مع صدور ترتيبات تنظيم هيئة الترفيه وموافقة مجلس الوزراء على ذلك في جلسته الأسبوع الماضي يمكن اعتبار ذلك نقطة الصفر لانطلاقه عملية للهيئة، وما يؤكد ذلك انه تبع صدور التنظيم اعلان وزير الترفيه عن حزمة برامج ترفيهية في عدد من مدن المملكة.. لبقية العام الحالي مع اعلان روزنامة برامج الهيئة للعام القادم.. وبالفعل بدأت بعض الفعاليات الترفيهية التي تفاعل معها المواطن السعودي وخاصة الشباب من الجنسين، مثل برنامج فرقة ايلومينيت الاميركية الذي لقي اقبالا كبيرا وعدد التذاكر التي بيعت خير برهان.. العرض لم يكن مجانيا ومع ذلك كان الاقبال عليه كبيرا.. باختصار المواطن يبحث عن ترفيه غير نمطي فقد مل من الاستراحات والمطاعم والاسواق.. المتوقع ان هيئة الترفيه بقدر ما تساهم في اسعاد المواطن والمقيم بقدر ما تفتح مجالات عمل للشباب من الجنسين، وايضا تشكل ذراعا قوية في زيادة مداخيل الدولة. والمؤكد أن هيئة الترفيه تمثل جهة مشرعة ومنظمة لهذا القطاع الحيوي والبكر في السعودية، ما يعني معه حقنا في رفض التصريح بان فتح صالات السينما مازال تحت الدراسة وأنه مازال ممنوعا.. اذا لم تقم هيئة الترفيه بنفض الغبار عن قائمة الممنوعات فإنها لن تحرك القطاع بالقوة الكافية والمطلوبة.. فتح صالات للعروض السينمائية تأخر كثيرا فقد باتت السينما وعروض أحدث الافلام متاحة للجميع في منازلهم باشتراكات رمزية حيث يمكن للعائلة وعبر احدى المؤسسات مشاهدة فيلم مقابل خمسة عشر ريالا وهم في صالة منزلهم بل ومع اصدقائهم ان شاءوا ذلك، ولكن ايضا مازال الاف من المواطنين يشدون الرحال لدول الجوار للاستمتاع بفيلم او آخر.. ايضا خلو روزنامة هيئة الترفيه من أي حفل غنائي للفنانين السعوديين مثار استغراب، فهل يريد المسؤولون في الهيئة استمرار سفر شبابنا وعوائلنا للاستمتاع بأصوات مطربي الوطن في دبي والقاهرة والمنامة والدوحة..؟ نتوقع من هيئة الترفيه ان تشرع هي ما تراه مناسبا دون البقاء تحت مظلة الممنوعات التي اثبتت الايام ان اغلبها يتغير لسبب أو آخر.. مع ملاحظة أن من ابجديات عمل الهيئة التشريع للترفيه ودفع القطاع الخاص لمجالات ترفيه تناسب احتياج المواطن وتليق بالمواطن السعودي الذي بات يحزم حقيبته مع كل وأي اجازة مهما قصرت مدتها.. لا نريد أن تطول ملفات الدراسة، فالعالم يسير بسرعة البرق ونحن أساسا متأخرون جدا في هذا القطاع، ما يعني معه أن طول مدة الدراسة تعني خروجنا من مرحلة العصر تماما وبقاءنا في كهوف الأمس.. أيضا القطاع الخاص وخاصة الاستثمارات الخارجية لن تأتي لنا ولن تقيم مشروعات ونحن نفكر بعقلية الأمسو لن يحضروا لنا الا اذا قفزنا للغد وأثبتنا للعالم أن الرؤية السعودية 2030 تمثل قفزة عملية ليس لتنويع مصادر الدخل فقط، بل ونقل المجتمع بكامل مؤسساته وتنظيماته وتشريعاته الى حيث تكون الرياض جزءا متناغما مع العالم دون ان تفقد هويتها ودون أن تفقد حقها في الريادة.