في 25 مايو 1981 تم إعلان إنشاء اتحاد خليجي مازال هو الأقوى والأكثر تماسكا بين الكيانات التحالفية العربية المختلفة، هناك من يرى أن هذا الكيان حقق إنجازات ملموسة لدول الخليج العربي وشعوبها وهناك من يرى عكس ذلك، والجانبان محقان فيما يريان حسب الزاوية التي يرى منهما كل جانب. وكنت سبق وكتبت عن مجلس التعاون والشباب تحديدا وكيف أنهم بعيدون كل البعد عن اهتمام المجلس بشكل جاد وحقيقي، وبعيدون عن التصريحات والجوانب النظرية العديدة، وقد أجد من يختلف معي فيما طرحت وهو حق له مثلما هو حقي في أن أبدي وجهة نظري المتجردة من وضع المجلس الحقيقي بعد كل تلك السنوات منذ تأسيسه في العام 1981 وحتى يومنا هذا، ويمكننا أن نرصد عددا من الآمال والطموحات التي كان القادة الخليجيون يتمنون تحقيقها من خلال هذا المجلس وتم الإعلان عنها لكنها لم تتحقق ولم تر النور!. لا شك أن وجود كيان مثل مجلس التعاون الخليجي واستمراره رسالة إيجابية معبرة عن عمق التقارب الخليجي، بالرغم من الكثير من العقبات التي كان من الممكن أن تعصف به، ولا شك أننا كشعوب خليجية نأمل ونتمنى أن يستمر هذا الكيان، وحين نقف في ذات المقام الذي أقف فيه حاليا من تسطير بعض الملاحظات على أداء المجلس والأمانة العامة وسعيهما لتحقيق رغبات وطموحات القادة والشعوب، فما ذلك إلا محبة وحرصا على تحسين صورة المجلس وأدائه إلى الأفضل .. وهو ما نتمناه جميعا.. وأجدني أتمنى على الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن تقف موقفا جادا من النظرة السلبية التي يحملها بعض أبناء الخليج للمجلس، وأن تكون هناك مراجعات حقيقية عبر الاستعانة بخبراء لقياس أداء المجلس وما حققه من انجازات ونسبة الرضا لدى شعوب الخليج وأسباب عدم الرضا، وهو أمر صحي وإيجابي تقوم به أغلب المنظمات والاتحادات والكيانات الكبيرة. إن أنصاف الحلول لا تقود إلى نتيجة سليمة، والشكوى المتكررة للمسؤولين من داخل المجلس أو خارجه لا تأتي بالحلول، وهناك حالة تذمر من بعض القطاعات والأشخاص داخل المجلس، تحتاج إلى وقفات حقيقية وجادة.. وفي ظل كل تلك المتغيرات التي يعيشها العالم ككل، بات من الضروري أن نعمل بجد واجتهاد لتقوية هذا الكيان الخليجي وتعزيزه وتعزيز الثقة فيه لدى المواطنين.. ولابد أن نعترف أن هناك شرخا بالثقة من قبل المواطنين بعمل المجلس مثلما هناك أصوات صارت تعلو من داخل المجلس تطالب بضرورة الإصلاح وتعديل المسار وتغيير الوضع القائم الذي يحتاج إلى حزم من قبل المسؤولين.. وللحديث بقية.. ودمتم سالمين. [email protected]