اشتهرت البرازيل طيلة عقود بأشياء معينة فقد اشتهرت بكرة القدم والرمال ورقصة السامبا التي أضحت معروفة في شتى ارجاء المعمورة والآن تتجه البلاد إلى الاشتهار بشيء آخر لم يخطر على بال. فقد عمد ملاك مزارع الدواجن في البرازيل الى زيادة منتجاتهم من الدواجن لانتهاز الفرصة التي لاحت لهم في الأفق في دول الشرق الأوسط وشرق وغرب آسيا التي أضحت تستهلك كميات كبيرة من هذه الطيور ومن المتوقع أن تتفوق البرازيل في صادرات الدواجن على الولاياتالمتحدة وأن تصبح المصدر الأول للدواجن في العالم بحلول نهاية العام الحالي. وظهور البرازيل التي تعتبر الآن أكبر مصدر في العالم للحوم البقر وفول الصويا كمصدر رئيسي للدواجن يدل على أهميتها المتنامية في عالم الزراعة. وستجعل الطريقة الانتاجية الاقتصادية للبرازيل وصفقاتها التجارية الواعية مع الدول النامية منافسيها التجاريين من الدول الأخرى يجأرون بالشكوى خلال السنوات القليلة القادمة. ففي عام 1997 كانت صادرات البرازيل من الدواجن أقل من ثلث صادرات الولاياتالمتحدة للدواجن غير أن الانتاج انطلق بقوة منذ عام 2000 حيث زاد انتاج البلاد من الدواجن بنسبة 20 في المائة خلال العامين الماضيين وأصبحت البرازيل تصدر الآن الدواجن إلى 127 دولة في العالم وتسيطر على نسبة 36 في المائة من حصة تجارة الدواجن في العالم طبقا لما أوضحه اتحاد مصدري الدواجن البرازيليين. وتمثل منطقة الشرق الأوسط وآسيا وبصفة خاصة الصين السوق الرئيسي لصادرات البرازيل من الدواجن ومع فشل التجارة الحرة المقترحة مع الامريكيتين والاتحاد الاوروبي فقد تمكنت البرازيل من ايجاد علاقات تجارية أوثق مع الدول النامية، ويعمل الرئيس البرازيلي لويز اناكيو لولا دي سيلفا باجتهاد الآن لاقامة علاقات أفضل مع دول مثل الصين وروسيا والهند. وتحرص الصين بشكل خاص على تعزيز علاقاتها التجارية مع أمريكا اللاتينية ووعد رئيس الوزراء الصيني هو جينانو الشهر لماضي باستثمار أكثر من مائة مليار دولار في المنطقة خلال العشر سنوات القادمة. وسوف يستفيد مصدرو الدواجن البرازيليون من صفقة تجارية قال مسؤولون حكوميون بأن قيمتها ستبلغ مائتي مليون دولار سنويا بحلول عام 2005، وستساعد هذه الاتفاقية في زيادة صادرات الدواجن البرازيلية إلى المنطقة والتي زاد استهلاكها للدواجن البرازيلية في الوقت الذي تقلص فيه استهلاك الدواجن الآسيوية بسبب المخاوف من انفلونزا الطيور فقد زادت صادرات الدواجن البرازيلية الى هذه الدول إلى نسبة 84 في المائة خلال الفترة ما بين يناير الى اكتوبر الماضي. وهنالك اسباب أخرى وراء زياد صادرات الدواجن البرازيلية تتمثل في أن هذه الصناعة البرازيلية تعد جديدة نسبيا وبالتالي فانه أكثر حداثة في وسائلها فضلا عن ان تكلفة الانتاج فيها تقل بنسبة 25 في المائة من تكلفة الانتاج في الولاياتالمتحدة كما أن السيطرة على الأوضاع الصحية ساعد في حماية الطيور من الأوبئة. ويقول مسؤولون أمريكيون بان البرازيل لا يمكنا ضمان عدم اصابة طيورها بالأوبئة وعمدت الى منع وارداتها من البرازيل وردت الاخيرة بغضب باجراء مماثل عندما حظرت الوارات الامريكية ومع ذلك فان المسؤولين البرازيليين يأملون في أن يتغلب أكبر مصدرين في العالم للمشاكل التي بينها ليكونا نموذحا يحتذى به من قبل الآخرين. «كريستيان سينس مونيتور»