يرى أحد المتخصصين أن الإدارة اللامعة تماثل دورة دموية نشطة، فيها يتدفق الدم من القلب، ليسري بانتظام عبر الشرايين، دون أن تعوقه التجلطات والخثر، هذه التجلطات تتمثل في عدة عقبات تمنع وصول الفكر السليم أو الدم المتجدد إلى أطراف الجسم، وإذا ما أردنا أن نطبق هذه المقولة وهذا الفكر على أرض الواقع فمن الممكن أن نأخذ أي إدارة حكومية أو خاصة وندرس فيها ولو حتى نظريا فائدة الفكر المتجدد في تطوريها وفي استمرارية عطائها كما أن هذا الفكر سيجعلها أكثر مرونة في التعاطي مع المستجدات وفي التكيف مع المتغيرات التي تطرأ سواء في بيئتها أو في البيئة المحيطة بها ما يحولها إلى بيئة جاذبة على مختلف الأصعدة البشرية والاقتصادية. وإذا ما أردنا أن نكون أكثر دقة وأن نضرب مثالا حيا للإدارة الناجحة والمتكيفة مع الظروف يمكنا أن نجد في إدارة جامعة الإمام محمد بن سعود خير دليل وشاهد فما قام به مدير الجامعة معالي أ. د.سليمان بن عبدالله أبا الخيل من تعديل ساعات الدوام ما هو إلا ترجمة فعلية لفن الإدارة فالقرار سيسهم في توفير البيئة التعليمية والأكاديمية المناسبة للطلاب والطالبات، وإيجاد المناخ التعليمي المناسب لهم، كما أنه دليل على أن الجامعة تبذل قصارى الجهد في تذليل كافة الصعوبات والمعوقات التي تحد من حضور الطلاب والطالبات لمحاضراتهم في أوقاتها، وتسهيل حضورهم لمحاضراتهم بكل يسر وسهولة، كما أن هذا القرار لامس أيضا جوانب سلامة حتى ولو لم تكن واضحة فالطالب والطالبة الآن يملكان متسعا من الوقت الأمر الذي من المفترض أن يحد من السرعة والتزاحم الذي أصبح للأسف عادة في بعض طرق جامعاتنا ما ينعكس سلبا على الكثير من الجوانب النفسية للطالب وعضو هيئة التدريس على حد سواء. هذا الفعل وإن اعتقد البعض أنه بسيط إلا أنه يثبت أن التكيف مع المستجدات وتعديل بعض القرارات لا يتطلب عملا خارقا ولا كسرا للعديد من القوانين بل إنه يحتاج فقط إلى إداري ناجح ينظر بعين المواطن قبل المسؤول ويحتاج إلى إداري ينزل إلى الشارع ليتلمس حاجات الناس.