نحن كسعوديين ندرك ولله الحمد حجم وأهمية وطننا وبلادنا ومكانتها الإسلامية والعربية من كافة الجوانب الإسلامية والسياسية والاقتصادية والتاريخية وهي مكانة تزداد شموخاً يوما بعد يوم في ظل شريعتها الإسلامية العظيمة.. من هذه المكانة تحقق لهذا الوطن ريادة متواصلة على كافة الاصعدة.. لذلك كان هناك دول وجماعات عدائية للإسلام ولهذا الوطن غاظتهم هذه المكانة لهذه البلاد ولكنهم ولله الحمد قلة ويظلون فئات شاذة.. لكن يجب علينا ألا نتجاهل عداء هذه الفئات في ظاهره وباطنه ويجب أن نحسب كثيراً لهذا الكره الذي يكنه هؤلاء الأعداء لهذا الوطن وهو كره يكتنز بكل صور وعلامات الحقد السياسي والديني والمذهبي تجاه هذا الوطن ومجتمعه وعقيدته وثرواته لأنهم يرون انه مركز الإسلام وانه بفضل الله وتوفيقه مصدر وحدة المسلمين. أمام هذا العداء علينا الا نستصغر هذا العداء وأن ندرك أننا اليوم أمام حرب خفية وكبيرة وشاقة جداً تتطلب منا عدم الاستهانة بها.. يجب علينا ان ندرك أننا اليوم أمام تحدٍ كبير ظاهر وخفي وحقير.. يجب ان ندرك أكثر أن هذا التحدي لن يتوقف عن مواصلة تنفيذ عدائه هذا إلى عمليات عدائية بطرق مختلفة بشتى الأساليب والوسائل. أمام هذا التحدي المعاصر والمختلف يجب علينا ان نتذكر الوصية الخالدة "الصوتية" لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته والتي قال فيها: "أقولها بكل وضوح وصراحة.. نحن مستهدفون في عقيدتنا.. نحن مستهدفون في وطننا.. أقول بكل وضوح وصراحة.. لعلمائنا الإجلاء.. ولطلبة علمنا.. ولدعاتنا.. وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.. ولخطباء المساجد.. دافعوا عن دينكم بكل شيء.. دافعوا عن وطنكم.. دافعو اعن أبنائكم.. دافعوا عن الأجيال القادمة.. يجب أن نرى عملا ايجابيا.. ونستعمل كل وسائل العصر الحديثة لخدمة الإسلام ونقول الحق ولا نأخذ في الحق لومة لائم.. ونستعمل القنوات التلفزيونية ونستعمل الانترنت وانتم بكل وقت تقرؤون وترون ما فيه.. أرجو من الله عز وجل السداد والتوفيق". هذه الوصية العظيمة الخالدة جاءت من شخصية مختلفة، شخصية عاصرت أحداثا جسيمة ومواقف عصيبة وحساسة على المستوى الداخلي والعربي والعالمي على مدى عشرات السنين، شخصية عاصرت سيرة ملوك هذه البلاد من المؤسس ومن بعده أبناؤه رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جنانه، تحدث بها بصوت ملؤه الإيمان الصادق والوطنية المخلصة، صوت حمل نبرات تدخل القلوب وتحفز العقل وتشحذ الهمم الوطنية. فمن هذا الكنز من الخبرة السياسية جاءت هذه الوصية الخالدة من نايف بن عبدالعزيز لشعب هذه البلاد. وحين خص بهذه الوصية العلماء وطلبة العلم والخطباء لأنه رحمه الله كان يدرك مكانتهم ودورهم ومسؤوليتهم في مجتمع هذا الوطن خاصة في ظل الظروف الراهنة ولأنهم هم من يجب عليهم أن يدركوا حقيقة ما يستهدف دينهم وعقيدتهم ووطنهم وان عليهم تحمل المسؤولية أمام حجم هذه الظروف والقيام بدورهم في المجتمع من اجل مواجهة هذه الظروف وحمل لواء الدفاع عن الدين وعن الوطن وعن أبنائه وأجياله القادمة. رحم الله نايف بن عبدالعزيز رجل الخبرة والحكمة والسياسة والإدارة، ووفق الله علماء هذا الوطن والخطباء ورجال العلم "المخلصين" لدينهم ووطنهم وأعانهم الله على تحمل أمانة هذه الوصية العظيمة التي هم أهل لها ان شاء الله والمحافظة عليها بكل إخلاص وتفان مع كافة إخوانهم وأبنائهم العاملين المخلصين في كافة المجالات العسكرية والمدنية خدمة لهذا الوطن الغالي. [email protected]