يحمل العام 2016 في طياته الكثير من الأفلام التي تحكي قصصاً لأدباء ومفكرين وتنقل لحظات مهمة من مسيرتهم الإبداعية، وهو دور طالما قامت به السينما منذ نشأتها، حيث كان –وما يزال- عالم الفكر بما ينتجه من روائع أدبية وقصص ملهمة شريكاً رئيساً في مسيرة الفن السابع. وفي العام الجاري ستنتقل بنا كاميرا المخرجين السينمائيين نحو عوالم مختلفة نرى فيها كارل ماركس وهو يؤسس لنظريته الشهيرة مع رفيقه فريدريك آنجلز، وبابلو نيرودا مطارداً في بلاده تشيلي، وسنعرف كيف نشأت رواية "فرانكشتاين"، وكيف تم اكتشاف الروائي الأميركي الكبير إرنست هيمنغواي، وغيرها من القصص التي تغوص في سير المفكرين لتلتقط منها لحظات مهمة تستحق التوثيق سينمائياً. في البداية تحضر المخرجة السعودية هيفاء المنصور بفيلمها الأميركي "عاصفة وسط النجوم-A Storm in the Stars" الذي انتهت من تصويره مؤخراً وتروي فيه حكاية الروائية ماري شيلي مؤلفة رواية الرعب الشهيرة "فرانكشتاين". أحداث الفيلم تدور في جنيف عام 1814 –قبل ست سنوات من نشر الرواية- عندما كانت ماري على علاقة عاطفية بالشاعر بيرسي شيلي قبل زواجها منه، وبرفقتهما الشاعر لورد بايرون والكاتب الإنجليزي جون بولدوري، وحينها وضع الأربعة مسابقة بينهم لكتابة أفضل قصة رعب، فبزغت في ذهن ماري فكرة قصة "فرانكشتاين"، والتي ستحولها إلى رواية فيما بعد وستنشرها عام 1820. المؤرخ النمسوي الشهير ستيفان تسفايج صاحب سلسلة "بناة العالم" و"عالم الأمس" سيكون بطلاً لفيلم جديد يحمل عنوان Stefan Zweig: Farewell to Europe وهو فيلم ألماني يروي الأيام الأخيرة في حياة تسفايج ونضاله الشخصي من أجل تحديد الموقف الأخلاقي الصحيح تجاه ما يجري في أوروبا من دمار أثناء الحرب العالمية الثانية. فيما ستكون السنوات الأولى من حياة المعلم الروحي أوشو ورحلته نحو التنوير قصة الفيلم الهندي "Rebellious Flower" الذي عرض مطلع العام في صالات السينما الهندية. أما الصداقة الكبيرة بين الأديب إميل زولا والرسام بول سيزان فستكون محور الفيلم الفرنسي "سيزان وأنا- Cezanne and I". أما النظرية الاشتراكية وبداية وضع الأسس العلمية لها على يد كارل ماركس ورفيقه فريدريك آنجلز فستظهر في فيلم "كارل ماركس الصغير- The Young Karl Marx" عبر حكاية تروي سنوات شباب ماركس وحياته بين باريس وبروكسيل ولندن بعد عام 1843 والتي أثمرت عن وضع الأسس للاشتراكية العلمية. وفي الفيلم الأميركي الجديد "عبقرية- Genius" يلعب الممثل كولن فيرث شخصية ماكسويل بيركينز المحرر الأدبي الشهير الذي كان له الفضل في اكتشاف ثلاثة من أهم الروائيين الأميركيين وهم إرنست هيمنغواي وإف سكوت فيتزجيرالد وتوماس وولف في الربع الأول من القرن العشرين. ويسرد الفيلم قصة العمل الأول لكل من هؤلاء الثلاثة ودور ماكسويل في نشرها. يشارك في الفيلم جود لو بشخصية توماس وولف، ودومينيك ويست بشخصية إرنست هيمنغواي، وغاي بيرس بشخصية إف سكوت فيتزجيرالد. وفي عالم الأدب الأميركي يأتي فيلم "مشاعر صامتة-A Quiet Passion" للمخرج البريطاني تيرينس ديفيس ليروي قصة الشاعرة الأميركية إيميلي ديكنسون التي ماتت عام 1886 بعد حياة غريبة اعتزلت فيها الناس تماماً مكتفية بتأمل الحياة من بعيد، وتم نشر أغلب قصائدها بعد وفاتها لتصبح من أهم الشعراء في تاريخ أميركا. ومن أميركا اللاتينية يحضر فيلم "نيرودا- Neruda" وهو من عنوانه يتحدث عن شاعر تشيلي الكبير بابلو نيرودا وتدور أحداثه حول محقق يلاحق نيرودا في مسقط رأسه بسبب ميوله الشيوعية، وذلك قبل أن ينفى إلى إحدى الجزر الإيطالية الصغيرة لأسباب سياسية. مخرج الفيلم هو التشيلي بابلو لاراين صاحب الفيلم الناجح "لا-NO" الذي صدر عام 2012. ومن بين الأفلام التي تتناول سير الأدباء يأتي الفيلم الباكستاني "مجرد مير- Mah e Mir" الذي يروي قصة شاعر معاصر يقرأ سيرة أعظم شعراء الأردية مير تقي مير ويتأمل في انعكاس هذه القراءة على حياته الشخصية. في حين يتناول الفيلم الأميركي "إنكار- Denial" قصة الصراع القضائي بين الكاتب البريطاني ديفيد إيرفننغ أشهر المشككين في صحة المحرقة النازية، مع الكاتبة الأميركية ديبورا على خلفية كتابها "إنكار المحرقة" الذي أصدرته عام 1993. وهو من بطولة راتشيل وايز وتوم ويلكنسن. من فيلم «كارل ماركس الصغير» هيفاء المنصور ماري شيلي كارل ماركس بابلو نيرودا إميل زولا