كشفت الصحف التركية عمّا يسمّى بالوثائق السرية التي توضح سبب قيام الانقلابيين بمحاولة الانقلاب قبل 6 ساعات من الموعد المحدد له. وأشارت الوثائق بحسب صحيفة (حرييت) إلى أن محاولة الانقلاب كان من المقرر أن تبدأ في تمام الساعة الثالثة صباحاً، في وقت يكون فيه الناس نياماً، إلا أن هاتفاً تلقّاه رئيس هيئة الأركان التركي "خلوصي أكار" يفيد بوجود محاولة انقلاب على حكم أردوغان، قلب الأمور رأساً على عقب، وأجبر الانقلابيين على البدء بمحاولتهم الانقلابية في تمام الساعة التاسعة ليلاً، أي قبل 6 ساعات من الموعد المحدد. وبحسب وسائل إعلامية تركية قام أكار بالاتصال بقائد الجيش الأول "أوموت دوندار"، مطلعاًإياه بالمعلومات التي وصلت إليه، والذي قام بدوره على الفور بالاتصال بأردوغان، في أثناء تواجده في فندق مارماريس، قائلاً له: سيدي الرئيس أنتم الرئيس الشرعي لهذا البلد، وأنا تابع لكم، أطلب منكم التوجه بدلاً من أنقرة إلى إسطنبول، وأنا سأؤمن لكم الحماية الكاملة في أثناء وصولكم". وبالفعل عندما وصلت المروحيات الثلاثة إلى فندق مارماريس لاقتحام الفندق، كان أردوغان قد غادره قبل 44 دقيقة من وصول القوات الانقلابية، والتي اشتبكت مع الحرس الشخصي لأردوغان، وقتلت واحدا من الشرطة المتواجدة في جوار الفندق، وتسببت بأضرار بالغة في الجوار. وتشير الوثائق السرية إلى أن القوات الانقلابية التي داهمت الفندق، كانت لديهم أوامر مباشرة إما باعتقال أردوغان أو قتله. وكشفت الوثائق السرية وفق الخطة التي أعدها الانقلابيون، بأنهم كانوا سيقومون فور نجاح العملية الانقلابية بفرض حظر تجوال في تمام الساعة السادسة صباحاً، وتشكيل لجنة إدارية عرفية، لتسيير الشؤون، بالإضافة إلى ضم الشرطة تحت لواء القيادات العرفية. وتوضح الوثائق أنه كان سيتم اتخاذ الإجراءات الأمنية والإدارية اللازمة من قبل قيادات اللجنة العرفية بحق كل من يتوانى في أداء مهامه من العناصر المكلفة. وتشير الوثائق إلى أنه كان سيتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحصول على الدعم الشعبي، من خلال إنشاء لجنة الوفاق الوطني، وأنه كان من المقرر نشر كافة التعليمات والإجراءات الجديدة عبر الموقع الرسمي لرئاسة هيئة الأركان العامة. كما كان سيتم في حال نجاح محاولة الانقلاب وفق الوثائق السرية إلقاء القبض واعتقال الآلاف من المؤيدين للحكومة، ومقاضاتهم في محاكم عسكرية. وتؤكد الوثائق أنه تم تجهيز أسماء القضاة البالغ عددهم 18 قاضياً، والذين سيعملون على محاكمة المعتقلين، في محاكم عسكرية والتي كان من المزمع إنشاؤها في كل من والولايات التالية: "إزمير، أنقرة، دياربكر، فان، شرناق، أسكي شهير، غازي عنتاب". في الاطار ذاته قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي امس إن الحكومة التركية لم يكن لديها أي علم بمحاولة الإنقلاب الفاشلة يوم الجمعة قبل أن تبدأ فعلياً في تناقض واضح مع بيان سابق لقيادة الجيش. وفي وقت سابق قالت هيئة الأركان العامة للجيش إنها تلقت معلومات مخابراتية بأن هناك محاولة انقلاب في الساعة 4 عصراً بالتوقيت المحلي (1300 بتوقيت غرينتش) يوم 15 يوليو وإنها أخطرت السلطات المعنية. وأغلق الجنود جسرين في اسطنبول قبل الساعة 10.30 مساء (1930 بتوقيت غرينتش) بقليل وسمع صوت إطلاق نار في العاصمة أنقرة بعدها بفترة وجيزة. وقال قورتولموش للصحافيين إن 9322 شخصاً قيد التحقيق حالياً لصلتهم بمحاولة الإنقلاب. ونفى صحة تقارير تحدثت عن فقد أي قطع بحرية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة. رئيس هيئة الأركان الجنزال خلوصي أكار أبلغ أردوغان بمحاولة الانقلاب