أفادت مصادر محلية يمنية بسقوط عدد من الجرحى بين نزلاء السجن المركزي بالعاصمة صنعاء أمس الأحد، وذلك خلال تفريق المسلحين الحوثيين احتجاجات لهم. وقالت المصادر إن المسلحين أطلقوا الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على نزلاء السجن المركزي عقب انتفاضة قاموا بها احتجاجاً أوضاعهم وعلى عدم توافر الماء والغذاء والدواء، وهو ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بين المحتجين. وأوضح ناشط حقوقي معني بقضايا السجناء في اليمن، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد أدت إلى نقص المواد الغذائية والدواء المقدم لنزلاء السجن المركزي، لافتاً إلى أن هناك احتجاجات شبه يومية ينفذها النزلاء. ميدانياً، ومع انتهاء الساعات الاخيرة للهدنة شهدت جبهات القتال تصعيدا عسكريا وتواصلت المعارك بين القوات الشرعية و ميليشيا الحوثي وصالح في منطقة ميدي بمحافظة حجه الحدودية مع السعودية. وذكرت مصادر ميدانية ان المتمردين واصلوا هجماتهم بعد هجوم فاشل في صحراء ميدي اسفر عن مقتل 13 من الانقلابين. كما تواصلت المعارك وتبادل القصف بين الطرفين في منطقة البقع الحدودية بمحافظة صعدة. وياتي هذا بعد اعلان الجيش الوطني السيطرة على عدد من الصواريخ التابعة للميليشات في مديرية كتاف بصعدة. اما في الجوف فقد دارت معارك عنيفة في وادي وقز بمديرية المصلوب. وفي تعز، دارت مواجهات عنيفة وتبادل للقصف في المناطق الغربية من المدينة، وكذا في معارك عنيفة مماثلة في قرى مديرية الصلو جنوبي تعز. وذكرت مصادر ميدانية ان المتمردين قصفوا وباستخدام الاسلحة المختلفة بمافيها الدبابات والمدفعية والرشاشات مواقع الجيش الوطني والمقاومة في الزنوج شمالي المدينة وكذا في مقر اللواء 35 والمناطق المحيطة به غربي المدينة ، وكذا مواقع القوات الشرعية في الضباب. وكان مدنيان اثنان قتلا واصيب اخرون في قصف المتمردين على الاحياء السكنية. هذا ودانت وزارة الخارجية اليمنية والسلطة المحلية في تعز منع ميليشا الحوثي وصالح، واعتبر وزير الخارجية عبد الملك المخلافي منع الوفد الاممي الإنساني يكشف استهتار المليشيات الانقلابية بالتزامات الهدنة، وتحديها للمنظمات الانسانية والأممالمتحدة والمجتمع الدولي، وحجم الحصار الاجرامي الخانق وما يعانيه المدنيين في تعز منذ مايقارب العامين ويفضح من ينكر الحصار اويقلل منه. وقصفت مقاتلات التحالف في الساعات الاولى بعد انتهاء الهدنة القاعدة البحرية في مدينة الحديدة واهداف للمتمردين في مديرية الغيل بالجوف. كما شنت غارات عنيفة على معسكر الحفر وجبل نقم شرقي صنعاء وايضاً قاعدة الديلمي الجوية شمالي العاصمة . وسمع دوي انفجارات كبيرة في صنعاء. المقاومة الشعبية اليمنية من جهتها حملت الانقلابيين في البلاد المسؤولية كاملة في إفشال فرص إحلال السلام والأوضاع الإنسانية المتردية التي يمر بها الشعب اليمني. وقال المتحدث الرسمي باسم المقاومة في محافظة صنعاء عبداللطيف المرهبي "إن المليشيا الانقلابية تتحمل كامل المسؤولية أمام الشعب والمجتمع الدولي عن إفشال فرص السلام خلال الفترات الماضية، وعن الحالة المأسوية والمجاعة التي ألحقتها بالسكان في مناطق سيطرتها". وأكد أنه لا خيار أمام قوات الشرعية المسنودة من قبل التحالف العربي سوى مواصلة العمليات العسكرية حتى إنهاء الانقلاب وعودة الدولة وإنقاذ السكان من الكوارث القائمة بفعل الانقلابيين" لافتا النظر إلى أن معاناة السكان والظروف غير المقبولة التي فرضتها مليشيا الانقلاب لن تستمر طويلاً" وبشأن الهدنة الإنسانية التي انتهت منتصف الليلة الماضي ، أكد المرهبي أن مليشيا الحوثي والمخلوع صالح مستمرة في أعمالها القتالية وهجماتها على مواقع الجيش دون اكتراث للمساعي التي ترعاها الأممالمتحدة . مشيرا إلى أن تعاطي الانقلابيين مع الهدنة الإنسانية ، وكعادتهم يثبت مجددا بأنهم لا يرغبون في سلام". من جانبه، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أطراف النزاع في اليمن إلى الموافقة على "تمديد" الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة إضافية قابلة للتجديد. وأكد ولد الشيخ، في بيان صحفي أنه جرى خلال مدة وقف إطلاق النار التي دخلت حيّز التنفيذ فجر الخميس الماضي تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من الأحياء المتضررة. وذكر المبعوث الأممي، جميع الأطراف بشروط وأحكام وقف الأعمال القتالية الذي يشمل وقفاً كاملاً وشاملاً للعمليات العسكرية بمختلف أنوعها، متوقعاً التزام الطرفين نحو وقف نهائي للعنف، مشدداً على أهمية وقف إطلاق النار بشكل كامل في حال جرى التوافق على تمديد الهدنة. إلى ذلك، قال وزير الصحة اليمني ناصر باعوم اليوم إن انتشار الأوبئة في عدد من مناطق البلاد يتطلب تدخلًا عاجلًا لمكافحتها، ودعا باعوم -حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية- خلال مشاركته في ندوة نظمتها مبادرة شبابية في أرخبيل سقطرى المنظمات الدولية إلى التدخل السريع ودعم جهود وزارته في محاربة الأمراض والأوبئة المنتشرة في عدد من المحافظات مثل الكوليرا وغيرها. ومنذ سيطرة الانقلابيين على السلطة أواخر سبتمبر 2014 باتت الأوضاع في اليمن على وشك الانهيار بما فيها التعليم والصحة، إضافة إلى الأوضاع الأمنية.