تؤرق امتحانات الثانوية العامة الأسر المصرية وأبناءها لكن الأمر تحول الى خوف على المستقبل هذه السنة بالنسبة الى اعداد كبيرة من الطلاب بعد تسريب الأسئلة على شبكة الانترنت. وشعرت مئات الالاف من الاسر المصرية بالغضب اثر نشر صفحات على فيسبوك الاسئلة والاجابات النموذجية لعدة امتحانات زاعمة انها تهدف لاجبار المسؤولين على اصلاح التعليم ما دفع السلطات لالغاء بعض الامتحانات واعادة جدولة اخرى. يطلق المصريون على كليات الهندسة والطب والصيدلة والاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام اسم "كليات القمة" والتي يتطلب الالتحاق بها الحصول على معدلات عالية اذ يسود الاعتقاد بان خريجي هذه الكليات يحصلون على افضل فرص للعمل والارتقاء الاجتماعي. هناك 483 الف طالب مسجل بالثانوية هذا العام، بحسب الارقام الرسمية، وتنفق الاسر المصرية الاف الجنيهات على تعليم ابنائها سنويا املا في تمكينهم من الالتحاق بالتعليم الجامعي وخصوصا بكليات القمة. واحتج مئات الطلاب غداة قرار اعادة الامتحانات امام مقر وزارة التعليم في القاهرة رافعين لافتات كتب على احداها "دفعة الظلم 2016". ويقول الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية الحكومي كمال مغيث ان "مشهد التعليم في مصر الان فوضوي وعبثي والفساد مكون اساسي فيه". ويضيف ان التظاهرات التي حدثت بعد تسريب الامتحانات وقرار وزارة التعليم اعادة بعضها "هو احتجاج واسع للطلاب وقوى المجتمع على نظام تعليمي فاشل لا يعلم شيئا ومع ذلك يستنزف طاقة واموال الاسر لسنين". وتشكو الاسر المصرية من ان تدني مستوى التعليم في المدارس عموما يضطرها لالحاق ابنائها بدروس خصوصية تنفق فيها الاف الجنيهات سنويا. وقال مغيث "نظام التعليم لم يتغير ولا يزال مجرد كتاب وامتحان وواجب مدرسي رغم الامكانيات الهائلة التي تتيحها الوسائل التكنولوجية التي توفر الوقت والجهد. هناك صراع بين عقلية القرن الماضي البيروقراطية والعقلية الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا". لكن الطلاب يستخدمون التكنولوجيا للغش ومنها سماعات بلوتوث وتطبيقات الهاتف المحمول. ووعد وزير التعليم المصري الهلالي الشربيني مطلع تموز/يوليو ب"تغيير اسلوب تداول الاسئلة والاجوبة في ما يتعلق بالثانوية العامة اعتبارا من العام القادم" لمنع تسريب الامتحانات. واوقفت السلطات مسؤولين في وزراة التعليم كما قررت الحكومة نهاية الشهر الفائت طباعة الامتحانات في مطابع جهات سيادية (امنية)" لضمان عدم تسربها. ونشرت صفحات تسريب الامتحانات على فيسبوك مطالب محددة لتطوير التعليم في مصر ومنها صفحة باسم "شاومنج" طالبت ب"رفع اجور المدرسين وتطوير المناهج لتتناسب مع متطلبات سوق العمل". وقال الخبير مغيث ان "النظام التعليمي المصري يختزل التعليم كله ومستقبل الطلاب في امتحان الثانوية العامة". ويؤدي ذلك مع الاعتماد على اسلوب الحفظ والتلقين الى شيوع ظاهرة الدروس الخصوصية.