يعاني واحد من كل عشرين شخصاً من مشكلة تكون حصوات الكلى. وهي المشكلة التي تصيب الرجال والنساء معاً، وإن كان الرجال أكثر عرضة للإصابة بها، إذ أنها تحدث في نحو 15% منهم وتحدث في حوالي 5% من النساء. وتتكون الحصوات الكلوية داخل البول الذي يعد سائلاً معقداً جداً ويحتوي على مئات المواد الكيميائية بما فيها كثير من المعادن، وتتكون حصوة الكلى من الملح الموجود في البول النّاتج عن زيادة أو عدم اتّزان في نسبة العناصر المعدنية فيه. وتتكون عادة من مركبات الكالسيوم والاكسالات، أو في حالات نادرة من الكالسيوم والفوسفات وبكميات قليلة جداً من حمض اليوريك. وقد أحصى أطباء الاختصاص الخمسة عشر سبباً التالية والتي قد لايعرفها الكثير من الناس عن سبب تكون أو حتى معاودة تكون هذه الحصوات: الاعتقاد بوجوب تقليل نسبة الكالسيوم في الطعام الفكرة السائدة هي تقليل تناول الكالسيوم لدخوله في تكوين حصوات الكلى. ولكن وجدت دراسة أجريت عام 2013 في كلية الطب بجامعة هارفارد أن الأشخاص الذين يتناولون الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم بكميات كبيرة لا تكثر لديهم الإصابة بحصوات الكلى مقارنة بالأشخاص الذين يبتعدون عن تناول الكالسيوم. ويعود تفسير ذلك لأن أملاح الأكسالات في الظروف الطبيعية ترتبط مع الكالسيوم داخل الجهاز الهضمي، وعندما تقل نسبة الكالسيوم بالجسم ترتبط مع الكالسيوم الموجود بالجهاز البولي مسبباً حصوات الكلى. تناول السلطة هنا يبرز دور مادة الأكسالات مرة أخرى والتي يكثر وجودها في الخضروات الورقية مثل السبانخ، والراوند، والبنجر. وهذا أيضا يعود إلى إن الأكسالات ترتبط بالكالسيوم داخل الأمعاء ثم تخرج خارج الجسم عن طريق الجهاز الهضمي. ولكن في حال تناوله بكميات كثيرة فإنه يتركز بالبول ما يسبب حصوات الكلى. لذلك ينصح باستبدال بعض أنواع الخضروات بأنواع أخرى مثل تناول البقدونس بدلاً من السبانخ، والقرنبيط بدلاً من نبات القطيفة، أو ما يعرف بالسبانخ الإفريقية. تناول الأطعمة المملحة تأتي حصوات الكلى في ذيل قائمة الأمراض التي تسببها الأطعمة المملحة. ولكن عندما يكثر تناول الصوديوم فإن الكلى تقوم بإخراج الكثير من الكالسيوم فتكثر نسبة تركيزه في البول ما يؤدي إلى تكوين الحصوات. وما ينصح به من كمية الصوديوم خلال اليوم هو 2.300 مللغرام، أما مرضى ارتفاع ضغط الدم فيجب عليهم تخفيض الكمية إلى أقل من 1.500 مللغرام. تناول كميات غير كافية من الحمضيات تكمن أهمية الحمضيات لاحتوائها على مركبات السيترات التي تلعب دوراً مهماً في تخفيض عوامل الإصابة بحصوات الكلى، لذلك ينصح بشرب الليمون يومياً. كما وجدت دراسة نشرت في مجلة نايتشر، أن الأشخاص الذين لم يتناولوا الفواكه والخضراوات لمدة شهر، انخفضت في البول لديهم كمية المواد المانعة لتكون حصوات الكلى. الإسراف في تناول اللحوم تزيد نسبة الإصابة بحصوات الكلى عند الأشخاص الذين يتناولون اللحوم بنوعيها (البيضاء والحمراء). حيث وجدت دراسة أجريت عام 2014 ونشرت في (Nutritional Epidemiology) المتخصصة في علم الأوبئة الغذائية، أن الأشخاص النباتيين والأشخاص الذين يعتمدون على الأسماك في غذائهم تنخفض نسبة الإصابة لديهم 30-50 % عن أولئك الذين يتناولون 100غرام من اللحوم يومياً (أي ما يعادل شريحة ونصف من اللحم)، وذلك لأن الشخص حينما يعتمد على اللحوم في غذائه فانه بالمقابل يقلل من كميات الخضروات والفواكه، التي تحتوي على عنصر المغنيزيوم ذي المقدرة على منع تكون الحصوات. الطقس الحار أكدت العديد من الدراسات تأثير الطقس الحار على تكوين الحصوات البولية ومنها دراسة أميركية سابقة بينت أن الأشخاص الذين يقطنون جنوب شرق أميركا تتضاعف لديهم إمكانية الإصابة بحصوات الكلى عن نظرائهم في المناطق الباردة. لأن الطقس الحار الجاف يفقد الشخص كمية أكبر من السوائل عن طريق العرق ما يعرض الجسم للجفاف. وعدم تناول الماء بكميات كافية يزيد من تركيز المعادن في البول التي ترتبط يبعضها لتكون الحصوات. تناول كميات زائدة من الشاي يعتبر الشاي الأسود أكثر أنواع الشاي المفضلة لدى الكثيرين، وهو أيضاً ذو تأثير سلبي على الكلى لكونه مصدراً لمادة الأكسالات المسببة لحصوات الكلى. تناول المشروبات الغازية لا شك أن توازن السوائل داخل الجسم يمنع تكوين حصوات الكلى. وأفضل طريقة كما يذكر الأطباء لحفظ ذلك التوازن هو تناول ثمانية أكواب من الماء يومياً، وذلك لتمييع المواد المكونة للحصوات. ويحذر الباحثون من المشروبات التي تحتوي على السكر لأنها من العوامل المساعدة في تكوين الحصوات. ووجدت إحدى الدراسات أن تناول عبوة واحدة يومياً من المشروبات الغازية يزيد من فرص الإصابة بحصوات الكلى بنسبة 23% والحل الأمثل هو زيادة كمية الماء وتخفيض كمية السكر. عامل الوراثة يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى إذا تعرض لها أحد الوالدين، وليس ذلك عائداً فقط على أن أفراد العائلة لهم نفس النظام الغذائي، لكن الجينات الوراثية تلعب أيضا دوراً في ذلك مثل ما يحدث في السمنة ومرض السكري. التهاب الأمعاء بينت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من مرض كرون والقولون التقرحي هم أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى. ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الأمراض تكون مصحوبة بالإسهال الذي يعرض الجسم للجفاف. ومعروف أن الجفاف يزيد من نسبة تركيز المواد التي تدخل في تكوين الحصوات. التهاب المسالك البولية المتكرر بالإضافة إلى أن التهاب البول المتكرر احد أسباب تكون حصوات المسالك البولية إلا أن حدوثه يعتبر كذلك من علامات الإصابة بحصوات الكلى، لأن هنالك بعض الحصوات التي لا تسبب آلاماً ولا يشعر بها المريض وتخرج مع البول دون الانتباه لها والبعض الآخر يبقى داخل الجهاز البولي ويعوق إخراج البول مسبباً التهابا بتلك المنطقة. الإسراف في استخدام الملينات عرفت الملينات منذ 2000 عام، وطوال هذه المدة يسيء البعض استخدامها، ومنهم كبار السن الذين يعانون الإمساك المزمن. أما البعض الآخر فهم من يعانون إما من فقدان الشهية أو الشره. ويؤثر الاستخدام الزائد للملينات في مقدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية والأدوية، كما يؤثر في توازن الأملاح في الجسم ويسبب الجفاف. أدوية الصداع النصفي مادة التوبيراميت الموجودة في عقاقير علاج الصداع النصفي تزيد من فرصة الإصابة بحصوات الكلى لأنها تزيد مستويات الحموضة (Ph) بالجهاز البولي، التي تساعد بدورها في تكوين حصوات الكلى. عامل الوزن وجدت دراسة نشرت عام 2011 في مجلة المسالك البولية أن النساء البدينات تزيد لديهن فرصة الإصابة بحصوات الكلى بنسبة 35% مقارنة بالنساء النحيفات. ولم يتوصل الباحثون إلى تحديد السبب، ولكن يرجح أن الأشخاص من ذوي الأوزان الزائدة تحدث لديهم تغيرات في مستويات الحموضة في البول ويرتفع حمض البوريك الذي يسبب تكوين الحصوات. عمليات إنقاص الوزن الجراحية وفقاً لدراسة نشرت عام 2009 في مجلة المسالك البولية فإن العمليات الجراحية لإنقاص الوزن قد تزيد من فرص الإصابة بحصوات الكلى. وقد يعود ذلك إلى أن جسم المريض بعد إجراء العملية قد لا يتمكن من امتصاص الكالسيوم من الغذاء فيزيد وجود الأكسالات في المسالك البولية الذي يسبب تكوين الحصوات. لذا يجب على المريض مراجعة الطبيب لتحديد الطريقة المناسبة للحد من فرصة الإصابة، إما بشرب كميات زائدة من المياه، أو تقليل تناول اللحوم والصوديوم، أو بزيادة كمية الكالسيوم. حصوات الأوكسالات من أكثر الأنواع شيوعاً في المسالك البولية السمنة والعمليات الجراحية لإنقاص الوزن قد تزيد من فرص الإصابة بحصوات الكلى