تواصل ايران التاكيد على موقفها من برنامجها النووي واصرارها على الحصول على التكنولوجيا النووية والذي تعتبره حقاً قانونياً لها في الوقت الذي تدعو فيه الترويكا الاوروبية (بريطانيا والمانيا وفرنسا) الى مواصلة الحوار وعدم اتخاذ مواقف تصعيدية ضدها. ويرى المسؤولون الايرانيون بان الحوار هو الطريق الامثل لحل القضايا العالقة بينها وبين الاتحاد الاوروبي وان اصرار الاوروبيين ومن ورائهم الامريكيون لاحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن سوف لن يلقى اذنا صاغية من كافة الدول وخاصة الدول التي تربطها مصالح اقتصادية مع طهران ومن ضمنها روسيا والصين. وكان الاجتماع الذي عقد يوم الثلاثاء في لندن بين ممثلي الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة وكل من روسيا والصين والذي لم يفضي الى اية نتيجة قد عزز الموقف الايراني الذي يعول كثيرا على الموقفين الصيني والروسي. ويرى المسؤولون الايرانيون بان الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة لا يمكنها كسب اجماع الدول من اجل احالة ملف ايران النووي الى مجلس الامن الدولي لان المصالح الاقتصادية لها الاولوية في سياسات الدول ولا يمكن تجاهل الدور الايراني في المنطقة وان اتخاذ اي موقف يتجاهل الوزن الايراني سوف يكون له مضاعفات على المصالح الاقتصادية وخاصة بالنسبة الى كل من روسيا والصين اللذين تربطهما مع ايران اتفاقيات اقتصادية بمليارات الدولارات. التصريحات الاخيرة للمسؤولين الايرانيين وتهديدهم بوقف تنفيذ البروتوكول الاضافي قد اظهر بشكل كبير تصميم هولاء على مواصلة موقفهم خاصة وان المواقف الايرانية تحظي بدعم الراي العام الايراني الذي يرى ضرورة استمرار ايران في الابحاث النووية السلمية وعدم الرضوخ لابتزاز الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة. ويعطي فشل اجتماع لندن قوة دفع جديدة للمسؤولين الايرانيين بان يصروا على مواقفهم التي يعتبرونها مبدئية ولا يمكن التراجع عنها خاصة وان هناك شرخا كبيرا في مواقف الاوروبيين والامريكيين من جهة وبين كل من روسيا والصين. ويراهن الايرانيون على استمرار الخلاف حول الملف النووي الايراني وعدم حصول اجماع لاحالة ملفها النووي الى مجلس الامن الدولي ويرون بان الجهود الاوروبية والامريكية سوف تبوء الى الفشل لانهم يعتبرون الموقف الايراني لا يتناقض مع القوانين الدولية فحسب بل انه متناسق مع قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية.