في صفحات التاريخ الرياضي رموز ورواد سطروا ملاحم من العطاء الإداري عبر عقود من الزمن الماضي الذي كانت الأندية تعيش على الهبات عبر تلك الأيادي البيضاء المعطاء حسب قدراتها وإمكانياتها المادية المتوفرة وبذلك الولاء الصادق لوطنها ولمدينتها ولكيانها الرياضي الذي تنتمي إليه بحب صادق يدفعها لأن تقدم كل ما تملك لذلك الفريق الذي تشرفت برئاسته عندما كانت كل الأندية لا تتلقى أي دعم محسوب من الدولة وخرجت من هذه المكونة مثقلة بالديون وتحمل معها أوجاعاً جسمانية وصلت إلى حد فقدان البصر أو ضعفه وارتفاع في السكر والضغط ناهيك عن تلك الديون التي تراكمت على هذه الفئة من الإداريين القدامى الذين أخلصوا لأنديتهم هم الآن مقعدين وبعضهم انتقل إلى جوار ربه خلف وراءه صفحات مليئة بالعطاء وإرثاً رياضياً مكتوباً بحروف مرصعة بماء الذهب يظل تاريخاً تتذكره الأجيال القادمة. في مدينة عنيزة يوجد ابن من أبنائها اعتقد أنه من أقدم رؤساء الأندية هو صالح عبدالعزيز الواصل رئيس نادي النجمة سابقاً والذي ضحى بكل شيء حتى بصحته في سبيل تقديم لوحة رياضية وطنية خرج من هذا المجال من دون أن يجد أي تكريم يليق به ويرفع من حالته النفسية التي يعيشها الآن بكل ألم وحسرة على هذا التجاهل والجفاء الذي أصبح هو السمة السائدة في عصرنا هذا من دون أن نجد من المسؤولين من يتحمل مسؤولية التكريم المستحق لهؤلاء الأفذاذ الذين وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن. حوارات ومناقشات طائشة ربما لا تلامس الواقع الحياتي لهؤلاء ونحن نطالب عشرات المرات بنظرة وفاء لكل المخلصين في جميع التخصصات الرياضية الذين عملوا في عصر الهواية ذلك العهد الجميل الخالي من المصارعة مع أرقام الملايين ودلع اللاعبين الذين يركبون السيارات ويملكون الملايين من دون أن يقدموا العطاء الذي يتوافق مع ما يقبضون لرفع شأن كرتنا في المحافل الدولية وقد فقدت بريقها حتى أصبحنا في مؤخرة الدول. وآه يا زمان العجائب وكل عام وأنتم بخير. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم