بعد شهر من الصيام وتعود الجسم على استقبال نوعية من الغذاء في أوقات معينة، تأتي مرحلة عيد الفطر والذي يتغير فيها نظام الأكل ونوعيته ووقته ووقت النوم. هذا التغيير مرتبط بتغيير في أوقات إفراز الهرمونات المتعلقة بالغذاء وبكل الإنزيمات الهاضمة. تناول كميات كبيرة من الطعام في صباح العيد تشكل مشكلة كبيرة على الجسم وحمل لا تستطيع أجهزة الجسم تحمله والتعامل معه ولهذا أنصح بالتقليل من تناول الأطعمة في أول أيام شوال ومحاولة التدرج في تغيير نمط الغذاء نوعية ووقتاً. من يصوم الست من شوال قد يناسبه البدء مباشرة بعد العيد في صيامها لكون الجسم لازال مبرمجا على الصيام. كل أعضاء الجسم تتأثر بتغيير الصيام بدء من المعدة والأمعاء والجهاز الدوري بما فيه القلب والشرايين والأوردة وحتى الخلايا تتأثر، ولهذا التدرج في تغيير الطعام ووقته يساعد تلك الأجهزة على التكييف التدريجي مع الحالة الجديدة. من الخطاء الشائعة تناول الكثير من الغذاء الدسم والحلويات في أول أيام العيد بحكم العادات والتقاليد والمعايدات بين الأهل والأقارب، وقد لا تتصورون كم من الحالات التي ترد لأقسام الطوارئ بالمستشفيات بسبب تلبك المعدة وغيرها كثير من حالات المعاناة التي لا تتوجه للمستشفيات. هناك فئات خاصة من الناس تتأثر أكثر من غيرها وهم مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط والقلب وغيرهم، وصغار السن، وأصحاب الأجهزة المعوية الحساسة، ومرضى التهاب المعدة والأمعاء والقرحات. من المقترحات المفيدة للتدرج في تعديل النمط الغذائي هو تقليل تناول الغذاء في وسط النهار والاكتفاء بالوجبات الخفيفة في الصباح والمساء مع الاستمرار في تناول كميات كافية من الماء وتقليل المشروبات المحلاة بما فيها العصيرات. من الأغذية التي يجب التقليل منها : اللحوم والحلويات والمقليات والمكسرات، ومن أخطر الأمور التي يجب التنبه لها هي ادخال الطعام على الطعام بحكم الحرج الاجتماعي والضيافة في كل بيت نزور فيه قريب أو صديق، مهم أن يكون الفارق بين الوجبات لا يقل عن ثلاث ساعات، وتكون الوجبات صغيرة وغير عالية السعرات. نحمد الله على تمام الصيام ومن تمام حمده أن ننفذ أمره، قال الله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).