لندن، بكين - أ ف ب - يوبي آي - وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الصين امس، بأنها قوة لا غنى عنها في القرن الحادي والعشرين، في وقت وصل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سليفا إلى بكين على رأس وفد يضم نحو 240 رجل أعمال، في زيارة تهدف أساساً إلى تعزيز التبادلات التجارية مع الصين والبحث في إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد. وكان لولا أكد عند مغادرته برازيليا الجمعة الماضي متوجهاً إلى السعودية والصين وتركيا، أنه يعتبر جولته هذه «واحدة من أهم الجولات» في ولايتيه منذ 2003 «للدفاع عن نظام اقتصادي جديد وسياسة تجارية جديدة في العالم». والصين، التي تملك ثالث أكبر اقتصاد عالمي، محطة بالغة الأهمية في جولة لولا بعدما أصبحت الشريك التجاري الأول للبرازيل. ومن المقرر ان يجتمع الرئيس البرازيلي أثناء زيارته التي تستمر ثلاثة أيام، إلى نظيره الصيني هو جينتاو الذي التقاه سابقاً في نيسان (أبريل) أثناء قمة العشرين في لندن. وسيجري محادثات مع مسؤولين صينيين بهدف ترسيخ الحوار السياسي والاستراتيجي بين البلدين. والتقى الرئيسان على مأدبة عشاء مساء أمس قبل إجراء محادثات اليوم وتوقيع اتفاقات تعاون. وسيبحثان مقترحاً للرئيس البرازيلي بتسعير التبادلات التجارية بين البلدين بعملتيهما لتفادي المرور عبر الدولار. وقال لولا أمس في حديث الى وكالة «أنباء الصين الجديدة» (شينخوا)، ان الشراكة الاستراتيجية بين البرازيل والصين في 1993 «يمكن ان تقود إلى مشهد عالمي جديد على المستوى الاقتصادي والعلمي والتجاري في القرن الحادي والعشرين». وقال نائب رئيس الجمعية الصينية للدراسات الأميركية - اللاتينية جيانغ شيخوا، ان لولا قد يتابع محادثاته التي بدأها في قمة العشرين التي أكد فيها ضرورة قيام تعاون عالمي للتمكن من العودة الى النمو وعلى الثقل المتنامي للدول ذات الاقتصادات الناشئة. وأضاف: «لولا قد يبحث إصلاحاً للنظام المالي الدولي والنهوض بدور الدول النامية وهما موضوعان يفترض ان موقفي البلدين موحدان في شأنهما». وتشكل البرازيل والصين إضافة إلى الهند وروسيا الدول الناشئة الكبرى. وسيسعى لولا على رأس وفد من 240 من رجال الأعمال، إلى الدفاع عن المصالح البرازيلية في مجالات النفط وصناعة الطيران وتكنولوجيا وقود السيارات المصنع من مواد حيوية. وقال وزير التجارة والصناعة البرازيلي ميغيل خورخي الأسبوع الماضي ان مؤسسة النفط الوطنية «بيتروبرا» «مهتمة بالتنقيب في المياه العميقة». وأشار إلى ان البرازيل ترغب في بيع الصين 25 طائرة وتشجيع بيع لحوم الأبقار والخنازير والطيور. وفي مؤشر الى تطور العلاقات بين البلدين الصاعدين، أصبحت الصين للمرة الأولى بسبب الأزمة العالمية، أكبر شريك تجاري للبرازيل، متقدمة على الولاياتالمتحدة. وخلال الشهور الأربعة الأولى من السنة الجارية، زادت الصادرات البرازيلية إلى الصين المؤلفة أساساً من الحديد والصويا، بنسبة 64.7 في المئة لتبلغ قيمتها 5.6 بليون دولار. وقال جيانغ: «إن علاقات الصين مع البرازيل أكثر تكاملاً من علاقاتها مع أي بلد أميركي لاتيني آخر». والصين التي تكثف مساعيها لتنويع مصادرها من المواد الأولية، مهتمة جداً بالتبادلات مع البرازيل في هذا المجال. من جهة ثانية، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان الصين، قوة لا غنى عنها، ولها كلمة حاسمة في تحديد مستقبل الاقتصاد العالمي والتغير المناخي والتجارة العالمية، نافياً أن تكون بلاده تجنّبت لهذا السبب التطرق إلى ملف حقوق الإنسان في حوارها مع بكين. وتوقع في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» ان تصبح الصين «خلال العقود المقبلة واحدة من قوتين عظميين قائمتين إلى جانب الولاياتالمتحدة»، متوقعاً أن تنضم إليهما أوروبا كقوة ثالثة «إذا تعلمت التحدث بصوت واحد». وأضاف ان اللحظة الجوهرية لبروز الصين جاءت خلال قمة مجموعة العشرين في لندن في نيسان (أبريل) الماضي، والتي «مثلت منصة دولية لها وكان جميع المشاركين يستمعون إليها حين تحدثت»، كما ان مكانة الصين كقوة لا غنى عنها «يأتي أولاً من حجمها وثانياً من رغبتها في لعب دور». وأشار ميليباند إلى ان المؤرخين سينظرون إلى 2009 ويرون ان الصين لعبت دوراً مهماً في ترسيخ استقرار النظام الرأسمالي العالمي، مستشهداً بالقول الطريف: «بعد 1989 النظام الرأسمالي أنقذ الصين، وبعد 2009 انقذت الصين النظام الرأسمالي». وقارن الدور الذي ستلعبه الصين في السنوات المقبلة بالدور الذي طالبت به الولاياتالمتحدة لذاتها في القرن العشرين. واستبعد ان تزيح الصين الولاياتالمتحدة من موقعها، لكنها ستنضم إليها على قمة الطاولة الجديدة ولن تنافس مكانتها كدولة عظمى رئيسة في العالم».