وصلت جثث تسعة إيطاليين قتلهم متشددون في هجوم على مطعم في حي راق في عاصمة بنغلاش الاسبوع الماضي إلى روما على متن طائرة عسكرية يوم الثلاثاء. ومعظم القتلى العشرين الذين سقطوا في الهجوم الذي بدأ في وقت متأخر من ليل الجمعة أجانب من اليابان والهند والولايات المتحدة بالاضافة إلى إيطاليا. وقطع الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا جولة في أمريكا اللاتينية بعد الهجوم وعاد إلى روما حيث كان في إنتظار وصول الطائرة يرافقه وزير الخارجية باولو جنتيلوني. وانزلت تسعة توابيت ملفوفة بالعلم الايطالي من الطائرة وقام قساوسة كاثوليك برشها بماء «مقدس» في حضور اسر الضحايا. وقال مصدر قضائي إن محققين في روما يحققون لمعرفة ما إذا كان الايطاليون قد تم استهدافهم بشكل خاص في الهجوم على المطعم الذي يتردد عليه اجانب في داكا. وستخضع جثث الضحايا الإيطاليين لفحوصات الطب الشرعي.الى ذلك حذر تنظيم داعش من مزيد من الهجمات في بنغلادش، مضيفا في تسجيل مصور إن الهجوم على مطعم في داكا الذي سقط فيه 20 قتيلا الأسبوع الماضي مجرد «نقطة من بحر».وكان خمسة مسلحين من بنغلادش معظمهم من عائلات ميسورة الحال وليبرالية اقتحموا المطعم الفاخر يوم الجمعة وقتلوا بعضا من رواده ومعظمهم أجانب من إيطالياواليابان والهند والولايات المتحدة قبل أن تداهم الشرطة المطعم وتقتل المسلحين بالرصاص.وقال رجل عرف نفسه في التسجيل المصور -الذي التقطته موقع سايت الذي يتابع مواقع المتشددين على الانترنت- بأنه أبو عيسى البنغالي «ما أحداث الأمس القريب التي شهدتموها في بنغلادش إلا جزء يسير من القادم الذي ينتظركم بإذن الله.. سوف نواصل حتى تخسرون وننال النصر.»(!!) وكانت بنغلادش رفضت إعلان التنظيم مسؤوليته عن هجوم يوم الجمعة وألقت باللوم على جماعة متشددة محلية. وكان هذا أحد أدمى الهجمات في بنغلادش حيث أعلن تنظيم داعش وتنظيم القاعدة مسؤوليتهما عن عدد من جرائم قتل ليبراليين وأفراد أقليات دينية خلال العام المنصرم. وتنفي الحكومة كل هذه المزاعم. ورغم أن بنغلادش رفضت إعلان التنظيم المسؤولية عن هجوم يوم الجمعة إلا أن الشرطة بدأت تصعد إجراءاتها الأمنية بعد التهديد الصادر في التسجيل المصور. وقال شهيد الرحمن نائب المفتش العام بشرطة بنغلادش «نأخذ القضية مأخذ الجد. كل وحداتنا المعنية تعمل دون كلل.»وتعتقد الشرطة أن جماعة مجاهدي بنغلادش المحلية التي بايعت تنظيم داعش لعبت دوراً مهماً في تجنيد مجموعة من الشبان المتعلمين ميسوري الحال الذين نفذوا الهجوم. وقالت الشرطة إنها تبحث عن ستة أفراد في هذه الجماعة يشتبه أنهم ساعدوا المهاجمين. ولكن خبراء أمنيين يقولون إن حجم الهجوم على مطعم (هولي أرتيزان) ودقته يشيران إلى توجيه ما من جماعات متشددة من خارج البلاد. وقال مسؤولون في داكا الثلاثاء إن القوات الخاصة (الكوماندوس) قتلت بطريق الخطأ بالرصاص أحد كبار الطهاة بالمطعم أثناء العملية التي شنت لإنهاء حصاره. وقال ه.ت. إمام المستشار السياسي لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة إن مسؤولين أمنيين قالوا أيضا إنهم رأوا تحذيرات على الانترنت بخصوص هجوم وشيك يوم الجمعة وأمروا الفنادق والمطاعم الكبرى في المنطقة التي يوجد بها المطعم بإغلاق أبوابها. إلا أنه أضاف أنهم لم ينجحوا في تحديد الهدف الفعلي للهجوم.