إنه يوم الوطن، حينها لن يراودك أدنى شك بحب المواطن السعودي لهذه الأرض.. وتستطيع أن ترى وتسمع وتشعر بحبه العظيم للوطن الغالي، فملامح الفرح والولاء والصدق ظاهرة على الوجوه، تحكي قصة عشق ندية لا تشوبها شائبة، ولا تنفيها مؤامرة ولن تضعفها إشاعة. ولكن في الجانب الآخر من هذه الأرض، هناك مواطن أيضا تستطيع أن ترى وتسمع وتشعر بحبه لوطنه، ولكن بطريقة مختلفة، لأنك ستراه يحمل سلاحا يذود به عن حمى هذا الوطن، سوف تسمع صوت القذائف التي تسقط وتخطف حياة أشخاص كانوا بجواره.. مؤكدا ستشعر بحبه للوطن عندما يظل يواجه كل هذا الوضع بشجاعة وصلابة، فهو مؤمن بمبادئه وإخلاصه لهذه الأرض. في يوم 23 ديسمبر خرج كلاهما للتعبير عن الوفاء كلا بطريقته.. فهذا الأب الذي اصطحب أطفاله ليستمتعوا بالمهرجان في يوم الوطن، وذاك الأب الذي ترك أطفاله وحمل السلاح إلى مهرجان الفداء من أجل هذا الوطن.. وهذا يرقص على أنغام الموسيقى من أجلك يا وطن، وذاك يرقص على أصوات القصف والمتفجرات لأجل ذات الوطن.. وهذا يلون وجهه ولباسه بلون العلم، وذاك يلون يديه ولباسه بدماء من اعتدوا على هذا الوطن.. وأخيرا أحدهما ينشد من أجل هذا الوطن، والآخر يردد الشهادة فداء للوطن الحبيب. "نحن لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها" سعود الفيصل.. اذكروا جنودنا المرابطين؛ فهم من يصنعون إطار الأمان والحماية بعد الله، ويضحون بأرواحهم تاركين أهلهم وأطفالهم، مرابطين من أجل دينهم ومقدساتهم وحرمة ديارهم، فداء لتراب الوطن، وهو يستحق حتى نستطيع أن نحتفل ونرقص وننشد من أجله "وطني الحبيب وهل أحب سواه"، رددوا الدعاء لجنودنا الأشاوس واجعلوه صورة من احتفالات هذا اليوم.. (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)، اللهم استودعناك رجالاً لا تغفل أعينهم لحماية دينك وبيتك الحرام، اللهم وانصرهم على جبهات القتال، اللهم اكتب لهم التمكين وسدد رميهم واشدد أزرهم، اللهم قوّ عزائمهم وأرزق أهلهم الصبر والأجر.