بالأمس لم أكن أعرف هل صالات السينما حرام أم السينما نفسها حرام. اليوم لا أعرف هل هؤلاء الذي يرفضون السينما لأنها حرام أم لأن السينما متوفرة في وسائط أخرى ولا داعي لبناء صالات خاصة بها. آخر خطوط الحرب على السينما سمعنا من يقول إن السينما اليوم فقدت أهميتها ولم تعد مربحة فلا داعي لها في المملكة. لعل صاحب هذا الرأي يعتقد أن صالات السينما ستقام على حسابه. في كل مرة أذهب إلى صالة سينما في أي بلد أراها ممتلئة وخصوصاً إذا كان الفيلم في بداية عرضه أو مميزاً لكن من الصعب الاعتماد على الخبرة الشخصية لإطلاق الأحكام. بلغ تعداد الشعب الكندي ستة وثلاثين مليون نسمة ونيفاً. بلغ عدد المترددين على صالات السينما من مجموع الشعب الكندي اثنين وعشرين مليون نسمة "2015 م". حسب الإحصائية يتساوى عدد الرجال مع عدد النساء بين المترددين على صالات السينما، مع زيادة طفيفة في صالح النساء، "49 % رجال 51% نساء". أكثر المترددين على السينما أعمارهم بين 25 و34، يشكلون نسبة 21%. بينما يتفوق الذين أعمارهم بين 13 و17 في التردد "حضور أكثر". أما سبب عدم ذهاب بعض الناس إلى صالات السينما فيعود أولاً كما تقول الاحصائية إلى الخيارات الواسعة التي تقدمها النت مقابل محدودية الخيارات في صالات السينما، السبب الآخر كلفة التذاكر في الصالات أصبحت مرتفعة. جاءت الإحصائية عكس ما توقعت. كنت اظن أن المترددين على صالات السينما سيكونون الأقل في استخدام الوسائط الترفيهية الأخرى التي تقدم أفلاماً. تبين أن من يتردد على صالات السينما يستخدم الوسائط أكثر من الذي لا يتردد على صالات السينما. الشيء الذي يهمني هنا أن دخل صالات السينما في كندا عام 2015 بلغ 946 مليون دولار كندي حوالي 2838 مليون ريال سعودي؛ ملياران وثمانمائة وثمانية وثلاثين مليون ريال. لك أن تتخيل أن يكون هذا المبلغ أو قريب منه يتم اقتسامه بين النوادي الرياضية في المملكة العربية سنوياً. أخذت كندا كمثال لتقارب عدد السكان وأتوقع أن يصبح دخل السينما في المملكة أكثر من هذا المبلغ. الشعب الكندي بخلاف الشعب السعودي يتمتع ببدائل أخرى كثيرة تقلل من الإقبال على السينما مثل أنواع من المسارح والأنشطة الرياضية المتعددة والمتاحف. تخصيص ملكية صالات السينما للأندية الرياضية لن يغضب أحداً ولن يسلب أحداً أياً من حقوقه. نشاط لا مالك له في المملكة حتى الآن. لا أقدم هذه المعلومات لإقناع الرافضين لوجود السينما في المملكة، فهؤلاء لن يقتنعوا ولن يقنعهم إلا الأمر الواقع. عندئذ سوف يتسابقون على الصالات بعائلاتهم. وإذا سألتهم كيف كنتم تحرمون السينما والآن تتراكضون لاحتلال أفضل المقاعد لكم ولعائلاتكم؟. أتنازل عن حقوق هذه الفكرة للأخوة في هيئة الرياضة شرط أن تسجل أسماء كل الذين يحاربون السينما لكي يمنعوا من دخول صالات السينما عند تأسيسها أو ترفع عليهم قيمة التذاكر ويوزع الفرق في السعر على الأسر التي أنهكها السفر للبحرين ودبي.