هدى موظفة تريد ن تعمل عملية ربط للمعدة وبعد المرور بخطوات العملية الروتينية استغرب طبيب التخدير قبل العملية مباشرة ان تركيز تشبع الاكسجين في الدم منخفض فكان 82 % والطبيعي كان فوق 90% فأجل طبيب لتخدير العملية وطلب مراجعتها لطبيب القلب وعند فحص المريضة تبين ان لديها لغط في القلب وتوسع في حجم الاذين والبطين الأيمن وارتفاع في الضغط الرئوي مما يزيد من احتمالية وجود ثقب بين الاذينين وعند عمل الأشعة الصوتية للقلب اثبتت هذا الثقب وان حجمه 10 ملم ويمكن اغلاقه عن طريق القسطرة ولكن الام كان لديها كثير من الأسئلة: هل الثقب خطير؟ وهل يحتاج الى عمليه؟ وهل تستطيع الزواج والحمل والولادة؟ وهل من واجبنا ان نخبر المتقدم لخطبتها عنه؟ ام أنه شيء طبيعي؟ ولأهمية هذه الاسئلة التي طرحتها الأم ولكثرة ترداد تلك الاسئلة من الآباء والامهات فسنفصل القول فيها الى ما يلي: الثقوب في القلب عند الكبار انواع متعددة لأنها تحصل في اماكن مختلفة من القلب ولكن سنحصر الحديث في هذا. السياق على ما ورد في حالة المريض أعلاه وهو الثقب بين الاذينين. الثقب بين الاذينين: الاذينان هما الحجرتان العلويتان في القلب ويفصل بينهما غشاء رفيع جدا يمنع اختلاط الدم غير المؤكسد في الاذين الايمن مع الدم المؤكسد "المحمل بالأكسجين" في الاذين الايسر وغالبا ما يكون الثقب صغيرا وينغلق في اول الطفولة ولكن إذا كان حجمه كبيرا نسبيا فانه يستمر الى مرحلة ما بعد البلوغ. ما سبب حدوثها؟ نسبة حدوثها حالة واحدة من كل ألف وخمسمائة ولادة، وهي تشكل حوالي 30-40% من جميع العيوب الخلقية بالقلب في الكبار والغالبية العظمى ليس لها سبب واضح معروف يمكن تفاديه فيجب الاّ يشعر الاب والام بتأنيب الضمير انهما كانا السبب في حصول الثقب في قلب الطفل!!. ولكن من المعروف ايضا ان مثل هذه العيوب تميل الى الحدوث في عوائل معينة أكثر من غيرها وان لم يكن لها نمط وراثي واضح وكذلك من المعروف ايضا انها تحدث بسبب التهابات فيروسية مثل الحصبة الالمانية-الروبيلا-او بعض الادوية او الكحول او بعض المواد المخدرة مثل الكوكائين إذا تعرضت له الام اثناء الحمل. كيف يتم اكتشافها لدى المريض؟ إما بسبب أعراض يشتكي منها المريض او بسبب لغط او اصوات في القلب سمعها الطبيب عند الفحص السريري الاعراض قد تكون ضيقة في التنفس او خمل وتعب مع ضيق تنفس عند المشي او خفقان او تورم في الارجل او ازرقاق في الشفتين او الاطراف الكثرة التهابات الرئتين واحتقانهما أو جلطة الدماغ لأن وجود الثقب بين الاذينين يسمح لأي جلطة من الساقين حتى وان كانت صغيره بالعبور الى الجانب الايسر ومن ثم عبورها الى شرايين الدماغ وحدوث الجلطة وحسب الاحصاءات الطبية فإن 70% من المرضى تظهر عليهم الاعراض المذكورة اعلاه قبل الوصول لسن الاربعين سنة. الزواج والحمل والولادة حسب حالة المريض ولكن الغالبية العظمى ممن لديهم ثقب بين الاذينين يستطيعون الزواج والحمل والولادة بشرط الا يكون هناك فشل في الجانب الايمن من القلب او ارتفاع شديد في الضغط الشرياني الرئوي او ازرقاق الشفتين واللسان بسبب مرور الدم من الجانب الايمن الى الايسر –عكس الطبيعي-ويجب ان يخبر أهل المصاب سواء الزوج او الزوجة أهل الطرف الاخر قبل عقد القران ثم هو بعد ذلك بالخيار لأنه "من غشنا فليس منا" فقد يحدث للطرف الاخر مضاعفات للثقب الذي بين الاذينين تضطر الطرف الاخر الى التضحية بالوقت والجهد والمال... إلخ. ماهي المضاعفات المحتملة؟ إذا كان الثقب كبيرا -بمعنى أن قطره أطول من 9 ملم- فإن ذلك يؤدي الى توجيه الدم بكمية أكبر الى الاذين الايمن وبالتالي يزيد الجهد على تلك المنطقة ويرتفع الضغط الرئوي ويتوسع الأذين الايمن والبطين الايمن واخيرا يسبب فشل الجانب الايمن من القلب وتجمع السوائل في الجسم وضيقة التنفس وإذا ارتفع الضغط الرئوي ستزداد كمية الدم المدفوع الى الاذين الايسر وهو دم غير مؤكسد وبالتالي يسبب ازرقاق الفم والاطراف ويحدث مع ذلك الرجفان الاذيني بأنواعه المختلفة. ومن المضاعفات المشهورة هي الجلطات الهوائية "فقاعات هوائية" تحدث في الغواصين عند خروجهم بسرعة من اعماق البحر حيث يكون غاز الهيليوم والنيتروجين مذابا في الدم ويجب ان يخرج عند طريق الرئتين بالزفير ولكن عند وجود الثقب فهو قد ينتقل الى الجانب الايسر "الدم المؤكسد" ويسبب انتقال فقاعات الهواء الى الشعيرات الدموية الطرفية مسببا آلاماً مبرحة حول المفاصل وعدم تركيز وقد يحدث تشنج. الخ. ومن المسائل الخلافية في هذا الموضوع هو علاقة الثقب بين الاذينين بصداع الشقيقة فالمشكلة ان كلاً منهما منتشر كثيرا وقد تكون العلاقة تصادفية وليست سببية. فقد ثبت ان صداع الشقيقة أكثر انتشارا في المرضى المصابين بالثقب بين الاذينين ولكن اغلاق هذا الثقب لا يؤدي دوما الى تحسن في صداع الشقيقة شدته او تكراره. العلاج: يعتمد على عمر المريض والاعراض التي يشتكي منها وحجم الثقب بين الاذينين والضغط الرئوي ومقاسات البطين الايمن فإذا قرر الطبيب الحاجة -حسب التفاصيل العلمية الدقيقة- لإغلاقها فهناك نوعان إما عن طريق القسطرة "وهناك شروط لابد من توافرها في ذلك الثقب لكي يمكن اغلاقه بالقسطرة" او اغلاقها بالجراحة. والخلاصة ان الغالبية العظمى من حالات ثقب القلب بين الاذينين حميدة ويسهل متابعتها وعلاجها وتحتاج الى متابعة دورية مع الطبيب سنوية حتى ولو لم يكن المريض يشتكي من اعراض وهي عموما لا تمنع المريض ولا أهله من ممارسة حياتهم الطبيعية وذلك حسب مرحلة المرض وتوجيه الطبيب المعالج. شكل جهاز الامبلاتزر بعد إغلاق الثقب بين الأذينين ضيق التنفس ونقص تشبع الأكسجين في الدم من أعراض الثقب بين الأذينين