يؤدي الشيخ صباح الأحمد الصباح القسم الدستوري كأمير للبلاد أمام مجلس الأمة الأحد القادم بعد أن تلقى رئيس البرلمان جاسم الخرافي طلباً من مجلس الوزراء بذلك، على أن تتضمن جلسة القسم تأبيناً للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد واشادة بمناقب الشيخ سعد العبدالله الذي نحاه المجلس أول من أمس الثلاثاء بالاجماع وتذكيراً بمواقفه الرائدة في خدمة الكويت والكويتيين طوال تاريخه السياسي خصوصاً خلال فترة الغزو العراقي ودوره في تحرير الكويت. وغداة يوم حاسم لم تشهده الكويت في تاريخها افضى في نهايته الى تنحية مجلس الأمة للشيخ سعد بالاجماع في جلسة سرية وتزكية مجلس الوزراء للشيخ صباح أميراً للبلاد استقبلت القوى السياسية والأوساط الشعبية الكويتية تلك التطورات بترحاب بالغ ع لى اعتبار أنها حسمت جدلاً وأزمة خانقة مرت بها الكويت خلال الأيام التي أعقبت وفاة الشيخ جابر، وبدا واضحاً أن اللجوء إلى المؤسسة التشريعية ونصوص الدستور والنتيجة التي آلت إليها الأوضاع محل رضا الشارع الكويتي لأن الدستور هو الحكم في النهاية وعلى جميع الأطراف في الأسرة الحاكمة أو غيرها القبول بنتائج الاحتكام إلى الدستور، وفي هذا الإطار قال نواب كويتيون ل «الرياض» إن ما حدث في جلسة التصويت لا يسيء لتاريخ الكويت بل يعتبر مكسباً لماضيها وحاضرها الديمقراطي فقد كرست الجلسة مدى حيوية مؤسسات المجتمع المدني، على اعتبار أن جميع الأطراف احتكمت الى الشعب وممثليه وهم بالتالي من اتخذ القرار، مؤكدين أن هذه تجربة فريدة على المستوى الاقليمي والعربي وحتى الدولي، فلم نشهد أي مظاهر للتوتر الأمني ولم نشاهد العسكر والجنود ينزلون إلى الشوارع والتي كثيراً ما تشاهد في دول العالم الثالث عند حدوث أي أزمة حكم في بلدانها. بدورهم رحب المواطنون الكويتيون بأسلوب وطرق حل أزمة انتقال السلطة في بلادهم، وشدد مواطنون كويتيون التقتهم (الرياض) على سعادتهم وفرحتهم بانتهاء هذه الأزمة مؤكدين أنهم كانوا على ثقة بالوصول الى مخرج، الا ان بعضهم قد تمنى لو أن بيان التنازل قد وصل الى المجلس بوقت كاف لعدم اللجوء الى قرار التنحية. مشيدين في الوقت ذاته بالشيخ سعد والشيخ صباح على حد سواء. من جانبها أبرزت الصحف الكويتية الصادرة في عناوينها الرئيسية وافتتاحياتها الأحداث والتطورات التي رافقت جلسة مجلس الأمة والنتيجة التي تمخضت عنها، وقالت (السياسة) في عنوانها الرئيسي «العزل سبق التنحي»، بينما جاء عنوان (الرأي العام) «صباح الأمة»، واتفقت الصحافة الكويتية على ضرورة أن تقبل جميع الأطراف قرار الشعب وممثليه مشيدة في افتتاحياتها بالأمير المعزول الشيخ سعد العبدالله، لافتة الى أن الكويت قد دخلت مرحلة جديدة بتولي الشيخ صباح الأحمد قيادة البلاد. ويأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه وتيرة التكهنات حول الأسماء المرشحة لولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء في حال استمرار فصلهما وكذلك حقائب الوزارات السيادية كالخارجية والداخلية والدفاع، والتي تشير التوقعات الى أنها ستوزع في اطار محاصصة بين أقطاب أسرة الحكم وفروعها. وبعد أن أصبح الشيخ صباح الأحمد الحاكم الخامس عشر في تاريخ الكويت فإن هذه الامارة الخليجية قد دخلت حقبة جديدة في تاريخها حيث يعتقد المراقبون الكويتيون أن السياسية الخارجية لبلادهم لن تتغير كثيرا على اعتبار أن الأمير الجديد هو من كان يرسم الخطوط العريضة لتلك السياسة منذ أن كان وزيراً للخارجية خلال 40 عاماً من تاريخه السياسي، أما على الصعيد الداخلي فإن التوقعات والقراءات الأولية تشير إلى بعض التغير باتجاه مزيد من الاصلاح السياسي والاقتصادي.