معاذ بن خالد المسلَّم جاءت فكرة هذه المقالة من سؤال لأحد المغردات على وسم #المجتمع_الوظيفي، حيث بدا الحزن عليها وهي تسأل من خلال رمز حزين (Emoji)، وقد أشعل هذا بداخلي حماسة العودة للكتابة في مجال تخصصي، كيف لا ومن طبيعة الإنسان أن تمر به مرحلة الفتور والخمول في شتى مناطق ومفاصل حياته وهذه هي طبيعتنا البشرية، وعندما أصفها بالطبيعية أعني بذلك الشعور الوقتي الطبيعي وليس الشعور الدائم الذي ينم عن وجود جذور في العمق تكون هي النار الهادئة التي توقِدُ من وقت لآخر هذه المشاعر ولا تكاد تهدأ، والتعامل معها يتطلب أن يغوص صاحب الحالة -إن استطاع وحده- أو من خلال الاستعانة بمختص نفسي يسانده في سبر أغوار السبب العميق لمشاعر الحزن والاكتئاب. سأورد مجموعة من الأفكار التي أتمنى أن تساهم في كشف الغمّة والعبور عبر القنطرة إلى ضفة شعور أجمل : النيّة وهي عامل أساسي وقد لا يعرف الكثير عنها، فهل نيّتك من وجود في الوظيفة هي نيّة حبٍ أم نيّة خوف؟! *سأورد لاحقًا حديثًا مستقلاً عنها. أعمل على تنظيم خطة شخصية لك ترسم فيها أهدافك، ففي كل عمل ستجد فرصة للإضافة لشخصيتك وحياتك، أتذكر قبل سنوات كنت أعمل في إحدى الجهات الحكومية في خدمة العملاء وكنا نستقبل في اليوم ما لا يقل عن 100 شخص من مختلف الطبائع والطبقات، حينها وضعت لدي هدفاً حتى أجد المتعة في عملي وهو (هدفي أن أتعلّم مهارة التعامل مع الآخرين) وبعد برهة من الزمن وجدت أثر هذا الهدف في حياتي وشخصيتي. قد يكون وجود الفتور بسبب عدم تنظيم نفسك في العمل، كأن تراكم العمل وتؤجله ثم تشعر في داخلك بمشاعر تأنيب ولوم بسبب تعطيل عمل لأحدهم، أو عدم تقديم إنجاز وعملٍ يُذكر، فابدأ بنفسك وأعد تنظيمها. بعض الموظفين يرى أن الفتور تجاه العمل بسبب عدم معرفة التعامل مع شخصية رئيسه المباشر أو المدير وكما تعلم فإن لكل شخص مفتاح إذا عرفته ملكته، ولهذا تعلّم فن التعامل مع الشخصيات والأطباع وذلك من خلال دورة تدريبية أو قراءة كتاب في نفس المجال. لا تحرق نفسك بالعمل وأعني أن تنظّم جدول يومك في العمل، فالبعض يخصص بداية الصباح لتنظيم المهام ثم يبدأ بإنجازها، وبعد الظهيرة يخصصه للاتصال بالعملاء أو أصحاب الشأن وهكذا. لا تنقل عملك إلى بيتك، وبيتك إلى عملك، وكذلك لا تخلط همومك ببعضها؛ فتبقى في حيرة من أمرك لا تعرف بأيٍ منها تبدأ وتنتهي، دعني أقل لك رتّب مشاعرك وكذلك تعلّم فن التعامل مع المشكلات أو ما يظهر لك أنه مشكلة. كن صريحًا مع رئيسك إذا كنت تشعر بقلّة المهام لديك وترغب بالمزيد وتشعر بالحماسة تجاه الإبداع في العمل. خذ إجازة و روّح عن نفسك، ليس بالضرورة أن يكون داعي الإجازة سفرا أو عملا يتطلب التفرّغ له أو لا قدّر الله مرضا!، خذ الإجازة لتجديد نشاطك والاقتراب من أسرتك مثلًا بالاستمتاع بطقوس الصباح وزيارة الأماكن الجميلة. وازن بين الحياة والعمل ولا تغلّب جانبًا على آخر حتى لا تشعر بمشاعر السلبية وانعدام معنى الحياة أو ضعف تقديرك لذاتك. وأخيرًا.. أنت أعرف الناس بك، يستحسن أن تخصص لنفسك وقتًا تتعرف على نفسك فيه وتبني علاقة تعارف مع ذاتك، فربما من خلال عملية التكشّف تعرف أنك لست في مكانك أو ربما العكس وهنا تجد المعنى في حياتك وعملك.