العودة إلى العمل بعد الإجازة تشكل ضغطا نفسيا على أي موظف لأنها تعني الخروج من حالة الراحة والاسترخاء والانطلاق، ومن متعة التحرر من قيود النوم المبكر والاستيقاظ المبكر، ومن متعة القيام بالأنشطة التي يحبها والانتقال إلى أجواء العمل والتزاماته وإلى روتين الحياة الممل، وهذا ما يجعل الشخص يحس بالضيق الشديد في ليلة ويوم العودة إلى الدوام، ويحسها أكثر الذين قضوا إجازاتهم في السفر والسياحة، وهي حالة عامة بين كل البشر وفي كل مكان، فالموظف في أول يوم العمل يذهب إلى عمله بجسده بينما قلبه وعقله لا يزالان في أجواء الإجازة، وهناك عبارات وتعليقات ظريفة باللغة الانجليزية تدور حول ما يعرف بكآبة العودة إلى العمل بعد الإجازة وهي حالة تنتاب بعض الناس في بداية أول يوم عمل، فعبارة مثلا تقترح أن تكون هناك بطاقات تعاطف للعائدين إلى العمل بعد الإجازة أسوة ببطاقات التهاني والمناسبات، وعبارة أخرى تقول على لسان موظف :"إن العمل الوحيد الذي أقوم به بعد عودتي من الإجازة هو حساب كم من الوقت يكفيني لأبقى على قيد الحياة بدون وظيفة". ولأن هذه الحالة طبيعية وشائعة فقد قدمت الكثير من وجهات النظر والمقترحات حول كيفية التقليل من تأثير هذا الشعور بالضيق، منها: * إنهاء الأعمال المطلوبة قبل بدء الإجازة، وعدم تأجيل أمور إلى الساعات الأخيرة من اليوم الأخير حتى لا يحدث أي إشكال أو توريط لآخرين في إنهاء العمل أو عقبات بالنسبة لهم، وإذا بقيت بعض المتعلقات فيمكن الاتفاق مع المدير أو الزملاء على كيفية إنهائها أو تأجيلها إلى ما بعد العودة إذا لم يكن في ذلك تأثير على مصلحة العمل، ويمكن أيضا تفويض آخرين بإنجاز بعض الأعمال التي يمكنهم عملها. * القيام بجهد إضافي قبل الإجازة مع الحرص على ترتيب المكتب وتنظيم الملفات الورقية والالكترونية فقد يساعد ذلك على تخفيف العمل في الأسبوع الأول. * في حالة السفر يفضل العودة قبل بدء العمل بيوم واحد على الأقل ليكون هناك فرصة للتهيئة النفسية والعقلية والجسدية، ويفضل أيضا تعديل بعض العادات ومواعيد النوم والاستيقاظ قبل نهاية الإجازة لأن عدم التكيف مسبقا يسبب الإرهاق والتشتت. * التسليم بأهمية الحضور إلى العمل بذهن حاضر، مع الاستعداد لأداء المهام والواجبات، وتقديم الخدمات للعملاء، لأن التمادي في التراخي أو التهرب من بعض المسؤوليات قد يجلب المشكلات. * التعرف على مستجدات العمل، والاطلاع على ما هو مهم، مع الحرص على التواصل مع الأشخاص المهمين في بيئة العمل. * الاهتمام بالصحة وممارسة أي نوع من الرياضة لأن ذلك يعزز النشاط والقدرة على التركيز والاحتمال. * التخطيط للإجازة القادمة فقد يكون في ذلك دافع للتجدد ومحفز على العمل. إذا استمر الشعور بالإحباط والضيق فهذا يعنى ضروة إعادة النظر فربما آن الأوان للبحث عن عمل أو وظيفة أنسب.