عيشتنا مليئة بالتكاليف المادية والاجتماعية، ومليئة بالهموم الحاضرة والمستقبلية، وليس الإنسان منا في حاجة ليزيد الحمل على نفسه فيقوم بتتبع الأخبار ساعة بعد ساعة، ولا أن يتنقل بجواله بين التطبيقات الاخبارية التي تتسابق على أن تخبره بأحداث كل دقيقة، لتخبره بأعداد القتلى هنا أو كميات الأسرى هناك، أو لتخبره عن حجم كارثة الزلزال أو التسونامي أو الأعاصير في شرق العالم أو غربه، أو تروي له تفاصيل جريمة هنا أو هناك، فمن قال لنا إن عقولنا وأرواحنا المجهدة تحتمل هذا الكم من الأخبار الصادمة أو ان قلوبنا تحتمل هذه البشاعات والقسوة؟ يخدعنا أحياناً حب الاستطلاع والمعرفة، وننخدع أكثر بالتسابق فيما بيننا من يستطيع أن يجلب الخبر قبل الآخرين ليبثه للناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليسبق الجميع، وننخدع كذلك بأننا نريد أن نحصل على ثقافة تمكننا من النقاش والتحليل السياسي عندما تجمعنا المجالس لنظهر للناس قدرتنا على التحليل والتنبؤ بأحداث المستقبل.. يكفينا ما بين أيدينا من المسؤوليات امام الله اولا ثم امام انفسنا والآخرين ويكفينا ما نحن فيه من الهموم المعيشية والاجتماعية، فلسنا في حاجة إلى استقطاب المزيد من الأحمال والأثقال لترزح تحتها أرواحنا المسكينة التي تئن وتبكي من انشغالها بما لم تخلق له أصلاً، فإذا لم ننقذ أنفسنا ونسعدها فعز المسعد لنا بعد ذلك.. وعلى دروب الخير نلتقي.