السلم والحق والعدل ثوابت في السياسة السعودية من مرحلة التأسيس إلى يومنا الحاضر، أسس ارتكزت عليها وحققتها وعملت بها ما أكسبها ثقة واحترام المجتمع الدولي بكل مكوناته، وعزز من حضورها كصانع للقرار في السياسات الإقليمية والدولية، فالمملكة وعبر سنوات طويلة بدأت مع الملك المؤسس -رحمه الله- سياسة متوازنة في علاقاتها مع دول العالم رغم البدايات المتواضعة إلا أنها استطاعت من خلال تمسكها بالمبادىء التي تم البناء عليها ان تكسب احترام الجميع. فالمغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز عند لقائه الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت العام 1945 على ظهر المدمرة الأميركية «كوينسي»، التي نقلته الى مؤتمر قمة يالطا، لإرساء قواعد السلام بعد نهاية الحرب العالمية الثانية رفض رفضا قاطعا محاولة الرئيس الأميركي الحصول على دعم لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، مؤكداً أن فلسطين أرض عربية لا يمكن التفريط بها، وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة في تلك الأثناء كانت تقود العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والمملكة كانت في بدايات مرحلة التأسيس إلا أن الملك عبدالعزيز كان له موقف ثابت تمسك به عبر عن سياسات المملكة في تحقيق السلم والعدل بالحفاظ على الحقوق العربية دون تهاون أو تفريط، وهذا النهج هو أساس السياسة السعودية عبر أزمنة ومراحل مختلفة من تاريخ الوطن وتاريخ الامتين العربية والاسلامية، فالمملكة عضو مؤسس لجامعة الدول العربية وأيضا عضو مؤسس لمنظمة الأممالمتحدة وأول من دعا إلى التضامن الإسلامي، وحاضراً هي عضو مجموعة العشرين التي تقرر سياسات العالم الاقتصادية واتجاهاتها، وأسست التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب، وليس هذا كل شيء فهي لا زالت تقدم الكثير من خلال مشاركة فاعلة في الاعمال الانسانية حتى اصبحت ثالث دولة على مستوى العالم تقدم تلك المساعدات متقدمة على الدول الصناعية. مملكتنا الحبيبة أنموذج في السياسات المتوازنة والعطاء السخي، وفي يومها الوطني تتجلى روح التكامل والتعاضد والانسجام بين القيادة والشعب، فقيادتنا دائما ما كانت حريصة على مصالح شعبها وعزه ورفاهه، دائماً ما تسعى إلى خيره ونمائه وازدهاره فبادلها الشعب حباً بحب يظهر واضحاً في الاحتفال بيوم الوطن.