لم يكن كذباً ولا تدليساً ما صدر عن صحيفة الإندبندنت البريطانية ضد السعودية، وليس مستغرباً، فقد سبق افتراءها في حق السفير السعودي ثامر السبهان مقاضاة الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- لها في موقف يسجل في تاريخ تزييفها للحقائق ويبطل أكاذيب حرية الصحافة المزعومة حينما تمتطي أجندة سياسية ما تلك الحرية لتحقيق مآربها في مساومات رخيصة ومكشوفة!. لا خلاف أن الإعلام مرآة؛ ولكن حين تمرّ الأيديولوجيا يأتي التحزّب والاصطفاف، وقد أثبتت التغطيات الكبرى التي قامت بها عدة وسائل إعلامية عالمية للأحداث في العقد الماضي وجود خلل واضح سيطر على دورها الحقيقي، مما حدا بالبعض القول إنها أضحت كإحدى أدوات بث الدعاية التضليلية بهدف تحقيق أهداف ومصالح الدول الغربية على حساب دول المنطقة. على سبيل المثال لا الحصر، التغطية الإعلامية الغربية لمجريات حرب الخليج الثالثة 2003م التي افتقدت للموضوعية وأضحت وكأنها إعلام حربي يسعى لخلق شرعية للحرب، عبر تزييف الحقائق والانجراف وراء معلومات ومصادر تفتقد للمصداقية بحجة مزعومة.. ألا وهي:" السبق الصحفي"!. المشكلة أن بعض الصحف الأجنبية المخترقة تحاول أن تنال من الرؤى الوطنية من خلال نيلها من القادة أو مسؤول، وهذا ما لم تستطع الصحيفة التي خسرت القضية فعلاً، لذلك لم يكن في كسب الأمير نايف -رحمه الله تعالى- كسباً ضد صحيفة؛ بل انتصار رؤية، لئلا تكون الصفحات البيضاء مرتعاً للرؤى المدونة بأحبارٍ سوداء!. وما في اعتماد بعض وسائل الإعلام الغربية في تقاريرها عن السعودية على مصادر مجهولة أو منتمية لجماعات إرهابية معلومة أو مراسلين أنظمة معادية معلومة وغيرها يفسر لا التناول السلبي وغير الموضوعي فحسب بل الحرب الناعمة التي تواجهها المملكة!.