أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء بأن 13 شخصا، بينهم ممرضون ومسعفون، لقوا حتفهم في قصف استهدف مركزا طبيا بريف حلب الجنوبي الليلة قبل الماضية. وأوضح المرصد في بيان أن قتلى القصف الذي استهدف المركز في منطقة خان طومان هم تسعة عناصر من جبهة فتح الشام وفصائل أخرى، وأربعة ممرضين ومسعفين من اتحاد المنظمات الطبية الدولية «أوسم». ويأتي هذا القصف بعد يومين من قصف استهدف قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب. وحملت الولاياتالمتحدة الجانب الروسي المسؤولية عنه. كما استهدفت مئة غارة على الأقل مدينة حلب وريفها ليل الثلاثاء الأربعاء تزامنا مع قصف جوي ومدفعي على جبهات القتال الرئيسية في سورية، بعد يومين على إعلان الجيش انتهاء الهدنة، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية في مدينة حلب (شمال سورية) إن أكثر من مئة غارة استهدفت المدينة وريفها بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر، الأمر الذي منع السكان من النوم نظرا لشدة القصف. وأشار إلى أن الغارات لم تتوقف إلا بعد أن بدأ هطول المطر بغزارة صباحا. وأدى القصف بعد منتصف الليل على حي السكري في شرق مدينة حلب إلى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل. ويأتي استئناف القصف وتحديدا في محافظة حلب بعد إعلان الجيش السوري مساء الاثنين انتهاء هدنة استمرت أسبوعا بموجب اتفاق أميركي روسي وشهدت خلالها جبهات القتال هدوءا. وتبادلت روسياوالولاياتالمتحدة الاتهامات بإعاقة تنفيذ الاتفاق. وفي حلب أشار المرصد الى اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف الليل بين قوات النظام وحلفائه من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى جنوب غرب مدينة حلب، ترافقت مع تنفيذ طائرات حربية غارات كثيفة على مناطق الاشتباك. وأشار المرصد إلى «تقدم لقوات النظام في المنطقة»؛ حيث استعادت السيطرة على أبنية عدة كانت خسرتها الشهر الماضي. على الصعيد نفسه أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء بوصول أكثر من 3 آلاف مجنَّد روسي إلى ريف حلب جندتهم القوات الروسية للقتال في سورية. وقال المرصد في بيان إنه حصل على معلومات من عدة مصادر موثوقة، تفيد باستقدام النظام والقوات الروسية لعناصر أجنبية، للقتال في صفوفها، والانضمام للعمليات العسكرية ضد الفصائل وتنظيم «داعش». وحسب المرصد، أكدت المصادر أنه بلغ عدد العناصر المستقدمين إلى سورية، أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من الجنسية الروسية، جرى تجنيدهم من قبل القوات الروسية، وإرسالهم للقتال إلى الأراضي السورية؛ حيث تم جمع العدد الأكبر من هؤلاء العناصر في منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي. من جهته قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب الثلاثاء إن الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في سورية محكوم عليها بالفشل في غياب أي آلية ذات مصداقية لتحديد المسؤولية والعواقب. وقال حجاب -الذي كان قبل انشقاقه رئيسا للوزراء في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد- في مقابلة مع رويترز إن أوجه القصور في اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولاياتالمتحدةوروسيا كانت موجودة منذ البداية. وأبلغ حجاب -الذي يرأس اللجنة العليا للمفاوضات التي تضم معارضين للأسد- رويترز على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة «لا نثق في الجانب الروسي لأن إستراتيجيته عسكرية خالصة». وتعرض وقف إطلاق النار لهزة شديدة وعلقت الأممالمتحدة جميع شحناتها للمساعدات في سورية بعد هجوم دموي على قافلة تحمل إمدادات إنسانية إلى بلدة قرب حلب الاثنين. وقال حجاب «من دون تحديد الجهة المسؤولة لا نرى مصداقية لوقف القتال. يمكننا أن نرى ذلك من خلال ما حصل في الهجوم على القافلة. لا توجد أي عواقب...إنه دليل آخر على الضعف الكامل للمجتمع الدولي».