عقدت مؤخراً وحدة الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض بالتعاون مع مركز الإشراف والتدريب الطبي اللقاء الرابع بعنوان (فن التعامل مع الضغوط) وقد ألقت مديرة وحدة الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم الأستاذة ليلى الأحيدب كلمة بهذه المناسبة رحبت فيها بالحضور ثم ذكرت أهمية العلاقات الإنسانية في تكوين بيئة صحية للطالبة الذي أدى إلى إطلاق مسابقة أفضل نشرة لطالبات المرحلة الثانوية والتي تدور حول الأسرة الصغيرة للطالبة ومدى تأثيرها على أدائها ومستقبلها العلمي وأكدت الأحيدب أن هموم المرأة العاملة تؤثر في طالباتها وأبنائها داخل المنزل حيث أن المرأة اليوم لم تعد هي المرأة بالأمس بل أصبحت تقوم بأكثر من دور فهي المعلمة والمشرفة والزوجة والأم. التقت بعد ذلك الحاضرات بالدكتورة هناء المطلق أستاذ مساعد بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود وعضو بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والتي تحدثت في ورقتها عن التركيبة النفسية للمرأة العاملة في وقتنا الحاضر من خلال بوابتين يفتحهما لها العمل الأولى مصدر قوة والثانية مصدر معاناة، وأوضحت المطلق أن الجانب الاقتصادي يعتبر بوابة قوة على كل المستويات الشخصية أو الدولية فرأس المال قادر على أن يتحكم بالسياسات، فراتب المرأة من ناحية يوفر لها الاستقلالية والحرية في الإنفاق وهذا الاكتفاء يشكل بعداً نفسياً وإيجابياً ويعزز ثقتها بنفسها في حين تشعر المرأة العاملة بالذنب والتقصير إذا تعرض أحد أفراد أسرتها لضرر حيث تأتيها الاتهامات من الداخل والخارج مما يؤدي إلى شعورها بالذنب وبالتالي يدمر شخصيتها وتصاب بالقلق والاكتئاب. وأكدت الدكتورة المطلق أن الواقع الاقتصادي قد رفع عمل المرأة من درجة الترف إلى درجة الضرورة حيث يسعى الزوج لإيجاد وظيفة لزوجته والأهل يبحثون عن وظيفة لابنتهم بل ان عمل المرأة أصبح أحد شروط الزواج ومن المؤسف أن بعض الناس تعمل وهي تحلم باليوم الذي تترك فيه العمل. وأوصت في ختام ورقتها بضرورة التوعية حول أهمية عمل المرأة إعلامياً وكذلك عقد الدورات للنساء العاملات لتوعيتهن بحقوقهن في العمل وكذلك دورات تقوية الشخصية بشكل دوري وتلزم النساء العاملات على حضورها بالاضافة الى رفع الشرط الذي يوجب موافقة ولي الأمر على عمل المرأة. بعد ذلك عرفت الدكتورة منيرة الغصون أستاذ علم النفس المساعد بكلية التربية الأقسام الأدبية من خلال محاضرتها الضغوط النفسية بأنها ظاهرة من ظواهر الحياة في عصرنا الحالي عصر التغيير والتجديد حيث تواجه المرأة العاملة في مواقف الحياة المختلفة الكثير من الحوادث الحياتية التي قد تسبب حالة من الإجهاد الذي يجعلها أكثر عرضة للضغوط وبالتالي تدهور الناحية الصحية. وتحدثت الغصون عن مصدر الضغوط النفسية على المرأة العاملة والتي منها بيئة العمل وكذلك التنظيم الإداري للمنظمة أو المؤسسة والعلاقات الإنسانية السائدة في العمل وطبيعة العمل بالاضافة الى البيئة الأسرية للمرأة العاملة والتكوين النفسي لها وبينت الغصون في محاضرتها السمات الشخصية التي تكون فيها المرأة العاملة أكثر تعرضا للضغط هي الشخصية المتسلطة ذات الطموح الزائد والشخصية القلقة وكذلك المتوازنة. وأكدت الغصون أن الضغوط لها آثار جانبية نفسية وجسمية وسلوكية واجتماعية موضحة خلالها الاستراتيجية الوقائية والعلاجية التي تستطيع بها المرأة العاملة مواجهة تلك الضغوط والتعايش معها والتي أهمها اللجوء الى الله في السراء والضراء والصبر في مواجهة الأعباء بالاضافة الى التعرف على المصدر الضاغط وتحديده كما أن المرأة لا تستطيع تعديل ظروف المنظمة الإدارية التي تعمل بها لذا لابد من تعديل سلوكها وتطوير ذاتها بما يتناسب مع الظروف المستجدة.