لماذا الاهتمام الكبير بزيارات الملك عبدالله لدول آسيوية مهمة، وهل عقود الشراكة مع المملكة في مجالات استثمارات مفتوحة، تؤكد أن تلك الدول باتت تنافس الغرب، الذي ظل المتحكم الرئيس في التجارة الدولية، واحتكاراتها، وأن عودة آسيا إلى المراكز الأساسية التي بدأت مع اليابان ولن تقف على حاجز الدول التي بدأت المنافسات الكبيرة داخل قواعد الميدان الاقتصادي العالمي لتصل إلى المتوسطة والصغرى من دول آسيا، إننا نشهد مرحلة جديدة استراتيجيتها الأساسية الأبواب المفتوحة للتعاون اللامشروط؟.. الملك عبدالله قد تكون رحلته للصين، أهم من رئيس دولة أوروبي، لأن المملكة لديها احتياجات تساوي احتياجات الصين، بينما الأوروبيون يريدون فتح أسواق واستثمارات مضمونة الربح بأن تكون الموازين لصالحهم، والفارق أن الملك عبدالله يذهب، وشروطه أن نصل إلى عوامل مشتركة تذهب بنا إلى بناء ركائز اقتصادية لا تقوم على مبدأ التاجر والبائع، بل المنتج والمصدر والممتلك أدوات المعرفة بدون قيود أو شروط، ونعتقد أن الصين القادمة للعالم بحوافز إنتاج هائل رخيص وقوى بشرية مدربة، ونظام يتطور مع الساعة، وبحوث علمية في كل المجالات، تجعلنا الأقرب للاستفادة من هذه القدرات في رسم عقود طويلة الأجل.. مميزات خطوات الملك عبدالله أن نشاطه السياسي، والاقتصادي لا يقومان على حصر هذه الاتجاهات على جهة معينة أو محددة، فمثلما أمريكا وأوروبا شريكان تاريخيان وأساسيان مع المملكة، إلا أننا أول من حفّز دخول الشركات الآسيوية، الكورية، واليابانية والتايوانية في بناء الهياكل الأساسية للبنية التحتية، والمشاركة في صناعات البتروكيماويات، ولحقتها دول أخرى خارج دول القارة الآسيوية مثل جنوب أفريقيا، وروسيا، ولعل الصين توازي بالقدرة والإنجاز ما أعطته تلك الدول، وخاصة في مجالات سكك الحديد وتحلية المياه، والتعدين والمنشآت الأخرى، وطالما الأبواب مفتوحة، فإن الاستثمارات السعودية المقابلة ستجد فرصتها الأوسع في الدولة الآسيوية الكبرى، ومثل هذا التعاون يجعلنا على نفس المسافة من تحقيق مصالح الطرفين.. المشهد الصيني صار الأهم في تحليل ظاهرة عولمة تضع نُظمها أمريكا وأوروبا، وتأخذ بتطبيقاتها الصين والهند، ودول قادمة بنفس الحوافز أن تقتحم ميدان العالم الحديث، والمملكة كغيرها تحاول أن تُنوع مصادر دخلها ونشاطاتها الاقتصادية المختلفة، وآسيا تشكل عمقاً أساسياً لأنها القارة التي غيّرت مسار أسعار النفط، وإنتاج سلع بمتناول شرائح المجتمعات الفقيرة والغنية، والمملكة تريد أن تكون المساحة المفتوحة لشراكة عامة لا تقتصر على سلعة واحدة بل للعب دور يضعها على لائحة الدول الساعية لتحديث كل شيء في بنائها الاجتماعي والاقتصادي والصين أحد الشركاء المرموقين في مستقبل بعيد..