تمثل مذكرة التفاهم المبدئية التي وقعت يوم الأربعاء الماضي بهدف دخول شركة (سابك) شريكاً في مشروع شركة الكيان للبتروكيماويات خطوة تدعم التكامل بين الشركات البتروكيماوية السعودية وتدعم خطة سابك التوسعية بدلا من الاعتماد على الشركاء الأجانب للمشاريع البتروكيماوية السعودية التي ينوي عدد من رجال الاعمال السعوديين اقامتها. وكانت سابك قد حلت بديلا عن الشريك الأجنبي الذي فاوض شركة الكيان للدخول معها في مشاريعها الجديدة وهي شركة أمريكية تعمل في مجال البتروكيماويات الا ان سابك التي فرضت مؤخرا نفسها عالميا وأصبحت تتصدر مكانة مرموقة بين الشركات العالمية الرائدة في مجال البتروكيماويات والأسمدة و الحديد الصلب من حيث المبيعات وتنوع المنتجات فرضت منطقية البحث عن شريك محلي. وتمكن المفاوضون في الشركتين السعوديتين من الوصول الى اتفاق تم بموجبه توقيع مذكرة تفاهم مبدئية بهدف دخول (سابك) شريكاً في مشروع شركة الكيان للبتروكيماويات وطبقاً لهذا الاتفاق سوف تقوم سابك في مدة لا تتجاوز شهرين بمراجعة كافة الأعمال و الدراسات و الاتفاقات و تحديث دراسة الجدوى الاقتصادية و في حال اتفاق الطرفين على النتائج، فسيتم توقيع اتفاقية نهائية بهذا الشأن. وقد سهلت عدة أمور دخول سابك كشريك بدلا من الجانب الأمريكي أولها وجود تكامل تصنيعي بين منتجات الشركتين اذ تحتاج شركة الكيان الى بعض منتجات سابك الخام في تصنيع بعض منتجاتها. إضافة إلى ذلك يبدو ان هيئة السوق المالية تريد وجود شريك قوي يتمتع بخبرة عريقة في أي شركة جديدة النشاط مثل الشركات البتروكيماوية ترغب في طرح أسهمها لاكتتاب المواطنين ويمكن الرجوع لها في عمليات تقيم الشركة والأسهم قبل طرحها للجمهور كما حدث مع شركة ينساب التي طرحت في وقت سريع وهذا لا يتحقق إلا بالمشاركة مع شركة سابك عملاق الصناعات البتروكيماوية بمعنى آخر فأن الهيئة لا تريد المجازفة بقبول شركات تطرح للاكتتاب تعتمد على مبادرات فردية وتكون ظروف نجاحها محدودة بل انها تريد طرح شركات قوية متكاملة من جميع الجوانب الإدارية والفنية والتسويقية والتشغيلية ولذلك فأن دخول سابك مع الكيان يسهل فرص نجاحها مستقبلا ويضمن لها الخبرة والنجاح نظرا للخبرة التي تتمتع بها شركة سابك في الأسواق العالمية وفي تسويق المنتجات البتروكيماوية. وسبق ان تكرر المشهد نفسه مع شركة ينساب التي طرحت مؤخرا للاكتتاب ومع الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية(ناتبت)، التي تمتلك اللجين 42٪ من رأسمالها حيث وقعت مع شركة سابك اتفاقية لتسويق حوالي 200,000 طن سنويا من مادة البولي بروبلين التي سينتجها مجمع البروبيلين والبولي بروبيلين في اللجين بطاقة إنتاجية تبلغ 420,000 طن سنويا بمدينة ينبع الصناعية كون شركة سابك إحدى الشركات الرائدة في انتاج مادة البولي بروبيلين عالميا وحسب التصاريح الصحفية السابقة فأنه بتوقيع اتفاقية التسويق مع شركة ناتبت فإن سابك سوف تحصل على انواع إضافية من درجات مادة البولي بروبيلين ذات القيمة المضافة وبذلك تمت تغطية جمع انواع مادة البولي بروبيلين تقريبا. وعطفا على مشاركات سابك السابقة فقد تحتفظ سابك بنسبة تتراوح بين 25-35 ٪ من رأسمال شركة الكيان وقد يترتب على ذلك رفع رأسمال الكيان قبل طرح جزء منه لاكتتاب المواطنين ومن المحتمل ان لا يترتب على سابك دفع مبالغ نقدية للمشاركة مقابل ان توفر التقنية اللازمة للإنتاج والتسويق والدخول كشريك مع العلم ان الكيان تتشابه في منتجاتها إلى حد كبير مع منتجات شركة شرق التي تمتلكها سابك وهذا الأمر جعل القياديين في شركة الكيان يتخرجون من شركة شرق حيث سبق ان عملوا فيها وفي مناصب رفيعة. اخيرا بقي ان نشير الى أغراض شركة الكيان تتمثل في الاستثمار في المشاريع التجارية والعقارية والصناعية، بما في ذلك الصناعات النفطية والكيميائية والبتروكيميائية، وخاصة إنتاج الإثيلين، البروبلين، جلايكولات، الإيثيلين، البيسفينول، إيثانولات الأمين، ميثيلات الأمين، ثنائي ميثيل الفورماميد، كلوريد الكولين، ميثيل ثنائي الإيثانول أمين، وثنائي ميثيل، الإيثانول أمين، الإيثوكسيلات.