سمير هلال قررت معظم فرق «دوري عبداللطيف جميل» والأولى اقامة معسكرات خارجية تأهباً للموسم الرياضي الجديد وهي مكلفة مادياً، على الرغم من أن جميعها مديونة، كبيرها وصغيرها. يا ترى هل تحقق هذه الفرق الفوائد الفنية من معسكراتها أو أنها للترفيه والسياحة؟.. وهل بالإمكان الاستغناء عن المعسكرات الخارجية والاكتفاء بالداخلية كحل بديل. عن هذه الموضة الموسمية يقول المدرب الوطني سمير هلال: «الأندية تعاني من شح المادة لكن المعسكرات شر لا بد منه، والأندية مجبرة عليها، بيد أنها مضطرة لأخذ قرض أو سلفة من أي جهة لإقامة المعسكر، وفترة الإعداد أهم فترة للموسم الرياضي الجديد، وشخصياً أشبه هذه الفترة بأساس البيت الجديد، فلا بد أن تضع أساساً ليكون فريقك جاهزاً لموسم رياضي قوي، والمدرب إذا لم توفر له معسكرا يمثل له مشكلة كبيرة، وبالتالي سيضع اللوم على الإدارة وسيؤكد لها أن أي إخفاق ليس مسؤوليته». وحول المعسكرات الداخلية يقول هلال: «هناك الطائف وأبها والباحة، ولكنهما غير كافيتين إطلاقاً، وإذا افترضنا أن كل منطقة استضافت فريقين فانه لن يكون هناك مجال للفرق الأخرى، والأندية تريد ملاعب متخصصة لتدريبات صباحية ومسائية وبعض الفرق تتدرب على ثلاث فترات، والآن لا تستطيع إقامة معسكر داخلي، إضافة إلى هذه المناطق خلال فترة الصيف تكون إيجاراتها مرتفعة جداً، وهناك دول مثل تركيا والنمسا وتونس اسعارها مناسبة وتعسكر فيها الكثير من الفرق السعودية بالتنسيق مع شركات متخصصة توفير ملاعب كرة القدم والسكن والنادي الصحي في موقع واحد، والمباريات الودية حسب البرنامج الذي يضعه المدرب». وأضاف: «لا اتفق إطلاقاً مع من يقول إن المعسكرات الخارجية أصبحت ترفيهية، هناك معسكرات غير جيدة لأنها لم تحقق الأهداف المرجوة، لكن بشكل عام المعسكرات الخارجية ليست للترفيه والنزهة إطلاقاً، بل انها عمل متعب جداً وبصراحة من يذهب لزيارة معسكرات الأندية يرى بعينه عملا جبارا وكبيرا، وفترة الإعداد أصعب فترة على اللاعبين، وهناك من يشبهها بالترفيه بمجرد أنهم رأوا اللاعبين في جولة تسويقية، وهذا أمر طبيعي جداً لأن المدرب يضع بين برنامجه لفترة الإعداد التي ربما تمتد إلى 25 يوماً أياما للراحة، يتنفس فيها اللاعبون». فوائد عديدة الدكتور عبدالعزيز السلمان أستاذ التربية وعلم النفس والتربية البدنية بجامعة الدمام، يقول عن المعسكرات الخارجية: «المعسكر لأي فريق قبل المنافسة أمر مهم جدا وله العديد من الفوائد سواء كان ذلك من النواحي الفنية أو الخططية والتكتيكية أو الجوانب النفسية والاجتماعية، ففي عالم كرة القدم وأي رياضة جماعية تتكامل هذه الجوانب مع بعضها البعض من أجل الظهور بفريق يحمل طابعا خاصا وطريقة مختلفة عن غيره من الفرق فعلى سبيل المثال يمكن معرفة تجانس الفريق داخل الملعب من خلال الترابط والروح القتالية العالية التي يتمتع بها الفريق أي ربما يكون هناك جانب واحد يتميز به الفريق يعتبر مفتاح الانتصارات لديه، ولو تحدثنا عن كل جانب على حدة، فالجانب الفني في المعسكرات يكون بشكل أفضل خصوصا بالأندية السعودية والتي كما نعلم لا يطبق بها الاحتراف الحقيقي لأن اللاعب يكون أكثر انضباطا والتزاما بالحصص التدريبية سواء الصباحية أو المسائية لأنه داخل المعسكر متفرغ تماما ومنعزل عن مشاغله الخاصة والالتزام بالحصص التدريبية يكسبه اللياقة البدنية العالية والجدية في التدريبات، أما الجانب الخططي والتكتيكي فنجد الفرق عادة تعسكر قبل بداية الدوري بشهر أي أن كل ما يخطط له المدرب من طرق لعب تطبق داخل المعسكر وفي المباريات الودية التي يخوضها الفريق أي أن اللاعبين سيتعودون على تطبيق تكتيكات المدرب الأمر الذي يعطي فرصة للاعبين لفهم هذه التكتيكات وأيضا يكون له فرصة التعديل لو حدث أي قصور من اللاعبين، الأمر الآخر وهو التعرف على إمكانيات اللاعبين خصوصا الجدد منهم سواء كانوا المتعاقدين أو المنتقلين حديثا للفريق والوقوف على مدى الانسجام بينهم وبين المجموعة، ففترة وقوف الدوري تعتبر الفترة النشطة في الانتقالات والتعاقدات، أما الجانب الاجتماعي فإن المعسكرات هي فرصة لفهم اللاعبين بعضهم البعض والتعرف والتقارب وإلغاء أي حساسية ببن اللاعبين بل وزيادة في الصداقة من خلال الالتقاء المباشر، وهذا الأمر بالتأكيد سينعكس إيجابا على الأداء داخل إضافة الملعب، ويجب على المدربين ومديري الفرق الاهتمام بهذا الجانب وبشكل كبير، أما الجانب النفسي فهو لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى ويجب على إدارة الفريق التأكد بأن اللاعب لا يعاني من أي مشكلات داخلية مع الفريق أو خارجية مثلا بالأسرة أو المجتمع المحيط به، والمعسكرات لابد أن يصاحبها جوانب ترفيهية وجرعات تحفيزية إيجابية من أجل أن يصل اللاعب الإحساس بالراحة مع الفريق والشعور التام بأنه سيقدم أفضل ما لديه، وتواجده بالمسار يشعره بالمسؤولية وان إدارة النادي قدمت كل ما لديها حتى يظهر الفريق بأفضل حالاته في المعسكرات الخارجية والتي لها طابع خاص ومختلف عن المعسكرات الداخلية، وهي ضرورية بل وحتمية لأي فريق بغض النظر عن درجته، وعلى الرغم من أهمية المعسكرات وفوائدها إلا أنها لا تخلو من بعض العيوب والتي أهمها أن بعض الفرق تقيم معسكرا في أجواء مختلفة عن أجواء المملكة وفي بلدان باردة أو ذات أجواء معتدلة وهذا الأمر لا يعطي فائدة كبيرة للاعب واختلاف الأجواء له تأثير في الأداء وهناك بعض اللاعبين لا يتقيد بمواد النوم المجدولة بالمعسكر فتجدهم مرهقين في الفترة الصباحية، وبعض الفرق تحمل نفسها أعباء مادية كبيرة لإقامة المعسكرات وتضيف اعباء مالية أحد أسبابها المعسكر، وعلى الرغم من ذلك نجد أن عددا كبيرا من الفرق بغض النظر عن مستوياتها تسعى جاهدة لإقامة معسكر خارجي من أجل وضع الكرة في ملعب اللاعبين وحتى يقال ان الإدارة لم تقصر وقدمت ما عليها فتجدها تحاول دفع مبلغ المعسكر بأي طريقة سواء من أحد أعضاء الشرف أو سلفة بنكية أو غيرها، وأنا شخصياً أرى أن المعسكرات الداخلية أيضا تقدم فوائد المعسكر الخارجي إلا أن معظم الفرق تفضل المعسكرات الخارجية لعدم كشف أوراقها ولعب مباريات ودية أقوى، وما يجعل الفرق تستمر في مثل هذه المعسكرات على الرغم من تكلفتها هو أن الأمل بتحقيق نتائج أفضل للفريق، الأمر الآخر هو الضغوط الجماهيرية التي تطالب بأن يكون الفريق في أفضل حالاته ولن يأتي ذلك إلا من خلال المعسكر الخارجي، والحل يكمن في معرفة الفريق لإمكانياته وقدراته، وعلى إدارات الأندية أن تكون أكثر شجاعة وتدرس حاجتها الفعلية من المعسكر في ضوء الإمكانيات المتاحة وعدم الانجراف خلف رغبات مكلفة لأن هذا الأمر ربما يؤدي لعواقب مادية سلبية تؤثر على نتائج الفريق أو تؤخر رواتب اللاعبين، وعلى إدارة النادي مسك العصى من المنتصف ليسير الفريق بشكل سليم». ويشيد السليمان بنقطة يراها مهمة للغاية وتحمل الأندية من الديون مسستقبلا: «الهيئة العامة لرعاية الشباب تحاول الحد من هذا الأمر بعدم تسجيل اللاعبين للفرق التي لديها مديونيات، وهذا لا يكفي بل يفترض أن تكون رقابة مستمرة طوال الموسم حتىلا يتمادى الفريق في الديون الأمر الذي ينعكس عليه وبالتالي على مستوى الرياضة في المملكة بشكل عام». الخارجية أفضل أكد المدرب الوطني عبدالعزيز الضويحي أن فترة الإعداد تحتاج لمعسكر من فترة 15 يوماً حتى شهر، وتعتمد عادة على الكشف الطبي والأحمال اللياقية والرؤية والمنهج التكتيكي للفريق وهي عوامل تحتاج لوقت ومكان مناسبين وقال: «الأجواء في الصيف هنا لا تساعد كذلك مشاغل اللاعبين، فالأفضل بأن يكون معسكرا خارجيا يكون فيه الانتظام والانضباط واللاعبين في مكان واحد ومتفرغين تماماً للتدريبات، على فترتين صباحية ومسائية وهذا يحتاج لأجواء مناسبة خصوصاً أن التدريبات تصل إلى أربع ساعات أحياناً ومجملها في الجانب البدني واللياقي، ومن هنا نرى أن المعسكر الخارجي أفضل وأكثر فائدة فنياً ولياقياً مع توفر مباريات مناسبة ومتدرجة فنياً، وأغلب المعسكرات يتكفل بها أعضاء شرف ولا يتحمل النادي كثيراً من الجانب المادي». عبدالعزيز الضويحي د. عبدالعزيز السلمان