تأجيل انجاز المهمات حتى اللحظة الأخيرة.. سلوك سعودي تشاهده في كثير من شؤون مجتمعنا، فأغراض رمضان لا نشتريها إلا بعد ثبوت رؤية الهلال في نهاية شعبان.. أي قبل ساعات من الامساك، ويسهر الخياطون ليلة العيد لانهاء تفصيل ثياب العيد لتسلم قبيل صلاة العيد بدقائق.. وكأننا تناسينا أن رمضان يأتي كل عام بعد شعبان وأن عيد الفطر لا يتغير موعده. وحين تشرفت بالانضمام للاتحاد السعودي لكرة القدم قامت الاندية السعودية بمطالبة الاتحاد الجديد بتمديد فترة تسجيل المحترفين، وكانت وجهة نظري منطلقة من مقدمة المقال مؤكداً ان الوضع لن يتغير مهما كانت مدة فترة التسجيل.. حيث لن تتقدم الاندية بأوراقها إلا في اليوم الأخير، وتحديداً في الساعة الأخيرة من دوام آخر أيام فترة التسجيل. وقد استجاب الاتحاد لمطالب الأندية ولكن الواقع لم يتغير حيث استمر سلوك تأجيل انجاز المهمات حتى اللحظة الاخيرة. في هذا الموسم تدخل الاتحاد الدولي - مشكوراً - بتحديد فترتي التسجيل بقرار ينص على أن الفترة الاولى تبدأ في اليوم الذي يلي المباراة الأخيرة في الموسم الرياضي وتنتهي في اليوم الذي يسبق المباراة الاولى في الموسم الذي يليه شريطة ألا تتجاوز 12 اسبوعاً، بينما الفترة الثانية فتكون في وسط الموسم شريطة ألا تتجاوز 4 أسابيع. إلا أن الاتحاد السعودي خاطب الاتحاد الدولي مستأذناً بتمديد الفترة اسبوعين لتزامنها مع موسم الحج، فهل تغير سلوك الأندية السعودية؟ «أبو طبيع ما يغير طبعه».. هكذا يقول المثل الشعبي، ولجنة الاحتراف تعيش سلوك اللحظات الأخيرة مع كل فترة تسجيل، فقد انهالت طلبات التسجيل في الساعة الأخيرة من دوام آخر يوم في فترة التسجيل!!! تلك هي الحقيقة المرة كانت سبباً في تفاقم المشكلة التي طرأت بين الهلال والاتحاد حيال تسجيل المحترف المغربي «جواد الزايري». فلو تحرك الناديان في بداية فترة التسجيل وظفر بتوقيعه أحدهما خلال الأيام الاولى لكان هناك متسع كبير من الوقت للنادي الآخر ليتفاوض ويسجل لاعباً جديداً دون الدخول في تلك المتاهة التي لم نخرج منها حتى كتابة هذا المقال. ويبقى السؤال الهام: هل نستفيد من الدرس أم نكرر أخطاءنا في فترات التسجيل القادمة؟ يقيني أننا لن نتعلم فنحن نجسِّد المثل المذكور أعلاه، فلم نغير سلوكنا ولم نتعلم من غلاء الأسعار وتزاحم الأسواق ورداءة الانتاج في اليوم الأخير قبل رمضان أو العيد. ولكنني لن أطالب هنا بأن نخالف تعليمات الفيفا ونجعل فترة التسجيل.. ساعة. آدنوك وساسكو! السفر براً من أهم مقومات السياحة الداخلية، ولكي يكون التنقل براً سياحة فعلية فيجب أن تتوفر في الطرق خدمات لا يستغني عنها المسافر.. ومن أهمها المحطات والاستراحات. وقد قامت وزارة المواصلات بتوقيع عقد مع شركة «ساسكو» تحصل بموجبه الشركة على مبالغ طائلة مقابل كل محطة أو استراحة على الطريق مع تحمل الدولة لنفقات جسور تؤدي لتلك المحطات، كما سمح لمستثمرين باقامة محطات واستراحات على حسابهم، ولكن النتيجة مخيبة للآمال وتعكس صورة سيئة عن مجتمعنا النظيف.. حيث تفتقد تلك المحطات والاستراحات لأبسط أصول النظافة. إنني أتمنى من الأمين العام للسياحة ومن وزير المواصلات القيام برحلة برية يتوقفان خلالها في بعض المحطات لقضاء الحاجة أو تناول الطعام أو حتى أداء الصلاة ليعيشا معاناة شعب نظيف مجبر على التعامل مع قذارة المحطات. وليت الأمير والوزير يكملان جولتهما البرية فيدخلان حدود دولة الامارات ليشاهدا محطات «آدنوك» التي تشكل نموذجاً رائعاً للتنظيم والنظافة يشجع على السياحة الداخلية ويعكس صورة جميلة عن الدولة الشقيقة وشعبها. انها رسالة صادقة من قلب مواطن يشعر بالخزي والخجل حين يقارن بين حالنا وحال جيراننا في الخليج في أمور شتى يمكن تجسيدها في الفرق بين استراحات «آدنوك» وخرائب «ساسكو» وأخواتها.. وعلى دروب الوطنية نلتقي.