سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حرم خادم الحرمين: المرأة العاقلة تميز بين الدعوات المختلفة فلا تقع في شراك المغررين باسم التحرر والتطور رعت تخريج دفعتين من طالبات كلية التربية - الأقسام العلمية
تحت رعاية حرم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الأميرة الجوهرة البراهيم احتفلت كلية التربية للأقسام العلمية للبنات مساء أمس بحفل تخريج الطالبات من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس للعامين 23- 24/24- 1425ه وذلك بمركز الملك فهد الثقافي تحت شعار (عطاء يتدفق.. لوطن يتألق). وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من كتاب الله تلتها الطالبة فوز الزهراني بعد ذلك انتظمت عضوات الهيئة التعليمية من جميع الأقسام في مسيرة إلي المنصة الرئيسية أعقبتها مسيرة الطالبات بمرافقة نشيد وطني عريق. بعد ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي عن الولاء للوطن والأحداث التي طرأت مؤخراً وأثارت الألم بداخل كل مواطن ومن ثم قدمت طالبات الكليات نشيداً وطنياً أشعل الحماس في نفوس الحاضرات. وبعد قصيدة (السيدة الأولى) للأستاذة مريم العوفي تفضلت سمو الأميرة الجوهرة بالقاء كلمة جاء فيها: أنها لمناسبة جميلة وفرحة غامرة تلك التي جمعتني بكن في هذا اليوم الذي افتخر فيه بالحضور بين هذه الثلة من الخريجات والحاملات للشهادات الرفيعة من بنات هذا الوطن المعطاء. فتاريخ المرأة في الإسلام عريق بدأت مع بدايته يوم ان آمنت الزوجة الوفية ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وآزرته وأخذت عنه العلم واستمر دور المرأة عظيماً في نقل العلوم وإفادة المجتمع نساء ورجالاً فهذه أجزاء واسعة من السنة النبوية والسيرة الشريفة المحمدية جرى نقلها عن طريق نساء بيت النبوة. واستمرت المسيرة مباركة حافلة بالنماذج الرائعة. وأكدت على إن ما يوجد لدينا في هذه البلاد من التعليم الخاص المستقل لكلا الجنسين هو مفخرة حقيقة وإنجاز عظيم حتى لقد انتبهت مؤخراً بعض المجتمعات الغربية لهذا فقاموا يجربون الدراسة المستقلة للجنسين فآتت ثماراً أدهشتهم بالمقارنة مع الدراسة المختلطة التي تشغل عقل كل واحد من الجنسين بالآخر وتصرفه عن التحصيل وتضعف تفوقه ولا تراعي خصوصيته والاختلاف في الخلقة ونحن نعرف ذلك قديماً من قوله تعالى: {وليس الذكر كالأنثى} وإن من فضل الله علينا في هذا الزمان وجود شبكات الاتصال وتقنيات النقل العالمية التي تمكن المرأة من تحصيل العلوم المختلفة حتى وهي في بيتها وهذه الشبكات الداخلية في كلياتنا مثل آخر عملي يتم عبره نقل الشروح المفيدة والتدريس المتطور إلى بناتنا في التخصصات المختلفة. وأشارت الأميرة الجوهرة إلى ان هنالك جوانب متعددة لا يقوم بها إلاّ النساء وثغرات لا تسدها إلاّ المرأة. وقالت ان: المرأة العاقلة تميز بين الدعوات المختلفة فلا تقع في شراك الذين يغررون بها باسم التحرر والتطور بل تقف عند حدود الله وتستمد من تاريخها وماضيها ما تبني به حاضرها وتسعى به لمستقبلها. وليس كل مكان يخوضه الرجل لابد ان تخوضه المرأة بل قد تتركه حفظاً لنفسها وصيانة لمنزلتها ولأنه لا يلائمها ولا يناسب طبيعتها ووظيفتها. وإنني أرى اليوم من نسائنا من تفوقت في مجالات الطب والبرمجة والترجمة والتدريس وأنواع التصاميم وهي تجمع بين العفة والإيمان والثقافة والعلوم النافعة ومواكبة مستجدات العصر وهذا عصر الأجهزة والبرمجة وإدراك المرأة لطبيعة الأجهزة وعملها يمكنها من استعمالها في كسب شريف واستثمارها في منفعة الناس. وأضافت قائلة: ولا تنسين أيتها الأخوات الفاضلات ان لكل واحدة منكن دور مهم في وطننا هذا في نشر الخير والمعروف ودفع الشر والمنكر وعليها مسؤولية تجاه المجتمع والأسرة والحي والبلد عموماً ونسمع عن أخبار طيبة لنساء بلادنا في مراكز القرآن الكريم وجمعيات الخير والبر ومنشآت التعليم والعمل. وقبل ان أغادر هذا المكان أريد ان أوصي الأخوات بوصيتين إحداهما علمية والأخرى عملية. فأما العلمية فإنني أذكر الخريجات وأنا أراهن بعين الغبطة والسرور أمامي بأن حصولهن على الشهادات العليا ليس هو نهاية المشوار في تحصيل العلم فإن الله تعالى لم يأمر نبيه بالدعاء بالزيادة من شيء إلاّ من العلم فقال تعالى: {وقل رب زدني علماً} ولقد تأثرت بقصة تلك الجدة الصالحة من نساء هذا البلد التي أتمت حفظ القرآن في الثمانين من عمرها ولم يمنعها كبر السن من الاستمرار في الحفظ والتعليم. وأما الوصية العملية فهي تتعلق بالاهتمام بالأسرة والبيت وللأسف أنه ينظر لراعية الأسرة اليوم على أنها شيء هامشي غير منتج بل هي منتجة كل الإنتاج ومساهمة في التنمية مساهمة عظيمة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها). وهذه المسؤولية في الرعاية والتربية اليوم مهمة جداً لأنها تنتج الأولاد الصالحين أصحاب العطاء والبذل والتضحية بينما يؤدي فقدان هذا الدور إلى التفكك الأسري الذي ينتج العينات المخربة في المجتمع. وإنني أؤكد عليكن بالقيام بواجب الأمومة والرعاية الأسرية على الوجه الصحيح الذي فيه المتابعة للأولاد والاهتمام بتوجيههم مع الأب حتى لا تخرج علينا مثل هذه العناصر المفسدة ذات نوازع الشر والاجرام والتي أرادت ان تهدد أمن مجتمعنا والعبث به، واختتم الجوهرة كلمتها قائلة: لا يفوتني ان أنقل لكن تحيات رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وتهنئته لبناته الخريجات. كما أشكر جميع من قام على هذا الحفل من مشرفات وإداريات وعلى رأسهن الدكتورة نورة بنت عبدالعزيز المبارك. بعد ذلك، كانت كلمة الأميرة الجوهرة بنت فهد وكيلة الشؤون التعليمية المساعدة ألقتها نيابة عنها الدكتورة بدرية الجندان جاء فيها: (إن ما تحقق اليوم من تخريج دفعتين جديدتين من الحاصلات على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه إنما يرجع إلى توفيق الله ثم نتيجة المحصلة بجهود متواصلة ومتابعة حثيثة ابتداء من حكومة خادم الحرمين الشريفين ولما قام به أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية والمسؤولون). وتتوالى الكلمات مع كلمة عميدة كلية التربية للأقسام العلمية الدكتورة نورة المبارك قالت فيها: «نحتفل اليوم بتخريج دفعتين من حاملات البكالوريوس وعددهن (1114) طالبة والحاصلات على درجة الدكتوراه وعددهن 15 والحاصلات على درجة الماجستير وعددهن 28 وإننا لنهدي للوطن هذه الكفاءات لينخرطن في خدمته والسير به قدماً نحو الرقي والتطور وليكن مربيات للأجيال». ومن ثم تم تكريم أعضاء الهيئة التعليمية من درجة أستاذ وأستاذ مشارك وأستاذ مساعد ومحاضر كما تم تكريم طالبات البكالوريوس العشرة الأوائل من كل قسم لكل دفعة، بعد ذلك تقدمت الدكتورة نورة المبارك بإهداء الأميرة الجوهرة هدية قيمة باسم الكلية.