلهي كما أن بها شقاً عظيماً في نهاية الطرف الأيسر منها، أي مساحة هذه ستكفيني لأجسد عليها ما قاله لي ذلك الصوت.. إنني أتذمر كثيراً، الورقة لا بأس بها على كل حال ستؤدي الغرض المطلوب منها. لأبدأ بالكتابة اذاً:- الذي فهمته من ذلك الصوت وحديثه الدائم معي، أنه يوجد ذنوب إن اقترفناها فإنها ستمس سلامنا الداخلي، أخبر بان هناك مشاكسات وصعوبات وتحديات ستواجهك وأحيانا ستتغلب عليك وتسقطك. هناك أشخاص غير مخلصين سيعرقلونك، هناك الكثير من المنافقين والكاذبين ويوجد ظروف ستجبرك، حتماً أن تلتقي بهم في منعطف ما من طريقك.. القاعدة "لا تذنب مهما حصل". هناك أشخاص لا يستحقون اللطف منا، ولكن لا يجوز أن نذنب بحقهم.. قد تحتاج إلى الذنب مع البعض لكي يقف الأمر عند نقطة وينتهي.. وبالأخص عندما تكون بحاجة ماسة إلى ذلك، أن تظلم مثلاً لتخبئ أمرا أنت أفسدته، ترفع صوتك على أحد والديك ليكف عن حديثه لك بأنك فوضوي وغير مبالٍ، أن تلقي بتهمه على شخص بريء لتنجو أنت، أو تسرع بقيادة سيارتك فتدهس طفلة. سهل جداً هو أن نقترف الذنوب، كما أن بعض الذنوب تصاحبها لذة، وبالأخص تلك الذنوب البشرية التي تكون من بشر اتجاه آخر، ولكن أصعب ما يكون هو انتظارنا أي صفعة ستأتينا من القدر بسبب ذنبنا السخيف ذاك.. بداخلنا لن يبدو الأمر هادئاً، لن نقبل بأنفسنا ونحن بذلك السوء.. إذا نتبع القاعدة الأساس، كن محسناً حتى وإن لم تلق إحسانا، ونقطة القوة في ذلك أن الله قال: (ِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).. ماهذا!، لا يوجد مكان تبقى في هذه الورقة، لا بأس ذلك يكفي، كما أنني واجهت صعوبة بالغة بالإنصات إليه، انه صوت خافت وضعيف.. انه ما يطلق عليه صوت الضمير!