المعركة في الموصل لم تبدأ بعد، وحلب تنتظر الهدنة، وتحذير من تحول الرقة إلى تجمع لمقاتلي داعش بعد معركة الموصل؛ كلها أمور متداخلة متشابكة نعرف أين بدأت دون أن نعرف أين تنتهي. جيوش مجيشة في أرض المعركة من كل حد وصوب، كل منها له أجندته وحساب أرباح وخسائر من تلك المعارك التي بدأت، والتي ستبدأ، والتي لازالت في الانتظار، وكلها على أرض عربية تم انتهاك سيادتها، لأن حكومات تلك الدول لم تعد تسيطر على قرارها ورأت في الحل الخارجي سبيلاً لبقائها في سدة السلطة دون التفكير في العواقب، والعواقب كبيرة وكبيرة جداً، فروسيا لن تخرج من سورية، وإيران ستعزز تواجدها في العراق، بمعنى أن سيادة العراق وسورية ستكون منقوصة، وقرارهما موجهاً، وإرادتهم مسلوبة، كما كان الحال مع "حكومة فيشي" الفرنسية الموالية لألمانيا النازية، تشكلت في أثناء الحرب العالمية الثانية بعد أن اقتحمت القوات الألمانية الأراضي الفرنسية عبر هولندا وبلجيكا بقيادة الجنرال غورديان في مايو 1940م، وهي منسوبة إلى مدينة فيشي -منتجع في جنوبي فرنسا-، واستمرت حتى عام 1944م، وكانت ألعوبة في يد قوات الاحتلال الألمانية آنذاك. هو ذات الوضع في سورية تحديداً، والتي أصبح النظام فيها صورياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تاركة أمور سورية في يد الروس والإيرانيين يفعلون ما بدا لهم؛ المهم أن يبقى النظام دون أي اعتبار لما يحدث على أرض سورية العربية، من مجازر وانتهاكات لم تشهدها أي دولة في التاريخ الحديث، لأن النظام السوري غير عابىء بما يحدث في سورية، وبالتأكيد لا يهمه ماذا ستكون نتائج تسليمه سورية لقوى غريبة عنها وانعكاساتها على الأمن القومي العربي، همه الأول والأخير السلطة، والسلطة فقط.