يمكن أن يصاب أي شخص بالدوالي منذ مرحلة البلوغ سواء كان رجلاً أم امرأة، ونقصد بالبلوغ من الناحية الجسدية الفسيولوجية وهي ظهور معالم الرجولة لدى الفتى وظهور معالم الأنوثة لدى الفتاة، وهي تختلف من شخص لآخر بناءً على تكوينه الجسماني وعلى النشاط الهرموني لديه. والنساء كما هو معروف أكثر تعرضا للدوالي وهو ما يطرح تساؤلاً حول، لماذا النساء؟، والجواب أن السبب من شقين فالوراثة أحد هذين الشقين حيث يلعب التاريخ المرضي العائلي دوراً ولكن هو ليس كل الأسباب وليس في كل الحالات يكون الانتقال الوراثي حتمياً، أما السبب الأقوى هو ما يتعلق بنمط الحياة لدى المرأة حيث من طبيعة المرأة الحمل والولادة والوقوف لساعات طويلة في المطبخ وداخل المنزل أثناء التنظيف والغسيل وما شابه أضف إلى ذلك زيادة الوزن والذي يحدث بشكل حتمي مع الحمل والولادة، وكلما زادت مرات الحمل كلما زاد احتمال الإصابة بالدوالي، أضف إلى ذلك أن المرأة تتعرض وبشكل دائم لتغيرات هرمونية أثناء الدورة الشهرية، والتي ثبت علاقتها بحدوث الدوالي، فأعمالها اليومية وحركتها الدائمة وتغير الهرمونات تؤثر جميعها على الدورة الدموية لدى المرأة مما يضيف سببا آخر وهنا نخلص لأن المرأة هي الأكثر عرضة للإصابة بالدوالي. ويساعد التشخيص المبكر في الخلاص النهائي من الدوالي ومن خلال الحقن أي بأقل الطرق العلاجية تكلفة، بينما في الحالات المتقدمة فإن العلاج يتطلب إجراءات أخرى قد تكون عمليات جراحية، مما يعرض للمرأة للندوب وتشوه مكان العملية الجراحية وهو ما يخيف النساء لحد الرعب، ويكون الشفاء هنا نسبياً، ويمكن أن تعود الدوالي كاحتمال قائم، ولكن في كل الحالات هناك نصائح تعطى قبل إجراء العملية أو بعدها هما أمرين يتم التركيز عليهما وهما الرياضة والغذاء الصحي، وهناك نصائح أخرى تتعلق بالتخلص من الدوالي أو عدم عودتها من ضمنها الرياضة وشرب السوائل بشكل مستمر وعدم الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة ورفع القدمين أعلى من معدل الجسم عند الجلوس واتباع النصائح الطبية. وهناك شكوك حول علاقة الدهون والكيلسترول بالدوالي، لذلك ينصح بالابتعاد عن الوجبات عالية الدهون والشحوم واللحوم وما شابه، بالإضافة إلى الابتعاد عن التدخين، ولأن هناك علاقة بين السمنة والدوالي فأي غذاء يمكن أن يسبب السمنة هو قد يسبب الدوالي، كذلك الأغذية التي ثبت علاقتها بالتأثير السلبي على الأوعية الدموية من ناحية إحداث ترقق في الأوعية الدموية مثل الأغذية عالية السعرات الحرارية سواء النشويات أو السكريات أو عالية الدهون كلها أغذية يحذر منها المختصون لعلاقتها بالإصابة بالدوالي أو التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر. أما الرياضة فدورها إيجابي من ناحية تنشيط الدورة الدموية وعدم ركود الدم في مكان معين مما يقلل احتمالات الإصابة أو عودة الدوالي بعد العلاج، لذا نجد دائما أن المختصين ينصحون بالرياضة لدورها الفعال في الوقاية، ويفضل المختصون ممارسة الرياضة في نهاية اليوم حتى يتخلص الجسم من السعرات الحرارية والطاقة المخزنتين؛ وبالتالي يتخلص من الترسبات التي قد تكون مؤثرة بشكل أو بآخر. * قسم التمريض - عيادة الجراحة