عوامل وراثية وبيئية تؤدي إلى السمنة لدى الأطفال

في مقدمتها السلوك الغذائي الخاطئ ونوعية الغذاء

الطعام نعمة من نعم الله عليها إلا أن سوء الاستهلاك وحبنا الزائد لما لذ وطاب منه هو المشكلة فالمعدة هذا الكيس العضلي المطاط وما يليها من أجزاء الجهاز الهضمي ومعها البطن هي الوعاء الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) رواه الترمذي.
* تعريف السمنة: هي زيادة في وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه. وهذا التراكم في الدهون يكون نتيجة لعدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.
* من أين نحصل على هذه الطاقة لنمو الجسم؟
من الكربوهيدرات 50% 55%
الدهون 30% 40%
البروتينات 10% 15%
وهذه الطاقة تقاس بالسعرات الحرارية كالآتي:
1 جرام كربوهيدرات 4 سعرات حرارية
1 جرام دهن 9 سعرات حرارية
1 جرام بروتين 4 سعرات حرارية
وتقاس نسبة السمنة بجداول محددة يذكر فيها عمر الطفل، طوله، وحجم جسمه ثم يحدد الوزن المثالي.
* أيضا تحدد نسبة السمنة بمؤشر كتلة الجسم BMI حسب الجدول التالي: الوزن بالكيلوجرام مقسما على مربع الطول بالمتر.
2025 طبيعي، 2530 زائد الوزن، 3035 بدين، 3540 بدين جدا، أكثر من 40 مفرط بالبدانة.
ولكن هذه المقاييس تطبق على البالغين غالبا.
الطريقة الأخرى هي قياس سماكة الجلد باستخدام أجهزة خاصة وهي مناسبة للأطفال.
ظهور السمنة
قد تظهر السمنة لدى الأطفال في أي عمر حتى لدى الأطفال الرضع وذلك عندما يفطم الطفل باكرا ويعطى الحليب عن طريق الرضاعة الصناعية وتقدم له منتجات غذائية مصنعة ذات سعرات حرارية كبيرة لا يحتاج لها الرضيع في هذا العمر ويلاحظ عند هؤلاء الأطفال كثرة التهابات الجهاز التنفسي حيث ان هؤلاء الأطفال الرضع تصل نسبة السمنة لديهم في مرحلة الطفولة الى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأطفال الآخرين.
وقد تحدث السمنة في عمر سنة أو بين 5 6 سنوات، وكذلك في مرحلة البلوغ وهذه تؤدي الى تزايد نسبة الاصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وارتفاع نسبة الكوليستيرول والدهنيات ومرض السكري وأمراض المرارة. وهناك دراسات تؤكد العلاقة بين السمنة وسرطان الرحم والثدي لدى النساء. وكذلك خطر الإصابة بأمراض النقرس والتهاب المفاصل لدى الرجال.
وقد بينت الدراسات ان الطفل البدين يكون بدينا أيضا عندما يكون بالغا بنسبة تتراوح بين 14% 41% حتى تصل الى 70% وذلك بين عمر 6 أشهر الى 7 سنوات وبين العمر 10 13 سنة.
* وهناك عدة عوامل وراثية وبيئية منها:
اذا كان الوالدان لديهما زيادة في الوزن.
أو أحد أفراد العائلة حيث يؤدي ذلك الى حدوث السمنة للطفل بنسبة أكبر.
الحالة الاجتماعية للأسرة اذ وجد أن السمنة تكون أكثر في الاسرة المتوسطة اجتماعيا وذات الدخل المحدود.
تناول وجبات ذات سعرات حرارية عالية مثل الهامبورجر، الشوكولاته، المكسرات، تناول المشروبات الغازية، الآيس كريم، رقائق البطاطا، كما أن الجلوس أمام التلفاز لفترة طويلة يؤدي إلى زيادة تناول هذه الوجبات مع الخمول وقلة النشاط.
عدم ممارسة الرياضة التي أفضلها رياضة المشي في الهواء الطلق.
أمراض السمنة
* هناك بعض الأمراض المعروفة والمصاحبة للسمنة لدى الأطفال.. منها:
إصابات الأطفال المغوليين.
نقص الغدة الدرقية وهرمون النمو.
متلازمة برادر ولي PRADER-WILI.
قلة الحركة بسبب الاعاقة الشديدة.
تناول الكورتيزون لفترة طويلة وبعض أدوية الصرع.
اجمالا فإن أسباب مشكلات السمنة لدى الأطفال تنحصر في عدة عوامل متداخلة، وحيث ان السلوك الغذائي الخاطئ في تناول الطعام ونوعية الغذاء المستهلك وعدم حرق الطاقة والسعرات الحرارية الفائضة من أهم العوامل المؤدية للسمنة.
علاج السمنة
قال الله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وكما قيل فالمعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء. ولذا يجب الاعتدال في المأكل والمشرب واختيار نوعية الطعام الطازج الذي يحتوي على العناصر الأساسية كالبروتين، النشويات، الدهون النباتية، الفيتامينات والمعادن.
كذلك يجب التحكم في كمية الطعام واحتساب السعرات الحرارية للطفل البدين وهي تتراوح بين (800 1000) وحدة حرارية في اليوم.
تجنب المأكولات المقلية كالبطاطاس وكذلك الحلويات والمشروبات المحلاة بالسكر.
الامتناع عن تناول الطعام بين الوجبات وهو ما يعرف (بالسناك) وحتى مضغ العلك يجب منعه عن الأطفال لأنه قد يعود الطفل على أن يكون فمه ممتلئا دائما.
استعمال الخبز الأسمر والأغذية التي تحتوي على الألياف وبالتالي تؤدي إلى سهولة امتصاص الطاقة وهناك أدوية تستعمل للتخفيف من حد الشهية لكن لا ينصح بها للأطفال مثل الامفيتامين.
العمليات الجراحية للسمنة نادرا ما ينصح بها للأطفال مثل طريقة ربط الفكين، وطريقة البالون.
والأهم هوتشجيع الطفل البدين والرفع من معنوياته وتعليمه رياضة المشي أو السباحة، وربما يحتاج أيضا اشراف الطبيب المختص.
د. عبدالمحسن صالح المسلم
عميد كلية العلوم الصحية للبنين بالدمام