كشفت جولة ميدانية ل "الرياض" عن أن ثمة قصورا وخللا فيما التزمت به وزارة الصحة من تأمين مراكز صحية لكل 300 شخص عبر تأكيد سبق وأن أدلت به الوزارة أمام مجلس الشورى وضمنته حرصها على الوصول إلى كل القرى والهجر، وأنها تعتمد في ميزانيتها سنوياً إنشاء 150 مركزاً جديداً وأن التجهيزات واحدة في كل مركز، فواقع الحال يؤكد هذا الاحتياج الذي ما زال يؤرق العديد من القرى والمحافظات، إذ تعاني قرية " عرعر" التي تبعد 80 كيلا عن محافظة العلا وتجاوز عدد قاطنيها حسب التعداد السكاني قبل خمس سنوات 3000 نسمة وتخدم أكثر من 30 هجرة وتعتبر على مفترق الطرق للقادم من تبوك والعلا والمدينة في الاتجاهين، تعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية، ووفقاً لإفادة رئيس مركز القرية مرزوق بن محمد الزبني فمطالبات الأهالي بمركز صحي منذ 30 سنة مستمرة مقابل تجاهل الوزارة لإنشاء المركز رغم الرفع بالاحتياج من قبل مدير القطاع الصحي بالعلا عام 1407 ودعمه بقرارات مجلس منطقة المدينةالمنورة التي كان آخرها قبل ثماني سنوات. سكانها يربون على ثلاثة آلاف وتتبعها عشرات الهجر .. وعيادة طبية تخدمها بيوم واحد دعم سخي .. وانتظار ثلاثة عقود وأجمع عدد من الأهالي على أن الدولة تدعم الصحة بسخاء وكثيراً ما تشدد الأوامر الملكية على الاهتمام بالمواطن، " إلا أننا ومنذ ثلاثين عاماً ونحن ننتظر مركز رعاية صحية..!"، مطالبين وزير الصحة بزيارتهم للوقوف ميدانياً على حاجتهم للخدمات الصحية، أما رئيس مركز عرعر الشيخ مرزوق الزبني الذي أكد أن الوضع مازال كما هو فيما يخص الحاجة لمركز صحي وقال: راجعت الشؤون الصحية لمنطقة المدينةالمنورة وفي السابق قال لي مديرها إنه لن يتم إحداث المركز إلا بأمر من إمارة المنطقة، ومؤخراً قال "ما عندنا فلوس.."، وتابع متعجباً.. كيف تعجز ميزانية الصحة التي تحظى بدعم حكومي سخي بالمليارات عن إحداث مركز صحي لأناس من أبناء الوطن هم بأشد الحاجة لمراعاة صحتهم، وأضاف" كل ما نريده طبيب وممرضة على الأقل والمبنى تبرعنا به للوزارة وكذلك مازلنا على استعداد للتبرع بسيارة الإسعاف". الهلال الأحمر يسبق المركز وأشار الزبني إلى افتتاح مركز للهلال الأحمر رغم حداثة تقديمهم بطلب لافتتاحه وقال إن مرضى السكر أصبحوا يترددون على المركز لإسعافهم وكذلك افتتاح مركز للشرطة بعد طلب أهالي القرية لذلك منذ نحو أربع سنوات فقط، بينما مضت 30 سنة والمطالبات متكررة بإنشاء المركز الصحي.. ولاشك أن صحة الإنسان مهمة كأمنه ورغم تعاقب الوزراء على وزارة الصحة إلا أن الوضع مازال كما هو ولم تؤثر موافقة مدير الشؤون الصحية بالعلا عام 1407 واعتماد الأرض ضمن المخطط القروي وقرار مجلس منطقة المدينةالمنورة الصادر عام 1429 الذي يشدد على سرعة إنشاء المركز الصحي. استبشار بالربيعة وعبر الزبني عن تفاؤله واستبشار أهالي القرية الذين يتجاوز عددهم ثلاثة الاف وأهالي 30 هجرة تابعة لمركز عرعر بتعيين د . توفيق الربيعة وزيراً للصحة، مطالباً " الرياض" بإيصال صوت سكان المنطقة للوزير الذي نجح في معالجة الكثير من المشكلات بوزارة التجارة وكان محل ثقة خادم الحرمين الشريفين والمواطنين وقال" نحن على ثقة بتفاعل د. الربيعة مع طلبنا لإنشاء المركز الصحي ورفع معاناة الكبار والصغار والرجال والنساء من أهالي القرية" مشيراً إلى قيام الشؤون الصحية بمحافظة العلا التي تتبع لها "قرية عرعر" بمسح ميداني في بداية السنة الحالية ورصد 30 مسناً حالاتهم الصحية تستوجب الرعاية المنزلية العاجلة. عيادة طبية في يوم واحد وزيارة للعجزة من جهته، أكد د. محمد الشاماني مدير القطاع الصحي في محافظة العلا حاجة قرية عرعر الماسة لمركز صحي، منوهاً بحرص ولاة الأمر على توفير الخدمات الصحية لا سيما القروية منها، متمنيا أن تنال قرية عرعر نصيبها كمثيلاتها خلال السنوات المقبلة وقال ل"الرياض" إن مركز عرعر الصحي من المشروعات المدرجة ضمن أولويات احتياج منطقة المدينةالمنورة بالترتيب العشرين للعام 371438 على مستوى قرى المنطقة، معبراً عن أمله أن يرى النور قريبا لحاجة القرية لخدماته، ونبه إلى تكليف مركز قرية الجديدة للرعاية الأولية مؤخرا بتغطية عيادة طبية بقرية عرعر يوما في الاسبوع إضافة الى القيام بزيارات منزلية للحالات المقعدة. إلى ذلك تضمن الهدف الاستراتيجي الأول للصحة التخطيط للوصول بخدماتها لكل المناطق، وتؤكد الوزارة في إفادتها للشورى سعيها لتلبية حاجة المواطن أينما كان، موضحة في أحد تقاريرها السنوية مؤخراً وجود 1600 مركز صحي في القرى والهجر على مستوى المملكة مقابل 600 في المدن، مؤكدةً نجاحها الكبير في القرى من خلال رضا الناس بينما العكس في المدن بسبب اختلاف تطلعات ابناء المدن خصوصاً بالمقارنة مع المراكز الخاصة. تساؤلات للصحة.. وتبقى التساؤلات قائمة، فلماذا لم يتم إنشاء مركز صحي ل" قرية عرعر"، ولاتجد مطالبات الأهالي تجاوباً من الوزارة منذ 30 سنة إلا بوعود شفهية لا ترى على أرض الواقع؟ ولماذا تتجاهل الصحة حق الأهالي في الاستفادة من خدماتها رغم وجود أكثر من قرار بشأن الموافقة على إحداث المركز منذ موافقة مدير الشؤون الصحية بالعلا المشار إليه وقرار مجلس منطقة المدينةالمنورة الصادر عام 1429 وتشديده على إنشاء المركز واعتماد أرضه في المخطط القروي وحصول الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة على صك الأرض وتحديداً منذ أكثر من أربع سنوات..؟ مركز صحي الجديدة من الداخل.. يغطي عرعر بعيادة طبية أسبوعية..! د. توفيق الربيعة مرزوق الزبني د. محمد الشاماني