ظهر المدير الفني للشباب سامي الجابر في مباراة فريقه الأخيرة أمام الأهلي بأجمل صورة وقدم داخل المستطيل الأخضر عملاً كبيراً توجه بفوز عريض بنتيجة 3-2. وكسب التحدي الأول له بعد اكتمال صفوف الفريق عقب تسجيل اللاعبين الخمسة الجدد الذين غابوا عن جولتي البداية من الدوري، والتي خسر فيها خمس نقاط من أصل ست كانت متاحة له. شكل "الليث" اختلف تماماً بعد اكتمال الصفوف ومعسكر العين المغلق البعيد عن الأنظار، والذي بذل فيه اللاعبون والجهاز الفني مجهوداً ترجم بأدق التفاصيل في مرمى بطل الثلاثية الأهلي. الشباب الذي ظهر بمستوى فني هزيل لمواسم عدة غاب عنها شكله الذي عهده الشارع الرياضي السعودي عاد وقدم مباراة مختلفة أمام الأهلي مستوى ونتيجة، وحتى الأهداف التي استقبلتها شباك الحارس وليد عبدالله كانت من كرات ثابتة، وهذا يعني أن الدفاع نجح في الكرات المتحركة. وعلى المستوى الهجومي بصمة الجابر كانت واضحة وفريقه يسجل ثلاثة أهداف من هجمات منظمة تبدأ من الطرف الأيمن، وتنتهي بهز الشباك من الهداف الجزائري محمد بن يطو، وبالنظر للأهداف مرة أخرى نجد أنها متشابهة، وهذا دليل على أن لاعبي الشباب طبقوا هذه الطريقة كثيراً حتى أتقنوها. ومنذ زمن بعيد والشباب لا يلعب على الضغط على الخصم، وهذا ما فعله الجابر ورافقه وكانت ثمرته استغلال خطأين من دفاع الأهلي بسبب الضغط لتعود في الشباك. ووجد مدير الشباب الفني ضالته في المهاجم البرازيلي هيبرتي فيرنانديز الذي لعب دوراً مهماً في دعم بن يطو سواء بتشتيت انتباه المدافعين أو بالتمريرة الأخيرة القاتلة كتلك التي جاء منها الهدف الثالث، كما أن الظهير الأيمن حسن معاذ تم توظيفه بشكل صحيح مما نتج عنه مساهمته الفاعلة في هدفين من أصل ثلاثة سجلها فريقه في المباراة. وعلى الرغم من مشاركة المدافع الجزائري جمال بن العمري وبجواره المدافع الشاب عبدالله الفهد لأول مرة في "دوري جميل"، إلا أنهما أظهرا تفاهماً عالياً وشكلا سداً منيعاً أمام هجوم الأهلي القوي، ويحسب للجابر جرأته في الزج بالفهد الصاعد حديثاً من الفريق الأولمبي. هوية الشباب كانت حاضرة على خطوط الفريق كافة والثقة كانت حاضرة سواء من المدير الفني في المؤتمر الصحفي قبل المباراة أو بالعطاء داخل المستطيل الأخضر، لينجح "الليوث" في مسح الصورة الهزيلة التي ظهر عليها الفريق قبل فترة التوقف، والتي وضعت أكثر من علامة استفهام على حال الفريق الذي استعد للموسم في هولندا. تعثر أغلب المنافسين في الجولات الثلاث الماضية سيعطي لاعبي الشباب الثقة نحو تقديم الأفضل في المباريات المقبلة بغية المحافظة على مركز متقدم قبل دخول مراحل التنافس على بطولة الدوري.