امتداداً لمشروعات حافلة بأنهر من عطاء المواطنة والتمثيل المشرّف من تجارب "مبتعثات بدرجة سفير فوق العادة"، حضرت فيها النماذج وأبرزت مواطنة عصريّة جمعت بين الإبداع والإنسانية، وشراكة أنيقة في دول الابتعاث، تحسست فيها مبتعثاتنا الرسالة، وعادت بهن إلى منصات الأماني وتحقيقها للوصول إلى خارطة طموحات وتطلعات ووطن. وتماهياً مع العادة الأولى لستيفن كوفي "ابدأ والنهاية في ذهنك" في إكمال دراساتها العليا في الخارج، انطلقت "غادة غنيم الغنيم" بعدما وعدها "والدها" وملهمها شريطة تفوقها في مرحلة البكالوريوس، فكانت وهو عند الوعد إنجازاً وتحفزاً، فصادف وقتها تزامن إعلان أول دفعة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فكانت من أولى الملتحقات بالبرنامج التاريخي. بدأت "غادة" مسيرتها في دراسة الماجستير في "الادارة القيادية" بجامعة جونسون اند ويلز بأميركا، وقد أضفى لها سراً ميزها، بتمازج دقيق في "الكاريزما" التي تمتلكها مع قيادة اكتسبتها علماً ودراية، وأسلوباً مميزاً نحو إبداع الحيوات ومستقبل أرحب؛ فانطلقت في جامعتها ومعها تميز الدافعية والعمل التطوعي، بدأت كطالب مساعد في إدارة التطوير المهني، ثم انضمت للعمل مع منظمة تطوعية غير ربحية كرئيسة الفريق الاستراتيجية للتواصل مع منظمة للأطفال في مدينة بروف يدنس بولاية رود ايلند فحققت فيها نجاحات توجتها بانتاج (DVD) تسويقي للمنظمة ساعد في جمع التبرعات بشكل مرتفع، وبالتوازي مع مشروع الابتعاث، فعملت منه وإليه، مسؤولة للجنة الإدارية لليوم السعودي في جامعة جونسون اند ويلز، ونائباً لرئيس النادي السعودي بجامعة جونسون اند ويلز، وبعد أن رأت مع زملاء مميزين لها في الابتعاث الحاجة إلى تقديم خدمات موازية قيّمة مع جهود الملحقية الثقافية لحياة المبتعثين الاجتماعية الأكاديمية والثقافية في أميركا؛ فأنشأوا صرح ومجموعة "سعوديون في أميركا" المعروفة وبروح فريق العمل الواحد وبنائه، وبعد أن كانت عضواً مؤسساً، غدت بعدها مديراً تنفيذياً للمجموعة ومستشارة حتى الآن، مع مشاركات متفرقة كعضو مشارك في القافلة السعودية في أميركا، ومنظمة لحفل تخريج الملحقية الثقافية بواشنطن من العام 2009م توجته باختيار الملحقية الثقافية لها كي تلقي كلمة الخريجين وفرحتهم آنذاك. ولأن "غادة" تمتلك ثقافة قيادية تتسم بالهيبة وصنع القرار، والاتصال والتفاوض لحل المشكلات، تقودها جذور راسخة ونظرة مستقبلية ترى في التجديد ارتباطا وثيقا ينفي النمطية في قوالب فكرية جامدة، جعلها لأن تكون عضواً مؤسساً للمجموعة السعودية لحل النزاعات وبناء السلام، نقلها ذلك لتقديم برنامج "الوساطة" والمقدم لمعالي وزير العدل الدكتور محمد العيسى حينها، ثم ازدانت سفيرةً للطلبة في المجموعة السعودية- الأميركية للتجارة، وسفيرةً لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST). أما كونها متحدثة متمكنة، وقياديّة متمرّسة، فقد جعلتاها تتميز في مشاركاتها المتعددة في تقديم ال(DVD) التسويقي ل(SPNM)، ومتحدثة رسمية في فعاليّة "مغردون" الشهيرة، وفي ملتقى التخصصات بالخبر وجدة ضمن ندوات وزارة التعليم العالي في إعداد المبتعثين، ومتحدثة في ندوة عن القيادة في جامعة بيري، ومتحدثة عن تجربة "سعوديون في أميركا" في (متجاوز)، ومدربة في فنون القيادة في صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة مع تجارب إعلامية لها زخم بديع من خلال عدة لقاءات وظهور متألق في القنوات الفضائية، والصحف المحلية والدولية فيما يخص الابتعاث وبرامجه وأنشطته وتجاربه، والتوعية بقوانينه، مع تجارب إعلامية وإنتاجية أخرى. أما الجانب الإنساني المضيء في دواخل "غادة" فقد جعلها تشارك كمنظمٍ لحملة لمساعدة أسر المساجين تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، ومؤسسة لحملة إنقاذ تبوك من سيول الأمطار، وقبلها مشاركة في حملة انقاذ جدة من السيول، ومنظمة في أسابيع عمل المرأة الاجتماعي الثاني والثالث بجدة، ومنظمة في المؤتمر السنوي لوزارات الشؤون الاجتماعية لدول الخليج العربي. وفي منعطف آخر؛ لن نذهل كثيراً من مسيرة "غادة" عندما حصدت فيها جائزة الأمير محمد بن فهد للقيادات الشابة، وجائزة الشيخ محمد بن راشد للتواصل الاجتماعي عن قطاع الأفراد فئة التعليم، أما الأغلى فأجزم اختيارها مع صفوة مؤهلة وقيادية من سيدات وطني ضمن وفد ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة إلى أميركا. الختام المبين، لن نستغرب عندما دلفت "غادة" على الحياة من بوابة تربية رصينة متمثلة بكل معانيها في حب العلم والتطوع، تقول عنه خريجة "نوفا ساوث ايسترن"، مدير عام التواصل والاعلام المكلف بهيئة تقويم التعليم، مدير عام التعاون الدولي بهيئة تقويم التعليم الدكتورة غادة الغنيم: "زرع والداي أثراً سامقاً في حياتي؛ بدأ من تقديس المدرسة، وفيها فعلاً أتممت الدكتوراه بما زرعه أهلي.. أما العمل التطوعي أيضاً فليس وليد لحظة، بل هو ما أنشأتني عليه والدتي "مها الرفاعي" التي أفنت حياتها في الشؤون الاجتماعية والعمل الإنساني وكثيراً ما كانت تشركني في أعمالها خارج الدوام، وأرى بعيني حال فئات من المجتمع.. وكيف كانت تسعى لخدمتهم ودعمهم حد الدهشة..!، سابقاً لم أكن أفهم لمَ كانت تصحبني.. كبرت وفهمت حتى غدا جزءاً من شخصيتي حتى "قيادة" تكويني ومستقبلي!". [email protected]