فضحت العمليات الإرهابية التي وقعت في المملكة المزيد من جرائم وتوجهات الفئة الضالة، اذ كان استهداف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل الوالدين والاقارب من ابشع تلك الجرائم التي بلغت اقصى حد في القسوة والتعدي، وكانت فاجعة اسر الارهابيين في ابنائهم مريرة وهم يرون فلذات اكبادهم يصبحون وقودا لجماعات القتل والارهاب، وتمتد يد غدرهم الى اقرب الناس اليهم. المعاناة التي مرت بالأسر التي تورّط أحد أبنائها في أعمال إرهابية، نتيجة لانضمامه إلى جماعة إرهابية، خلفت العديد من الصدمات داخل تلك الأسر، ورغم تبرؤ الاسر من ابنائها الارهابيين وجرائمهم الا انها تعاني اجتماعيا وتتخوف من نظرة المجتمع بان يحملها نتائج اعمال ابنائها الاجرامية التي لا تتحمل الاسرة وزرها، مما يضاعف واجب المجتمع تجاه تلك الأسر للتخفيف من معاناتهم وشعورهم بالخزي. ما حجم هذه المعاناة؟ وكيف تعيش هذه الأسر تلك الصدمات؟ وما واجب مؤسسات المجتمع تجاههم؟ حول هذه القضية يؤكد عدد من المختصين في العلوم الشرعية والأمنية وعلم النفس والاجتماع ل "الرياض" أن مسؤولية المجتمع أصبحت مضاعفة للوقوف بجانبهم ودمجهم بالمجتمع. مرارة وصدمة كبرى في البداية يشاركنا حول هذه القضية أ.د.حمزة بن سليمان الطيار -الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- بقوله: إن بعض المصائب لا تنتهي مرارتها، ففي أي زاوية نظرت إليها ظننت أنها أحلك زواياها، وأشدها إيلاماً، ومن أنكى المصائب التي تتشعب فيها الآلام وتعدد فيها الفواجع، ويعز على الصبور التجلد لوخزاتها الممضة، والتماسك عند نوباتها المضنية، ما ينزل بالأسرة من الصدمة العنيفة جراء انتماء أحد أفرادها للفئة الضالة، وتورطه في الجرائم الإرهابية، فيحيق بها من أصناف الأحزان ما لا يحيط به الوصف، كيف لا وقد رأت ابنها تمتد يده لتعبث بأمن واستقرار الوطن، مضحياً بنفسه وبمن استطاع أن يهلكه من الأبرياء، ويكون مآله الميتة المخزية، والنهاية الفظيعة المفجعة، ميتة حسية أودت بحياته بعدما ماتت مقوماته المعنوية الواحدة تلو الأخرى، مات قلبه وهو يمشي بين الناس، فلم يعد فيه نبض الديانة، ولم يعد يحس بخطورة انتهاك الحرمات التي من أغلظها سفك الدم الحرام، وماتت نخوته فلم يفكر فيما تؤول إليه سمعة أسرته، وماتت وطنيته فهان عليه وطنه الذي يتوقع منه أن يستميت في الدفاع عنه، وأخيراً مات ميتة جاهلية مفارقاً جماعة المسلمين وإمامهم، شاذاً مع شذاذ الآفاق، وأتباع الأهواء، فلو أنها نفسٌ تموتُ جميعةً وَلَكِنّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا واضاف إنها الصدمة الكبرى، والفاجعة العظمى لأسرة قد حصد الفكر الضال المارق زهرة نفس ابنها في أوج نضارتها، بعد ما سممها، فصارت وبالاً على العباد، ونذير شؤم على البلاد. خففوا من مصيبتهم وعن دور المجتمع في تقبل أسر المتورطين بقضايا الأرهاب والتخفيف من مصيبتهم يشير د.الطيار الى ان المجتمع ليس إلا مجموع تلك الأسر، فإذا كان كذلك فالأسرة فرد من أفراده، وجزء لا يتجزأ من أجزائه، وبالتالي فالجميع كالجسد الواحد، يتقاسم المنافع والمضار، بل لبعض أسر الإرهابيين النصيب الأوفر من التضرر بالإرهاب الذي جنته أيدي أبنائها، وقد رأينا كيف كان الوالدان والأقربون فرائس لإرهاب أبنائها، وكيف اكتوت تلك الأسر بنيرانهم، ولهذا وجب الوقوف مع هذه الاسر باعتبارها ضحية من نواح متعددة، عانت مما عانى منه غيرها، وزادت على ذلك نكبة تورط أبنائها في اعتناق الفكر الضال، وتنفيذ الجرائم البشعة، فتوارد هذه المصايب عليها يجعلها محل شفقة ورحمة، ولا تتحمل تبعة ما صدر من مجرميها، فلو كان همي واحداً لاحتملته ولكن همومي جمة لا أطيقها لذا على المجتمع مسؤولية كبيرة تجاه هذه الأسر، فمن ذلك التقبل التام لأسر المتورطين في العمليات الإرهابية، لأسباب كثيرة: -ان المجتمع كما قلنا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر، وأي شكاية أعظم من شكاية الأسرة التي أصيبت في فلذة كبدها، وصار ابنها مطية للفئة الضالة، والشرذمة الشاذة. * ان تلك الأسرة لا يد لها في ذلك، بل هو خارج إرادتها وطوعها، وفوق قدرتها وطاقتها، فالقلوب بيد الله جل وعلا، لا بيد أحد غيره، فليكن موقف المجتمع مع تلك الأسرة، كالموقف الذي تحبه كل أسرة لنفسها لو تورط أحد أبنائها بمثل ذلك. * ان ما يأمر به الشرع، وما يقرره العقل "أن لا تزر وازرة وزر أخرى"، فإسقاط حكم الابن الضال على أسرته أسلوب خاطئ لا يقره شرع، ولا عقل. * ان الضرر الذي طال المجتمع من طريق أولئك الضلال طال بعض أسرهم قبل غيرها، وبالتالي ليست تلك الأسر في معزل عن هذا المجتمع، فهي تقاسمه في أحزانه، ومضاره، بل كان لها النصيب الأوفر في ذلك، كما ذكرنا، وكما هو معلوم ومشاهد. البراءة من تصرفات الابن الضال وقال عن دور مؤسسات المجتمع في تقبل أسر المتورطين بقضايا الارهاب والتخفيف من مصابهم : ان دولتنا المباركة متمثلة في مؤسساتها الحكومية، لها دور مهم، ومسؤولية كبيرة في علاج كل خلل يطرأ على المجتمع، وفق الأسلوب الشرعي، والأدب المرعي، ومن ذلك وضع أسر المعتنقين للفكر الضال، والمتورطين في الجرائم الإرهابية، من جهة رفع اللوم والتهمة عنهم، وتخفيف الصدمة المستولية عليهم، وعدم إقحامهم في جرم أبنائهم، وفساد فلذات أكبادهم، وذلك من خلال ما يلي: إفهام المجتمع كافة أنه من المقرر شرعاً أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وهذه قاعدة شرعية عادلة تقتضي الفصل الكامل بين المجرم والبريء، فلا يتحمل مسؤولية الجريمة إلا مرتكبها مباشرة، أو بتسبب معتبر شرعاً ونظاماً، ولا تقحم الأسرة في المتاهات التي يسلكها المجرمون من أبنائها، بل على الجميع احتضان هذه الأسر، وإيلاؤها مزيداً من العناية، وإبراز ما يتحلى به هذا المجتمع من التماسك والتآلف، بحيث لا يحرم فرد من أفراده من حقوقه الوطنية والاجتماعية، مضيفا ولا شك أن هذا يفت في أعضاد الفئة الضالة ومن وراءهم الذين يجعلون من أولويات أهدافهم تفريق الكلمة، ووضع حواجز البغضاء بين فئات المجتمع، وستؤول مساعيهم إلى الفشل الذريع إذا برهن المجتمع عن وعيه، وعدم انطلاء هذه المكائد عليه، وإفهام المجتمع أن موقف أسر المعتنقين للفكر الضال، والمتورطين في الجرائم الإرهابية هو في الحقيقة موقف قوة، لا موقف ضعف، وذلك أن إعلان الأسرة براءتها من تصرفات ابنها الضال بأي أسلوب وأي وسيلة، دليل قاطع، وبرهان ساطع على نقاء تلك الأسرة، وصفاء سمعتها، وطهارة ملفها، وخلو سجلها من تلك الضلالات، أو التورط فيها، ناهيك عن ما يعكسه ذلك من تشبث تلك الأسرة بوطنيتها، وتمسكها بغرز الجماعة، واستمراريتها على الولاء والطاعة، بل قد يكون هذا الموقف الجميل منها أكبر معزز للولاء والطاعة عن غيرها، كونه محكاً مهماً وصعباً للاختبار، والذي تجاوزته تلك الأسرة بكل اقتدار، فتجاهلت عاطفة الصلة والقربى، وتناست وشيجة الرحم العظمى، في سبيل المصلحة العامة، ومصلحة الوطن الغالي. واضاف إفهام المجتمع برمته أنه ليس بمعزل عن خطر تورط أي ابن من أبناء الأسر، فالخطر لا قدر الله متوقع في أي لحظة، والمفسدون على أهبة واستعداد لخطف أبناء الوطن، والله وحده الذي يملك القلوب، وعليه فنظرة المجتمع ينبغي أن تكون على أساس شرعي، وعلى منطلق عقلي، والشرع والعقل يتفقان أن الخطأ ومعرته لا تتجاوز صاحب الخطأ، إلاَّ إلى آمره، أو معاونه، أو مؤيده، أما البريء منه، والمتبرئ من فعله، فلا يلحقه من ذلك شيء، ناهيك أن تلك الأسرة ليس لها ذنبٌ، ولا يد في ذلك الأمر، ولو قلنا بذلك في مفهومه الضيق، لقلنا به في مفهومه الواسع، فإذا كان الانتماءُ علة للتهمة واللوم، فانتماء الفرد للأسرة كانتماء الأسرة للمجتمع، وما يلحق تلك الأسرة من التهمة واللوم، يلحق المجتمع أيضاً، وهكذا نتسلسل إلى ما لا نهاية، وبالتالي فاللوم والتهمة إنما تلحق الفاعل ومن في حكمه فقط، وهذا الذي تقرره الأدلة النقلية، وتؤيده العقول السوية. ويذكر د.الطيار أفضل الحلول للحد من معاناة تلك الأسر موضحا ان العلاج الناجع لما تعرضت له هذه الأسر من الكلوم النفسية العميقة، فيحصل عاماً وخاصاً، أما العام فبقناعة المجتمع وقناعة الأسر المصدومة بالحقائق السابقة الذكر وملاحظتها بعين الاعتبار، وأما الخاص فالمفترض أن توجد في بعض الحالات عقد نفسية تخصها، والمطلوب مساعدة من تعرض لهذه الصدمة بحل هذه العقد بالطرق الملائمة، والأساليب المناسبة، وذلك بتوجيههم للاستفادة من خبرة أهل الاختصاص من علماء الشريعة، والأطباء النفسيين، والمستشارين الاجتماعيين. لماذا الاسر السعودية مستهدفة؟ واعتبر اللواء الركن علي التميمي -نائب رئيس اللجنة الأمنية عضو مجلس الشورى والمتخصص في الشؤون الأمنية- ان الاسرة السعودية هي أكثر الأسر تماسكا في العالم مضيفا أنها تمتاز بميزات جعلت منها اكثر الاسر في العالم تماسكا وتواصلا، وحرصت قيادة بلادنا ان يكون للاسرة دور كبير وهذا ما تضمنه النظام الاساسي للحكم حيث ركز في مواد خصصها للاسرة دورا واهمية وقيمة، مردفا ولكون الدين الاسلامي هو الدين الوحيد الذي يعتنقه كل سعودي وما يتضمنه الاسلام كدين سماحة وتماسك وتعاطف اثر ذلك على الاسرة كما ان الطبيعة التي يعيش بها المواطن وما تتضمنه الطبيعة الجغرافية للمملكة كل هذه العوامل جعلت للاسرة دورا كبيرا في تنشئة الابناء والبنات لتكون في مقدمة الاسر في العالم لما تحمله من معان جميلة وتماسك قل نظيره في العالم اجمع، وهذه الميزة في الاسر السعودية وقفت سدا منيعا بوجه من يحاول شق الصف حتى اصبح الصف السعودي المتلاحم نموذج يحتذى به. وأرجع استهداف الأسرة في المجتمع السعودي لتوريط أفرادها في الفكر الإرهابي لبعض من أسمائهم بأشباه العلماء وقال: استغل بعض اشباه العلماء البسطاء من الشباب المعروف عنهم الصلاح وحسن الظن في الاخرين لتحقيق اهداف خبيثة غريبة عما عرف عن الشاب السعودي، مستغلين ما عرف عن المواطن البسيط من غيرته وحرصه واهتمامه بقضايا أمته الاسلامية، وقام اشباه العلماء بتحريف ولي عنق النصوص وعملوا على التدليس على ذلك الشباب الذين وجدوا انفسهم متورطين في قضايا امنية لا يعرفون كيف يخرجون منها، وزين لهم اشباه العلماء الالتحاق بمناطق الصراع في بعض الدول المضطربة. وأكد أن قوات الامن أثبتت انها على قدر المسؤولية، ولهذا كانت ادارة الملف الامني وفي ما يتعلق بالارهاب والارهابيين لدى الجهات الامنية فهو ذو اولوية واهمية قصوى نظرا لما لهذا الداء من اثار مدمرة، مؤكدا أنه وبكل ثقة نقول ان الاسرة السعودية رجحت امن الوطن ووحدة الصف في مقابل الابناء ممن انحرف عن جادة الصواب وسلمت وابلغت وساهمت بما لديها من معلومات وسهلت الامر للقبض على من سولت له نفسه الالتحاق بالجماعات الارهابية، مشيرا أن المحرض هو السبب في ما وصل اليه الحال ببعض الشباب واصاب الاسرة السعودية بصدمة، مضيفا لقد استغل المحرض وسائل التقنية واساء استخدامها للتغرير ببعض البسطاء من الشباب ولعل منها بعض المقاطع التي ينشرها المحرض بين وقت واخر والمؤسف ان هذه المقاطع تعود للظهور بين وقت واخر، فقد ظهر ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي ولعبت دورا مهماً في نقل الاحداث بسرعة على غير ما اعتاد عليه الناس مما جعل الارهابيين يستغلونه اسوأ استغلال للتواصل به مع من يظهر التعاطف معهم حتى يتم التغرير به واستدراجه لمواقع الفتن في الخارج او تجنيدهم لعمليات داخلية. تضافر الجهود وطالب اللواء الركن التميمي بتضافر الجهود لدعم الأسر والشاب وقال: لا ينكر أحد الجهود المبذولة التي تقدمها الدولة ممثلة ببعض الجهات تجاه الشباب الذين انخرطوا في بعض التنظيمات الارهابية وندموا فتلك الجهود ساهمت بقدر كبير في اعادة الكثير من الشباب الى جادة الصواب، ومع هذا فما نزال بحاجة الى بذل الجهود المتواصلة لقطع دابر الارهاب بجميع اشكاله وتنظيماته ولعل غياب دور الاحياء (الحارة او الشارع) التي نسكن بها وافتقارها الى بعض الانشطة واعادة بعض وسائل الترفيه تساهم في اشغال وقت الشباب، مشيرا إلى أن الاعلام والمكتبة العامة والاتحادات الرياضية والمدرسة والمسجد كلها جهات عليها مسؤولية تجاه المجتمع. ويشير د.عبدالله بن عبدالرحمن الأسمري -أستاذ علم النفس المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الأسلامية- الى أن صدمة الأسرة نوع من أنواع اضطراب ما بعد الصدمة، حيث تعرف بأنها ردة فعل نتيجة معايشة حدث مؤلم أو أكثر يقوم أو يقع فيه أحد أفراد الأسرة، ويزداد الألم عندما يكون الحدث مخالفا لأعراف المجتمع أو مخلا بالمروءة مثل الانضمام للفئة الضالة وغيرها من الجرائم، ونركز هنا على جرائم الفئة الضالة التى تسعى لتخريب البلد الذي أمنوا وتربوا وعاشوا فيه، أو قتلهم لذويهم أو غيرها من الجرائم التي تخالف الشرع وجميع الأعراف. واضاف أن دور المجتمع مهم مع هذه الأسر من خلال الإسناد المجتمعي والوقوف بجانب الأسر المصدومة بكامل مؤسساته بشرط عدم التعاطف مع الجاني أو التأييد للسلوك المفعول، لأن عدم الوقوف بجانب هذه الأسر قد يتيح الفرصة لعصابات الضلال لاحتواء الأسر المصدومة أو تجنيد بعض أعضائها ولو بعد حين، وقد تستعين هذه الأسر باللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية أو غيرها من الجهات الحكومية أو الخيرية المتخصصة. الحماية من عصابات الفئة الضالة ويؤكد د.الأسمري أن الفائدة المرجوة من الاحتواء هي حماية هذه الأسرة والمجتمع من عصابات الفئة الضالة بالإضافة لإحساس الأسرة بأن المصيبة ليست عليهم فقط، بل هي شأن المجتمع ككل، كما أن الاحتواء أمر شرعي كما ورد في حديث الجسد الواحد مما يشعر المصاب بالأمن النفسي ليشعر بأنه لا يؤاخذ بذنب غيره، مضيفا كما أنه يجب على هذه الأسر بأن توضح موقفها علناً من هؤلاء الخارجين عن الدين والإنسانية وهذا يساعد المجتمع والمؤسسات على عدم التردد في احتوائهم. وقال: لقد أعجبتني عبارة لوالد منفذ العمل الاجرامي بالمدينة المنورة حيث قال لأمير تبوك :" نحن نبرأ إلى الله من هذا الفعل المشين ومن عمل هذا الشخص الذي فجر بمسجد رسول الله" ، ولم يقل ولدي، وهذا دليل واضح على الانكار العقلي لهذا العمل ومن قام به حيث انه تبرأ من هذا الابن الخائن لدينه ووطنه ولم يعد يصفه بأنه ابنه. ويؤكد د.عبدالهادي بن محمد الشهري -مساعد المدير العام لإدارة المؤتمرات بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية- ان ديننا الاسلامي يهتم بالاسرة ودورها في تربية الابناء ونشأتهم التنشئة السليمة والصحيحة، مضيفا بأنها نواة المجتمع الصالح والعمل على غرس القيم الإسلامية بين الابناء ومن اهمها احترام الوالدين والاخوان والاقارب، مضيفا أنه للاسف نجد في الآونة الأخيرة تغير كثير من المفاهيم والقيم الاجتماعية النبيلة وبدأنا نسمع ونشاهد استهداف الاقارب والوالدين بالقتل من قبل بعض الارهابيين المغرر بهم من قبل "داعش" الإرهابية ومن يدور في فلكها وهم في الاصل من ارباب السوابق او مدمني المخدرات، حيث يتسبب ذلك الارهاب في ايجاد صدمة نفسية قوية ومؤلمة للعائلة والاقارب وقد تؤدي في بعض الاحيان الى اضرار جسدية ونفسية يصعب علاجها. ويتناول د.الشهري دور الأسرة والمجتمع في التعامل مع الأبناء قائلا: يأتي دور الاسرة والمجتمع بعدم الضغط على الاشخاص الذين تعرضوا للصدمة، ومحاولة احتوائهم وادماجهم في المجتمع وعدم تذكيرهم بالحادث بشكل متكرر لان الانسان والحمد لله جبل على النسيان، وكذلك حثهم على التحلي بالصبر والهدوء النفسي واحتساب الاجر من الله سبحانه وتعالى. ويشير الى ان هناك فوائد مهمة للغاية من احتواء هذه الاسر التي تعرضت للصدمة ومحاولة ادماجها مرة اخرى في المجتمع وانقاذها من الاضطرابات النفسية التي قد تؤثر على حياتهم الاجتماعية، واعادة الثقة في دور الأسرة والاصدقاء والمجتمع والتي قد يفقدها من تعرض للصدمة. وطالب الشهري بتكاتف الجهود لإنقاذ الأسر المصدومة قائلا: لابد في هذه الحالة من تكاتف الجهود لإنقاذ هذه الاسر المصدومة وذلك باحتوائها من قبل مؤسسات الدولة واعادة تأهيلها وعلاجها نفسيا واجتماعيا، ويأتي دور وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية والصحة بما تحتويه من عيادات صحية ونفسية وكذلك وزارة الداخلية ومنظمات المجتمع المدني، والاعلام عليه دور كبير في التوعية والجيران والاقارب، كل هؤلاء مسؤولون عن التخفيف ومساعدة هذه الاسر المكلومة في ابنائها للخروج باقل الاضرار النفسية والاجتماعية من هذه المصيبة التي حلت بهم. مداهمة أحد أوكار الإرهابيين إرهابيان من معتنقي الفكر الضال قتلا والدتهما د. حمزة الطيار د. عبدالله الأسمري اللواء الركن علي التميمي د.عبد الهادي الشهري